311
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

4 . ذمّت الثقافة الإسلامية التطيّر ،۱ولذلك يبدو من المستبعد أن تطلب شخصية مرموقة مثل مسلم الذي اختاره الإمام الحسين عليه السلام سفيراً له في أداء مهمّة خطيرة، الإعفاء من المهمّة بحجّة التطيّر .
5 . لم يرد في نقل ابن كثير التعبير بالاستقالة والاعتزال ، وإنّما ورد فيه أنّ مسلماً استشار الإمام واستأمره فيما يجب أن يفعله .۲
6 . من المستبعد أن يتّهم الإمام الحسين عليه السلام شخصية كبيرة مثل مسلم بالخوف والتواني في أداء الواجب .
و استناداً إلى هذه الأدلّة والقرائن يمكن القول : إنّ موضوع استقالة مسلم من سفارة الإمام ، والقصص المتعلّقة به ، يعدّ محطّاً لشكوك أكيدة ، ويبدو أنّ هذه الإشاعات والتحريفات قد اُثيرت من قبل أنصار بني اُميّة بهدف تحريف تاريخ عاشوراء ، أو من القصّاصين الّذين خلطوا الكثير من الحقائق التاريخية مع القصص المنتحلة .

1.راجع : ميزان الحكمة : عنوان «الطيرة» .

2.راجع : ص ۳۰۹ ح ۲۶۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
310

وقفة عند روايات طلب مسلم الاستقالة من سفارة الإمام‏

تفيد الروايات السابقة بأنّ مسلماً عليه السلام قدم من مكّة إلى المدينة متوجّهاً إلى الكوفة ، واصطحب معه دليلين منطلقاً نحوها ، ولكنّهما ضلّا الطريق وهلكا بسبب العطش . وبعد مشقّة كبيرة حصل مسلم ومرافقوه الآخرون - بمشورة الدليلين أو بدونها - على الماء ونجوا من الموت ، ولكنّه تطيّر من هذه الحادثة ؛ ولذلك كتب رسالة إلى الإمام الحسين عليه السلام وطلب منه أن يعفيه من أداء هذه المهمّة ، ولكنّ الإمام عليه السلام رفض استقالته في جوابٍ بعثه إليه ، واتّهمه بالخوف من القيام بهذه المهمّة ، وأكّد عليه أن يواصل طريقه .
لكنّ هذه الروايات محلّ تأمّل للأسباب التالية :
1 . لا يمتلك أيّ منها سنداً معتبراً يمكن الاعتماد عليه .
2 . تفيد المستندات التاريخية بأنّ مسلماً اجتاز المسافة من مكّة إلى الكوفة خلال عشرين يوماً ؛ ذلك لأنّه خرج من مكّة في 15 رمضان ووصل إلى الكوفة في الخامس من شوال‏۱ ، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ المسافة من مكّة إلى الكوفة تبلغ حوالي 1400 كيلومتراً ، فإنّ من المفترض أن يكون قد قطع كلّ يوم ما معدّله سبعون كيلومتراً ، بغضّ النظر عن تأخّره في المدينة . فإن كان قد بعث رسولاً بعد المدينة إلى مكّة كي يستوضحه فيما يجب أن يفعله ، وأضفنا المدّة التي كان بحاجة إليها للعثور على الرسول ، والانطلاق ، واستلام الجواب من الإمام ، والعودة ، والمدّة المتبقّية في المدينة ، والفترة التي كانت تلزمه للاستراحة ؛ فإنّ المدّة التي استغرقها السفر من المفترض أن تتجاوز الشهر على الأقلّ .
3 . من المستبعد أن يهلك الدليلان عطشاً مع اعتيادهما على مشقّات الطريق في حين بقي مسلم ومرافقوه على قيد الحياة!

1.راجع : ص ۳۱۲ (قدوم مسلم الكوفة وبيعة أهلها له) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970881
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به