قَرَأَ عَلَيهِم كِتابَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وهُم يَبكونَ ، وبايَعَهُ النّاسُ ، حَتّى بايَعَهُ مِنهُم ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفاً .
فَكَتَبَ مُسلِمٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، يُخبِرُهُ بِبَيعَةِ ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفاً ، ويَأمُرُهُ بِالقُدومِ ، وجَعَلَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حَتّى عُلِمَ مَكانُهُ ، فَبَلَغَ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ ذلِكَ ، وكانَ والِياً عَلَى الكوفَةِ مِن قِبَلِ مُعاوِيَةَ ، فَأَقَرَّهُ يَزيدُ عَلَيها.۱
۲۶۸.الملهوف : سارَ مُسلِمٌ بِالكِتابِ [الَّذي كَتَبَهُ الإِمامُ الحُسَينُ عليه السلام لِأَهلِ الكوفَةِ ]حَتّى دَخَلَ إلَى الكوفَةِ ، فَلَمّا وَقَفوا عَلى كِتابِهِ ، كَثُرَ استِبشارُهُم بِإِتيانِهِ إلَيهِم ، ثُمَّ أنزَلوهُ في دارِ المُختارِ بنِ أبي عُبَيدَةَ الثَّقَفِيِّ ، وصارَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلَيهِ .
فَلَمَّا اجتَمَعَ إلَيهِ مِنهُم جَماعَةٌ ، قَرَأَ عَلَيهِم كِتابَ الحُسَينِ عليه السلام وهُم يَبكونَ ، حَتّى بايَعَهُ مِنهُم ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفاً.۲
۲۶۹.الفتوح : أقبَلَ مُسلِمٌ حَتّى دَخَلَ الكوفَةَ ، فَنَزَلَ دارَ سالِم بنِ المُسَيَّبِ ، وهِيَ دارُ المُختارِ بنِ أبي عُبَيدٍ الثَّقَفِيِّ ، وجَعَلَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلى دارِ مُسلِمٍ ، وهُوَ يَقرَأُ عَلَيهِم كِتابَ الحُسَينِ عليه السلام ، وَالقَومُ يَبكونَ شَوقاً مِنهُم إلى قُدومِ الحُسَينِ عليه السلام .
ثُمَّ تَقَدَّمَ إلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ رَجُلٌ مِن هَمدانَ ، يُقالُ لَهُ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ الشّاكِرِيُّ ، فَقالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا اُخبِرُكَ عَنِ النّاسِ بِشَيءٍ ، فَإِنّي [لا۳ أعلَمُ ما في أنفُسِهِم ، ولكِنّي اُخبِرُكَ عَمّا أنَا مُوَطِّنٌ عَلَيهِ نَفسي : وَاللَّهِ اُجيبُكُم إذا دَعَوتُم ، واُقاتِلُ مَعَكُم عَدُوَّكُم ، وأضرِبُ بِسَيفي دونَكُم أبَداً حَتّى ألقَى اللَّهَ ، وأنَا لا اُريدُ بِذلِكَ إلّا ما عِندَهُ .
ثُمَّ قامَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ الفَقعَسِيُّ ، قالَ : وأنَا وَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ عَلى ما أنتَ عَلَيهِ . وتَبايَعَتِ الشّيعَةُ عَلى كَلامِ هذَينِ الرَّجُلَينِ ، ثُمَّ بَذَلُوا الأَموالَ ، فَلَم يَقبَل مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ