عَقيلٍ بِالكوفَةِ يُبايِعُ لِلحُسَينِ ، وقَد بَلَغَني عَنِ النُّعمانِ ضَعفٌ وقَولٌ سَيِّئٌ - وأقرَأَهُ كُتُبَهُم - ، فَما تَرى ؟ مَن أستَعمِلُ عَلَى الكوفَةِ ؟ وكانَ يَزيدُ عاتِباً عَلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ .
فَقالَ سَرجونُ : أرَأَيتَ مُعاوِيَةَ لَو نُشِرَ۱ لَكَ ، أكُنتَ آخِذاً بِرَأيِهِ ؟ قالَ : نَعمَ . فَأَخرَجَ عَهدَ عُبَيدِ اللَّهِ عَلَى الكوفَةِ ، فَقالَ : هذا رَأيُ مُعاوِيَةَ ، وماتَ وقَد أمَرَ بِهذَا الكِتابِ .
فَأَخَذَ بِرَأيِهِ ، وضَمَّ المِصرَينِ إلى عُبَيدِ اللَّهِ ، وبَعَثَ إلَيهِ بِعَهدِهِ عَلَى الكوفَةِ.۲
۲۹۴.تاريخ الطبري عن عمّار الدُّهني عن أبي جعفر [ الباقر ] عليه السلام :دَعا [يَزيدُ ]مَولىً لَهُ يُقالُ لَهُ : سَرجونُ - وكانَ يَستَشيرُهُ - فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ [أي خَبَرَ ضَعفِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ] .
فَقالَ لَهُ : أكُنتَ قابِلاً مِن مُعاوِيَةَ لَو كانَ حَيّاً ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَاقبَل مِنّي ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لِلكوفَةِ إلّا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، فَوَلِّها إيّاهُ . وكانَ يَزيدُ عَلَيهِ ساخِطاً ، وكانَ هَمَّ بِعَزلِهِ عَنِ البَصرَةِ .
فَكَتَبَ إلَيهِ بِرِضائِهِ ، وأنَّهُ قَد وَلّاهُ الكوفَةَ مَعَ البَصرَةِ ، وكَتَبَ إلَيهِ أن يَطلُبَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَيَقتُلَهُ إن وَجَدَهُ.۳
۲۹۵.الفتوح : لَمَّا اجتَمَعَتِ الكُتُبُ عِندَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، دَعا بِغُلامِ أبيهِ - وكانَ اسمُهُ سَرجونَ - فَقالَ : يا سَرجونُ ، مَا الَّذي عِندَكَ في أهلِ الكوفَةِ ، فَقَد قَدِمَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، وقَد بايَعَهُ التُّرابِيَّةُ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ؟
فَقالَ لَهُ سَرجونُ : أتَقبَلُ مِنّي ما اُشيرُ بِهِ عَلَيكَ ؟ فَقالَ يَزيدُ : قُل حَتّى أسمَعَ ، فَقالَ : اُشيرُ عَلَيكَ أن تَكتُبَ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ؛ فَإِنَّهُ أميرُ البَصرَةِ ، فَتَجعَلَ لَهُ الكوفَةَ زِيادَةً في عَمَلِهِ ، حَتّى يَكونَ هُوَ الَّذي يَقدَمُ الكوفَةَ فَيَكفيكَ أمرَهُم . فَقالَ يَزيدُ : هذا لَعَمري هُوَ الرَّأيُ !۴
1.نَشَرَ المَوتى : حَيُوا ، ونَشَرَهُمُ اللَّهُ . يتعدّى ولا يتعدّى (المصباح المنير : ص ۶۰۵ «نشر») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۲ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۶ وفيه «سرحون» في كلا الموضعين .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۳ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، الإصابة : ج۲ ص۷۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۲ نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج۱ ص۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ص۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام .
4.الفتوح : ج ۵ ص ۳۶ .