337
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

4 / 9

خُطبَةُ ابنِ زيادٍ في مَسجِدِ الكوفَةِ وتَحذيرُهُ النّاسَ مِن مُخالَفَتِهِ‏

۳۲۲.تاريخ الطبري عن أبي ودّاك : لَمّا نَزَلَ [ابنُ زِيادٍ] القَصرَ نودِيَ الصَّلاةُ جامِعَةٌ ، قالَ : فَاجتَمَعَ النّاسُ ، فَخَرَجَ إلَينا فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ أميرَ المُؤمِنينَ - أصلَحَهُ اللَّهُ - وَلّاني مِصرَكُم وثَغرَكُم ، وأمَرَني بِإِنصافِ مَظلومِكُم ، وإعطاءِ مَحرومِكُم ، وبِالإِحسانِ إلى‏ سامِعِكُم ومُطيعِكُم ، وبِالشِّدَّةِ عَلى‏ مُريبِكُم‏۱وعاصيكُم ، وأنَا مُتَّبِعٌ فيكُم أمرَهُ ، ومُنَفِّذٌ فيكُم عَهدَهُ ، فَأَنَا لِمُحسِنِكُم ومُطيعِكُم كَالوالِدِ البَرِّ ، وسَوطي وسَيفي عَلى‏ مَن تَرَكَ أمري ، وخالَفَ عَهدي ، فَليُبقِ امرُؤٌ عَلى‏ نَفسِهِ ، اَلصِّدقُ يُنبِئُ عَنكَ لَا الوَعيدُ ! ثُمَّ نَزَلَ .۲

۳۲۳.الأخبار الطوال : نَظَرَ ابنُ زِيادٍ مِن تَباشيرِهِم بِالحُسَينِ عليه السلام إلى‏ ما ساءَهُ ، وأقبَلَ حَتّى‏ دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، ونودِيَ فِي النّاسِ فَاجتَمَعوا ، وصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
يا أهلَ الكوفَةِ ، إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ قَد وَلّاني مِصرَكُم ، وقَسَّمَ فَيأَكُم فيكُم ، وأمَرَني بِإِنصافِ مَظلومِكُم ، وَالإِحسانِ إلى‏ سامِعِكُم ومُطيعِكُم ، وَالشِّدَّةِ عَلى‏ عاصيكُم ومُريبِكُم ، وأنَا مُنتَهٍ في ذلِكَ إلى‏ أمرِهِ ، وأنَا لِمُطيعِكُم كَالوالِدِ الشَّفيقِ ، ولِمُخالِفِكُم كَالسَّمِّ النَّقيعِ‏۳ ، فَلا يُبقِيَنَّ أحَدٌ مِنكُم إلّا عَلى‏ نَفسِهِ .
ثُمَّ نَزَلَ ، فَأَتى القَصرَ فَنَزَلَهُ ، وَارتَحَلَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ نَحوَ وَطَنِهِ بِالشّامِ .۴

۳۲۴.الفتوح : لَمّا أصبَحَ [ابنُ زِيادٍ] نادى‏ الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ إلَى المَسجِدِ الأَعظَمِ ، فَلَمّا عَلِمَ أنَّهُم قَد تَكامَلوا ، خَرَجَ إلَيهِم مُتَقَلِّداً بِسَيفٍ ، مُتَعَمِّماً بِعِمامَةٍ ، حَتّى‏ صَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، فَإِنَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ ، وَلّاني مِصرَكُم وثَغرَكُم ،

1.الرِّيبةُ والرَّيْبُ : الشكّ والظنّة والتُهمة (لسان العرب : ج ۱ ص ۴۴۲ «ريب») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۸ ، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۶ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۳ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۱ كلّها نحوه وراجع : الملهوف : ص ۱۱۴ .

3.السمُّ الناقِع : أي القاتل (النهاية : ج ۵ ص ۱۰۹ «نقع») .

4.الأخبار الطوال : ص ۲۳۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
336

كلام حول رواية قدوم ابن زياد إلى الكوفة بعد انطلاق الإمام من مكة

صرّحت بعض الروايات بأن يزيد قد عيّن عبيد اللَّه بن زياد والياً على الكوفة بعد انطلاق الإمام الحسين عليه السلام نحوها ، وهذا هو نصّ الرواية :
كان يزيدُ أبغضَ النّاس في عبيد اللَّه بن زيادٍ ، وإنّما احتاج إليه ، فكتب إليه : إنّي قد ولَّيتك الكوفة مع البصرة ، وإنّ الحسين قد سار إلى الكوفة فاحترز۱ منه ، وإنَّ مسلم بن عَقيلٍ بالكوفة فَاقتله .۲
ولكن هذا الخبر ليس صحيحاً ولا يتلاءم مع النقول الاُخرى ؛ ذلك لأنّ الإمام الحسين عليه السلام سار نحو الكوفة على أعتاب شهادة مسلم ، وقد استشهد مسلم بعد فترة من تعيين عبيد اللَّه وحضوره في الكوفة . وعلى هذا فقد كان سير الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة بعد فترة من قدوم عبيد اللَّه إلى الكوفة .
ويبدو أن ما أدّى إلى ظهور هذه الرواية وهذا النقل هو الخلط بين كتابي يزيد إلى عبيد اللَّه ؛ الأوّل : كتاب تعيين عبيد اللَّه والياً على الكوفة ، والثاني : الكتاب الذي بعثه إلى عبيد اللَّه بعد انطلاق الإمام الحسين عليه السلام نحو الكوفة .۳
مع أنّ الكتاب الأوّل كان قبل انطلاق الإمام الحسين عليه السلام ، و الكتاب الثاني بعد انطلاقه عليه السلام .

1.احترزت من كذا: توقّيته (الصحاح : ج ۳ ص ۸۷۳ «حرز)».

2.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۱.

3.راجع : ص‏۳۲۳ (استشارة يزيد فيمن يستعمله على الكوفة) وص‏۵۱۶ (الفصل السابع / كتاب يزيد إلى ابن زياد يأمره بقتل الإمام عليه السلام).

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970189
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به