339
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

اُكتُبوا إلَيَّ الغُرَباءَ ، ومَن فيكُم مِن طِلبَةِ أميرِ المُؤمِنينَ ، ومَن فيكُم مِنَ الحَرورِيَّةِ وأهلِ الرَّيبِ ، الَّذينَ رَأيُهُمُ الخِلافُ وَالشِّقاقُ ، فَمَن كَتَبَهُم لَنا فَبَري‏ءٌ ، ومَن لَم يَكتُب لَنا أحَداً فَيَضمَنُ لَنا ما في عَرافَتِهِ ألّا يُخالِفَنا مِنهُم مُخالِفٌ ، ولا يَبغي عَلَينا مِنهُم باغٍ ، فَمَن لَم يَفعَل بَرِئَت مِنهُ الذِّمَّةُ ، وحَلالٌ لَنا مالُهُ وسَفكُ دَمِهِ .
وأيُّما عَريفٍ‏۱وُجِدَ في عَرافَتِهِ مِن بُغيَةِ أميرِ المُؤمِنينَ أحَدٌ لَم يَرفَعهُ إلَينا ، صُلِبَ عَلى‏ بابِ دارِهِ ، واُلقِيَت تِلكَ العَرافَةُ مِنَ العَطاءِ ، وسُيِّرَ إلى‏ مَوضِعٍ بِعُمانَ الزّارَةِ۲ .

۳۲۷.مطالب السؤول : لَمّا دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] قَصرَ الإِمارَةِ وأصبَحَ ، جَمَعَ النّاسَ وقالَ وأرعَدَ وأبرَقَ ، وقَتَلَ وفَتَكَ ، وسَفَكَ وَانتَهَكَ ، وعَمَلُهُ ومَا اعتَمَدَهُ مَشهورٌ في تَحَيُّلِهِ ، حَتّى‏ ظَفِرَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وقَتَلَهُ.۳

۳۲۸.الفصول المهمّة : دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] القَصرَ وباتَ بِهِ ، فَلَمّا أصبَحَ جَمَعَ النّاسَ فَصالَ وجالَ ، وقالَ فَطالَ ، وأرعَدَ وأبرَقَ ، ومَسَكَ جَماعَةً مِن أهلِ الكوفَةِ فَقَتَلَهُم فِي السّاعَةِ ، ثُمَّ إنَّهُ تَحَيَّلَ عَلَيهِم حَتّى‏ ظَفِرَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَمَسَكَهُ وقَتَلَهُ.۴

۳۲۹.تاريخ الطبري عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي : لَمّا بَلَغَ عُبيدَ اللَّهِ إقبالُ الحُسَينِ عليه السلام مِن مَكَّةَ إلَى الكوفَةِ ، بَعَثَ الحُصَينَ بنَ تَميمٍ - صاحِبَ شُرَطِهِ - حَتّى‏ نَزَلَ القادِسِيَّةَ ، ونَظَّمَ الخَيلَ ما بَينَ القادِسِيَّةِ إلى‏ خَفّانَ‏۵ ، وما بَينَ القادِسِيَّةِ إلَى القُطقُطانَةِ۶ وإلى‏ لَعلَعٍ‏۷ .۸

1.العَريفُ : هو القَيِّم باُمور القبيلة أو الجماعة من الناس يَلي اُمورهم ، ويتعرّف الأمير منه أحوالهم(النهاية : ج ۳ ص ۲۱۸ «عرف») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۱ وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۴ وإعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۸ .

3.مطالب السؤول : ص ۷۴ ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۵ .

4.الفصول المهمّة : ص ۱۸۳ .

5.خَفّان : موضع قرب الكوفة ، يسلكه الحجّاج أحياناً ، وقيل : فوق القادسيّة (معجم البلدان : ج ۲ ص ۳۷۹) وراجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

6.القُطقُطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرّيّة (معجم البلدان : ج‏۴ ص‏۳۷۴) وراجع: الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

7.لَعْلَع : منزل بين البصرة والكوفة ، ومنها إلى القادسيّة ستّة أميال (معجم البلدان : ج ۵ ص ۱۸) وراجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

8.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۶ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۶ وفيهما صدره إلى «نزل القادسيّة» وفيها «الحصين بن نمير» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
338

وأمَرَني أن اُغيثَ مَظلومَكُم ، وأن اُعطِيَ مَحرومَكُم ، وأن اُحسِنُ إلى‏ سامِعِكُم ومُطيعِكُم ، وبِالشِّدَّةِ عَلى‏ مُريبِكُم ، وأنَا مُتَّبِعٌ في ذلِكَ أمرَهُ ، ومُنَفِّذٌ فيكُم عَهدَهُ ، وَالسَّلامُ . ثُمَّ نَزَلَ ودَخَلَ القَصرَ .
فَلَمّا كانَ اليَومُ الثّاني ، خَرَجَ إلَى النّاسِ ونادى‏ بِالصَّلاةِ جامِعَةً ، فَلَمَّا اجتَمَعَ النّاسُ ، خَرَجَ إلَيهِم بِزِيً‏ّ خِلافَ ما خَرَجَ بِهِ أمسِ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ لا يَصلُحُ هذَا الأَمرُ إلّا في شِدَّةٍ مِن غَيرِ عُنفٍ ، ولينٍ في غَيرِ ضَعفٍ ، وأن آخُذَ مِنكُمُ البَري‏ءَ بِالسَّقيمِ ، وَالشّاهِدَ بِالغائِبِ ، وَالولِيَّ بِالوَلِيِّ .
قالَ : فَقامَ إلَيهَ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ ، يُقالُ لَهُ أسَدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ المُرِّيُّ ، فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ! إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ يَقولُ : «وَ لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى‏»۱ ، وإنَّمَا المَرءُ بِجَدِّهِ ، وَالسَّيفُ بِحَدِّهِ ، وَالفَرَسُ بِشَدِّهِ ، وعَلَيكَ أن تَقولَ ، وعَلَينا أن نَسمَعَ ، فَلا تُقَدِّم فَينَا السَّيِّئَةَ قَبلَ الحَسَنَةِ .
قالَ : فَسَكَتَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، ونَزَلَ عَنِ المِنبَرِ ، فَدَخَلَ قَصرَ الإِمارَةِ.۲

۳۲۵.مثير الأحزان : لَمّا أصبَحَ [ابنُ زِيادٍ] قامَ خاطِباً ، وعَلَيهِم عاتِباً ، ولِرُؤَسائِهِم مُؤَنِّباً۳ ولِأَهلِ الشِّقاقِ مُعاتِباً ، ووَعَدَهُم بِالإِحسانِ عَلى‏ لُزومِ طاعَتِهِ ، وبِالإِساءَةِ عَلى‏ مَعصِيَتِهِ وَالخُروجِ عَن حَوزَتِهِ.۴
ثُمَّ قالَ : يا أهلَ الكوفَةِ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدُ وَلّاني بَلَدَكُم ، وَاستَعمَلَني عَلى‏ مِصرِكُم ، وأمَرَني بِقِسمَةِ فَيئِكُم بَينَكُم ، وإنصافِ مَظلومِكُم مِن ظالِمِكُم ، وأخذِ الحَقِّ لِضَعيفِكُم مِن قَوِيِّكُم ، وَالإِحسانِ إلَى السّامِعِ المُطيعِ ، وَالتَّشديدِ عَلَى المُريبِ ، فَأَبلِغوا هذَا الرَّجُلَ الهاشِمِيَّ مَقالَتي ، لِيَتَّقِيَ غَضَبي . ونَزَلَ .
يَعني بِالهاشِمِيِّ : مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ‏۵ .

4 / 10

سِياسَةُ ابنِ زِيادٍ لِلسَّيطَرَةِ عَلَى الكوفَةِ

۳۲۶.تاريخ الطبري عن أبي ودّاك : أَخَذَ [ابنُ زِيادٍ] العُرَفاءَ وَالنّاسَ أخذاً شَديداً ، فَقالَ :

1.فاطر : ۱۸ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۳۹ .

3.أنَّبَهُ : عنّفه ولامه (الصحاح : ج ۱ ص ۸۹ «أنب») .

4.الحَوزة : الناحية ، وحوزة الإسلام : حدوده ونواحيه (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۷۲ «حوز») .

5.مثير الأحزان : ص ۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970865
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به