341
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

العُرَفاءَ وَالنّاسَ ، فَخَرَجَ مِن دارِ المُختارِ - وقَد عُلِمَ بِهِ - حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ دارِ هانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ ، فَدَخَلَ بابَهُ ، وأرسَلَ إلَيهِ أنِ اخرُج ، فَخَرَجَ إلَيهِ هانِئٌ ، فَكَرِهَ هانِئٌ مَكانَهُ حينَ رَآهُ .
فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : أتَيتُكَ لِتُجيرَني وتُضَيِّفَني ، فَقالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، لَقَد كَلَّفتَني شَطَطاً۱ ، ولَولا دُخولُكُ داري وثِقَتُكَ ، لَأَحبَبتُ ولَسَأَلتُكَ أن تَخرُجَ عَنّي ، غَيرَ أنَّهُ يَأخُذُني مِن ذلِكَ ذِمامٌ‏۲ ، ولَيسَ مَردودٌ مِثلي عَلى‏ مِثلِكَ عَن جَهلٍ ، اُدخُل .
فَآواهُ ، وأخَذَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلَيهِ في دارِ هانِئِ بنِ عُروَةَ .۳

۳۳۵.الإرشاد : لَمّا سَمِعَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - بِمَجي‏ءِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ الكوفَةَ ، ومَقالَتِهِ الَّتي قالَها ، وما أخَذَ بِهِ العُرَفاءَ وَالنّاسَ ، خَرَجَ مِن دارِ المُختارِ حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ دارِ هانِئِ بنِ عُروَةَ فَدَخَلَها ، وأخَذَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلَيهِ في دارِ هانِئٍ عَلى‏ تَسَتُّرٍ وَاستِخفاءٍ مِن عُبَيدِ اللَّهِ ، وتَواصَوا بِالكِتمانِ .۴

۳۳۶.الأخبار الطوال : بَلَغَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ قُدومُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وَانصرافِ النُّعمانِ ، وما كانَ مِن خُطبَةِ ابنِ زِيادٍ ووَعيدِهِ ، فَخافَ عَلى‏ نَفسِهِ . فَخَرَجَ مِنَ الدّارِ الَّتي كانَ فيها بَعدَ عَتَمَةٍ ، حَتّى‏ أتى‏ دارَ هانِئِ بنِ وَرَقَةَ المَذحِجِيِّ ، وكانَ مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، فَدَخَلَ دارَهُ الخارِجَةَ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ وكانَ في دارِ نِسائِهِ ، يَسأَلُهُ الخُروجَ إلَيهِ ، فَخَرَجَ إلَيهِ . وقامَ مُسلِمٌ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، وقالَ : إنّي أتَيتُكَ لِتُجيرَني وتُضَيِّفَني .
فَقالَ لَهُ هانِئٌ : لَقَد كَلَّفتَني شَطَطاً بِهذَا الأَمرِ ، ولَولا دُخولُكَ مَنزِلي لَأَحبَبتُ أن تَنصَرِفَ عَنّي ، غَيرَ أنَّهُ قَد لَزِمَني ذِمامٌ لِذلِكَ . فَأَدخَلَهُ دارَ نِسائِهِ ، وأفرَدَ لَهُ ناحِيَةً مِنها . وجَعَلَتِ الشّيعَةُ تَختَلِفُ إلَيهِ في دارِ هانِئٍ .۵

۳۳۷.الملهوف : لَمّا سَمِعَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ بِذلِكَ [أي بِقُدومِ ابنِ زِيادٍ] ، خافَ عَلى‏ نَفسِهِ مِنَ الاِشتِهارِ ،

1.الشَّطَطُ : مجاوزة القَدْر في بيع أو طلب أو احتكام (لسان العرب : ج ۷ ص ۳۳۴ «شطط») .

2.الذِّمام : الحقّ والحُرمة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۲۲۱ «ذمم») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۱ ، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۷ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۰ كلّها نحوه وراجع : المحبّر : ص ۴۸۰ .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۴۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۱ .

5.الأخبار الطوال : ص ۲۳۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
340

۳۳۰.الفتوح : مَضى‏ قَيسٌ إلَى الكوفَةِ ، وعُبيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ قَد وَضَعَ المَراصِدَ وَالمَصابيحَ عَلَى الطُّرُقِ ، فَلَيسَ أحَدٌ يَقدِرُ أن يَجوزَ إلّا فُتِّشَ.۱

۳۳۱.الأخبار الطوال : إنَّ ابنَ زِيادٍ وَجَّهَ بِالحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ - وكانَ عَلى‏ شُرَطِهِ - في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ مِن أهلِ الكوفَةِ ، وأمَرَهُ أن يُقيمَ بِالقادِسِيَّةِ إلَى القُطقُطانَةِ ، فَيمنَعَ مَن أرادَ النُّفوذَ مِن ناحِيَةِ الكوفَةِ إلَى الحِجازِ ، إلّا مَن كانَ حاجّاً أو مُعتَمِراً ، ومَن لا يُتَّهَمُ بِمُمالَأَةِ۲ الحُسَينِ عليه السلام.۳

۳۳۲.الإرشاد : كانَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ أمَرَ فَاُخِذَ ما بَينَ واقِصَةَ إلى‏ طَريقِ الشّامِ ، إلى‏ طَريقِ البَصرَةِ ، فَلا يَدَعونَ أحَداً يَلِجُ‏۴ولا أحَداً يَخرُجُ ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام لا يَشعُرُ بِشَي‏ءٍ ، حَتّى‏ لَقِيَ الأَعرابَ فَسَأَلَهُم ، فَقالوا : لا وَاللَّهِ ما نَدري ، غَيرَ أنّا لا نَستَطيعُ أن نَلِجَ أو نَخرُجَ ! فَسارَ تِلقاءَ وَجهِهِ عليه السلام.۵

۳۳۳.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العيزار : قالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : أخبِروني خَبَرَ النّاسِ وَراءَكُم . فَقالَ لَهُ مُجَمِّعُ بنُ عَبدِ اللَّهِ العائِذِيُّ - وهُوَ أحَدُ النَّفَرِ الأَربَعَةِ الَّذينَ جاؤوهُ [مِنَ الكوفَةِ ]- : أمّا أشرافُ النّاسِ فَقَد اُعظِمَت رِشوَتُهُم ، ومُلِئَت غَرائِرُهُم‏۶ ، يُستَمالُ وُدُّهُم ، ويُستَخلَصُ بِهِ نَصيحَتُهُم ، فَهُم إلبٌ‏۷واحِدٌ عَلَيكَ، وأمّا سائِرُ النّاسِ بَعدُ، فَإِنَّ أفئِدَتَهُم تَهوي إلَيكَ، وسُيوفَهُم غَداً مَشهورَةٌ عَلَيكَ.۸

4 / 11

تَحَوُّلُ مُسلِمٍ إلى‏ بَيتِ هانِئِ بنِ عُروَةَ ۹

۳۳۴.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك : سَمِعَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ بِمَجي‏ءِ عُبَيدِ اللَّهِ ومَقالَتِهِ الَّتي قالَها ، وما أخَذَ بِهِ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۸۲ .

2.مالأَهُ مُمالَأة : عاونه معاونة (المصباح المنير : ص ۵۸۰ «ملأ») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۴۳ .

4.وَلَجَ يَلِجُ : دخل (تاج العروس : ج ۳ ص ۵۰۹ «ولج») .

5.الإرشاد : ج ۲ ص ۷۲ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۱ .

6.الغِرارة : وعاء يوضع فيه القمح ونحوه ، والجمع غرائر (المعجم الوسيط : ج ۲ ص ۶۴۸ «غرّ») .

7.إلْبٌ واحدٌ : أي جمع واحد - بكسر الهمزة ، والفتح لغةٌ - (المصباح المنير : ص ۱۸ «ألب») .

8.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۵ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۳ وفيه «مجمع بن عبيد اللَّه العائذي» وكلاهما نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۳ وفيه «مجمع بن عبد اللَّه العامري» وراجع : مثير الأحزان : ص ۴۴ .

9.راجع : الخريطة رقم ۱ في آخر الكتاب .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970645
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به