351
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الخَبَرَ .
فَقالَ : أو لا۱ . ثُمَّ مَضى‏ حَتّى‏ دَخَلَ القَصرَ .۲

۳۵۶.سير أعلام النبلاء : قَدِمَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ - شيعِيٌّ - فَنَزَلَ عَلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَمَرِضَ ، فَكانَ عُبَيدُ اللَّهِ يَعودُهُ ، فَهَيَّؤوا لِعُبَيدِ اللَّهِ ثَلاثينَ رَجُلاً لِيَغتالوهُ ، فَلَم يَتِمَّ ذلِكَ ، وفَهِمَ عُبَيدُ اللَّهِ فَوَثَبَ وخَرَجَ .۳

۳۵۷.أنساب الأشراف : مَرِضَ هانِئُ بنُ عُروَةَ المُرادِيُّ ، فَأَتاهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عائِداً ، فَقيلَ لِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : اُخرُج إلَيهِ فَاقتُلهُ . فَكَرِهَ هَانِئٌ أن يَكونَ قَتلُهُ في مَنزِلِهِ ، فَأَمسَكَ مُسلِمٌ عَنهُ .
ونَزَلَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثيُّ - أيضاً - عَلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَمَرِضَ عِندَهُ فَعادَهُ ابنُ زِيادٍ ، وكانَ شَريكٌ شيعِيّاً ، شَهِدَ الجَمَلَ وصِفّينَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ لِمُسلِمٍ : إنَّ هذَا الرَّجُلَ يَأتيني عائِداً ، فَاخرُج إلَيهِ فَاقتُلهُ . فَلَم يَفعَل [مُسلِمٌ‏] لِكَراهَةِ هانِئٍ ذلِكَ .
فَقالَ شَريكٌ : ما رَأَيتُ أحَداً أمكَنَتهُ فُرصَةٌ فَتَرَكَها إلّا أعقَبَتهُ نَدَماً وحَسرَةً ، وأنتَ أعلَمُ ! وما عَلى‏ هانِئٍ في هذا لَولا الحَصرُ ! وماتَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ في دارِ هانِئٍ مِن مَرَضِهِ ذلِكَ . واسمُ الأَعوَرِ الحارِثُ .۴

۳۵۸.الإمامة والسياسة : دَخَلَ [مُسلِمٌ‏] دارَ هانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ ، وكانَ لَهُ فيهِم رَأيٌ . فَقالَ لَهُ هانِئُ بنُ عُروَةَ : إنَّ لي مِنِ ابنِ زِيادٍ مَكاناً ، سَوفَ أتَمارَضُ لَهُ ، فَإِذا جاءَ يَعودُني فَاضرِب عُنُقَهُ .
قالَ : فَقيلَ لِابنِ زِيادٍ : إنَّ هانِئَ بنَ عُروَةَ شاكٍ يَقي‏ءُ الدَّمَ . قالَ : وشَرِبَ المَغرَةَ۵ فَجَعَلَ يَقيؤُها .
قالَ : فَجاءَ ابنُ زِيادٍ يَعودُهُ ، وقالَ لَهُم هانِئٌ : إذا قُلتُ لَكُم «اِسقوني» فَاخرُج إلَيهِ فَاضرِب عُنُقَهُ ، فَقالَ : اِسقوني ، فَأَبطَؤوا عَلَيهِ ، فَقالَ : وَيحَكُم ! اِسقوني ولَو كانَ فيهِ ذَهابُ نَفسي .

1.كذا في المصدر .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۰ .

3.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۹ .

4.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۷ .

5.المَغرة : المَدَر [أي الطين ]الأحمر الذي تُصبغ به الثياب (النهاية : ج ۴ ص ۳۴۵ «مغر») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
350

فَثارَ عُبَيدُ اللَّهِ خارِجاً نَحوَ قَصرِ الإِمارَةِ مَذعوراً ، فَخَرَجَ مُسلِمٌ وَالسَّيفُ في كَفِّهِ ، وقالَ لَهُ شَريكٌ : يا هذا ، ما مَنَعَكَ مِنَ الأَمرِ ؟ قالَ مُسلِمٌ : لَمّا هَمَمتُ بِالخُروجِ تَعَلَّقَت بِيَ امرَأَةٌ ، قالَت : ناشَدتُكَ اللَّهَ إن قَتَلتَ ابنَ زِيادٍ في دارِنا ، وبَكَت في وَجهي ، فَرَمَيتُ السَّيفَ وجَلَستُ .
قالَ هاني : يا وَيلَها ، قَتَلَتني وقَتَلَت نَفسَها ، وَالَّذي فَرَرتُ مِنهُ وَقَعتُ فيهِ .۱

۳۵۴.إعلام الورى : نَزَلَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ دارَ هانِئِ بنِ عُروَةَ أيضاً ومَرِضَ ، فَاُخبِرَ بِأَنَّ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ يَأتيهِ يَعودُهُ ، فَقالَ لِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : اُدخُل هذَا البَيتَ ، فَإِذا دَخَلَ هذَا اللَّعينُ ، وتَمَكَّنَ جالِساً ، فَاخرُج إلَيهِ وَاضرِبهُ ضَربَةً بِالسَّيفِ تَأتي عَلَيهِ ، وقَد حَصَلَ المُرادُ وَاستَقامَ لَكَ البَلَدُ ، ولَو مَنَّ اللَّهُ عَلَيَّ بِالصِّحَّةِ ، ضَمِنتُ لَكَ استِقامَةَ أمرِ البَصرَةِ .
فَلَمّا دَخَلَ ابنُ زِيادٍ ، وأمكَنَهُ ما وافَقَهُ عَلَيهِ ، بَدا لَهُ في ذلِكَ ولَم يَفعَل ، وَاعتَذَرَ إلى‏ شَريكٍ بَعدَ فَواتِ الأَمرِ بِأَنَّ ذلِكَ كانَ يَكونُ فَتكاً ، وقَد قالَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : «إنَّ الإيمانَ قَيَّدَ الفَتكَ» .
فَقالَ : أمَا وَاللَّهِ لَو قَد قَتَلتَهُ ، لَقَتَلتَ غادِراً فاجِراً كافِراً . ثُمَّ ماتَ شَريكٌ مِن تِلكَ العِلَّةِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ .۲

۳۵۵.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كانَ قَدِمَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ مِنَ البَصرَةِ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثيُّ ، وكانَ شيعَةً لِعَلِيٍّ عليه السلام ، فَنَزَلَ أيضاً عَلى‏ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَاشتَكى‏ شَريكٌ ، فَكانَ عُبَيدُ اللَّهِ يَعودُهُ في مَنزِلِ هانِئٍ ، ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ هُناكَ لا يَعلَمُ بِهِ ، فَهَيَّؤوا لِعُبَيدِ اللَّهِ ثَلاثينَ رَجُلاً ، يَقتُلونَهُ إذا دَخَلَ عَلَيهِم .
وأقبَلَ عُبَيدُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلى‏ شَريكٍ يَسأَلُ بِهِ . فَجَعَلَ شَريكٌ يَقولُ : «ما تَنظُرونَ بِسَلمى‏ أن تُحَيّوها» . اِسقوني ولَو كانَت فيها نَفسي .
فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : ما يَقولُ ؟ قالوا : يَهجُرُ ، وتَحَشحَشَ‏۳ القَومُ فِي البَيتِ ، فَأَنكَرَ عُبَيدُ اللَّهِ ما رَأى‏ مِنهُم ، فَوَثَبَ فَخَرَجَ ، ودَعا مَولىً لِهانِئِ بنِ عُروَةَ - كانَ فِي الشُّرطَةِ۴ - فَسَأَلَهُ ، فَأَخبَرَهُ

1.مثير الأحزان : ص ۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۳ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۱ .

2.إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۸ .

3.التحَشْحُشُ : التحرّك للنهوض (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۸ «حشحش») .

4.الشرطَةُ : طائفةٌ من أعوان الولاة ، معروفة (النهاية: ج ۲ ص ۳۶۸ «شرط») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979137
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به