النوري بعض روايات الكتاب فاقدة للسند التاريخي ،۱ وعدّه الشهيد المطهّري حافلاً بالكذب ، ورأى أنّ تأليفه ونشره حالا دون الرجوع إلى المصادر الأصليّة ومطالعة التاريخ الحقيقيّ للإمام الحسين عليه السلام .۲ كما اعتبر الشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي مواضيعه المعارضة للمقاتل المعتبرة ساقطة وعديمة القيمة .۳ ويمكن أن نجد في مطاوي الكتاب أمثلة عديدة من هذا النوع من الأخبار التي لا يمكن تصديقها . ۴
4 . المنتخب في جمع المراثي والخطب
لفخر الدين بن محمّد عليّ بن أحمد الطريحيّ (ت 1085 ه . ق) صاحب كتاب مجمع البحرين ، ويحتوي على الأحاديث والمراثي حول الإمام الحسين وبعض الأئمّة عليهم السلام ، وقد ألّفه بهدف إبكاء المؤمنين وحثّهم على إقامة العزاء ، وقد ألّفه بصورة موسوعة .
كتاب المنتخب ليس تأليفاً تاريخيّاً علميّاً عن حياة الإمام الحسين عليه السلام أو ثورته ، فقد جاءت معظم مواضيع الكتاب دون ذكر المصدر ، وذكرت أحاديثه بشكل مرسل ، وامتزج فيه الغثّ بالسمين ، ولذلك فإنّه لا ينسجم مع هدف المؤلّف واُسلوبه . ويطلق عليه أيضاً : المجالس الطريحيّة ، أو المجالس الفخريّة .
وتتمثّل نقطة الضعف الاُخرى في الكتاب ، في الاختلافات الموجودة بين مخطوطاته المتعدّدة ، وهذا ما يمكن أن يكون دليلاً على التصرّفات اللّاحقة فيه .۵
ويرى المحدّث النوري أنّ كتاب المنتخب يشتمل على ما هو ضعيف وما هو ليس كذلك .۶ وقد ذكر الميرزا محمّد أرباب القمّي أنّ فيه تساهلات كثيرة ، وعدّ الروايات التي انفرد بنقلها
1.لؤلؤ ومرجان «بالفارسيّة» : ص ۲۸۷ و ۲۸۸ .
2.حماسه حسيني «بالفارسيّة» : ج۱ ص۵۴ .
3.تحقيق در باره أوّل أربعين حضرت سيّد الشهداء «بالفارسية» : ص۶۶ .
4.مثل بلوغ عدد الجروح في جسم الإمام الحسين عليه السلام اثنين وعشرين ألفاً (ص ۶۰) ، والتصاق الرؤوس بأجساد أولاد مسلم بن عقيل (ص ۲۴۱) ، وحضور هاشم المرقال (هاشم بن عتبة) في كربلاء (ص ۳۰۰) ، وقصّة زعفر الجنّي (ص ۳۴۶) ، وعرس القاسم (ص ۳۲۱) .
5.راجع : كلام آقا بزرگ الطهراني في الذريعة : ج ۲۲ ص ۴۲۰ الرقم ۷۶۹۶.
6.لؤلؤ ومرجان «بالفارسيّة» : ص ۲۸۷.