373
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

رُبعِهِم ، فَنَهَضَ إلَيهِم قَومٌ يُقاتِلونَهُم ، فَجُرِحَ مُسلِمٌ جِراحَةً ثَقيلَةً ، وقُتِلَ ناسٌ مِن أصحابِهِ وَانهَزَموا .
فَخَرَجَ مُسلِمٌ فَدَخَلَ داراً مِن دورِ كِندَةَ۱ .

۳۸۴.تاريخ الطبري عن عيسى بن يزيد : إنَّ المُختارَ بنَ أبي عُبَيدٍ ، وعَبدَ اللَّهِ بنَ الحارِثِ بنِ نَوفَلٍ ، كانا خَرَجا مَعَ مُسلِمٍ ، خَرَجَ المُختارُ بِرايَةٍ خَضراءَ ، وخَرَجَ عَبدُ اللَّهِ بِرايَةٍ حَمراءَ ، وعَلَيهِ ثِيابٌ حُمرٌ ، وجاءَ المُختارُ بِرايَتِهِ فَرَكَزَها عَلى‏ بابِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ ، وقالَ : إنَّما خَرَجتُ لِأَمنَعَ عَمراً .
وإنَّ ابنَ الأَشعَثِ وَالقَعقاعَ بنَ شَورٍ وشَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، قاتَلوا مُسلِماً وأصحابَهُ - عَشِيَّةَ سارَ مُسلِمٌ إلى‏ قَصرِ ابنِ زِيادٍ - قِتالاً شَديداً ، وإنَّ شَبَثاً جَعَلَ يَقولُ : اِنتَظِروا بِهِمُ اللَّيلَ يَتَفَرَّقوا ، فَقالَ لَهُ القَعقاعُ : إنَّكَ قَد سَدَدتَ عَلَى النّاسِ وَجهَ مَصيرِهِم ، فَاخرُج لَهُم يَنسَرِبوا . وإنَّ عُبَيدَ اللَّهِ أمَرَ أن يُطَلَب المُختارُ وعَبدُ اللَّهِ بنُ الحارِثِ ، وجَعَلَ فيهِما جُعلاً۲ ، فَاُتِيَ بِهِما فَحُبِسا.۳

۳۸۵.الأخبار الطوال : لَمّا بَلَغَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ قَتلُ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، نادى‏ فيمَن كانَ بايَعَهُ ، فَاجتَمَعوا ، فَعَقَدَ لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ كَريزٍ الكِندِيِّ عَلى‏ كِندَةَ ورَبيعَةَ ، وعَقَدَ لِمُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ عَلى‏ مَذحِجٍ وأسَدٍ ، وعَقَدَ لِأَبي ثُمامَةَ الصَّيداوِيِّ عَلى‏ تَميمٍ وهَمدانَ ، وعَقَدَ لِلعَبّاسِ بنِ جُعدَةَ بنِ هُبَيرَةَ عَلى‏ قُرَيشٍ وَالأَنصارِ ، فَتَقَدَّموا جَميعاً حَتّى‏ أحاطوا بِالقَصرِ ، وَاتَّبَعَهُم هُوَ في بَقِيَّةِ النّاسِ .
وتَحَصَّنَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ فِي القَصرِ ، مَعَ مَن حَضَرَ مَجلِسَهُ في ذلِكَ اليَومِ مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، وَالأَعوانِ وَالشُّرَطِ ، وكانوا مِقدارَ مِئَتَي رَجُلٍ ، فَقاموا عَلى‏ سورِ القَصرِ يَرمونَ القَومَ بِالمَدَرِ۴وَالنُّشّابِ‏۵ ، ويَمنَعونَهُم مِنَ الدُّنُوّ مِنَ القَصرِ ، فَلَم يَزالوا بِذلِكَ حَتّى‏ أمسَوا.۶

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۱ وراجع : الفتوح : ج‏۵ ص‏۵۰ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج‏۱ ص‏۲۰۷ .

2.الجُعْلُ : الأجر (المصباح المنير : ص ۱۰۲ «جعل») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۱ وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۴ .

4.المَدَرُ : قطع الطين اليابس (لسان العرب : ج ۵ ص ۱۶۲ «مدر») .

5.النُشّاب : السهام (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۵۷ «نشب») .

6.الأخبار الطوال : ص ۲۳۸ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
372

إلَى ابنِ زِيادٍ فَتَحَصَّنَ مِنهُ ، فَحَصَروهُ فِي القَصرِ.۱

۳۸۰.أنساب الأشراف : أتى‏ مُسلِماً خَبَرُ هانِئٍ ، فَأَمَرَ أن يُنادى‏ في أصحابِهِ ، وقَد تابَعَهُ ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفَ رَجُلٍ ، وصاروا فِي الدّورِ حَولَهُ ، فَلَم يَجتَمِع إلَيهِ إلّا أربَعَةُ آلافِ رَجُلٍ ، فَعَبَّأَهُم ثُمَّ زَحَفَ نَحوَ القَصرِ ، وقَد أغلَقَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ أبوابَهُ ، ولَيسَ مَعَهُ فيهِ إلّا عِشرونَ مِنَ الوُجوهِ ، وثَلاثونَ مِنَ الشُّرَطِ.۲

۳۸۱.المناقب لابن شهر آشوب : وَصَلَ الخَبَرُ [أي خَبرُ حَبسِ هانِئٍ‏] إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، في أربَعَةِ آلافٍ كانوا حَوالَيهِ ، فَاجتَمَعَ إلَيهِ ثَمانِيَةُ آلافٍ مِمَّن بايَعوهُ ، فَتَحَرَّزَ عُبَيدُ اللَّهِ ، وغَلَّقَ الأَبوابَ ، وسارَ مُسلِمٌ حَتّى‏ أحاطَ بِالقَصرِ.۳

4 / 19

القِتالُ بَينَ مُسلِمٍ وقُوّاتِ ابنِ زِيادٍ وجَرحُ مُسلِمٍ‏

۳۸۲.الملهوف : بَلَغَ الخَبَرُ [أي خَبَرُ حَبسِ هانِئٍ‏] إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَخَرَجَ بِمَن بايَعَهُ إلى‏ حَربِ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَتَحَصَّنَ مِنهُ بِقَصرِ الإِمارَةِ ، وَاقتَتَلَ أصحابُهُ وأصحابُ مُسلِمٍ.۴

۳۸۳.تاريخ الطبري عن هلال بن يساف : لَقيتُهُم [أي مُسلِماً وأصحابَهُ‏] تِلكَ اللَّيلَةَ فِي الطَّريقِ عِندَ مَسجِدِ الأَنصارِ ، فَلَم يَكونوا يَمُرّونَ في طَريقٍ يَميناً ولا شِمالاً ، إلّا وذَهَبَت مِنهُم طائِفَةٌ ، الثَّلاثونَ وَالأَربَعونَ ونَحوُ ذلِكَ .
قالَ : فَلَمّا بَلَغَ السّوقَ - وهِيَ لَيلَةٌ مُظلِمَةٌ - ودَخَلُوا المَسجِدَ ، قيلَ لِابنِ زِيادٍ : وَاللَّهِ ما نَرى‏ كَثيرَ أحَدٍ ، ولا نَسمَعُ أصواتَ كَثيرِ أحَدٍ ، فَأَمَرَ بِسَقفِ المَسجِدِ فَقُلِعَ ، ثُمَّ أمَرَ بِحَرادِيَ‏۵ فيهَا النّيرانُ ، فَجَعَلوا يَنظُرونَ فَإِذا قَريبُ خَمسينَ رَجُلاً .
قالَ : فَنَزَلَ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، وقالَ لِلنّاسِ : تَمَيَّزوا أرباعاً أرباعاً ، فَانطَلَقَ كُلُّ قَومٍ إلى‏ رَأسِ

1.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۷ .

2.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۸ .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۲ .

4.الملهوف : ص ۱۱۹ .

5.الحُرديّ : من القصب ، نبطيّ معرّب (الصحاح : ج ۲ ص ۴۶۵ «حرد») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970505
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به