وأصبِح غَداً وَاستَبرِ الدّورَ وجُسَ۱خِلالَها ، حَتّى تَأتِيَني بِهذَا الرَّجُلِ - وكانَ الحُصَينُ عَلى شُرَطِهِ ، وهُوَ مِن بَني تَميمٍ - ثُمَّ نَزَلَ ابنُ زِيادٍ فَدَخَلَ ، وقَد عَقَدَ لِعَمرِو بنِ حُرَيثٍ رايَةً وأمَّرَهُ عَلَى النّاسِ.۲
۴۱۶.الفتوح : لَمّا كانَ مِنَ الغَدِ ، نادى عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ فِي النّاسِ أن يَجتَمِعوا ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ القَصرِ ، وأتى إلَى المَسجِدِ الأَعظَمِ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ أتى هذَا البِلادَ ، وأظهَرَ العِنادَ وشَقَّ العَصا ، وقَد بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِن رَجُلٍ أصَبناهُ في دارِهِ ، ومَن جاءَ بِهِ فَلَهُ دِيَتُهُ ، اِتَّقُوا اللَّهَ عَبادَ اللَّهِ ، وَالزَموا طاعَتَكُم وبَيعَتَكُم ، ولا تَجعَلوا عَلى أنفُسِكُم سَبيلاً ، ومَن أتاني بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ فَلَهُ عَشَرَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، وَالمَنزِلَةُ الرَّفيعَةُ مِن يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، ولَهُ في كُلِّ يَومٍ حاجَةٌ مَقضِيَّةٌ . وَالسَّلامُ .
ثُمَّ نَزَلَ عَنِ المنِبَرِ ، ودَعَا الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ السَّكونِيَّ ، فَقالَ : ثَكِلَتكَ اُمُّكَ إن فاتَتكَ سِكَّةٌ مِن سِكَكِ الكوفَةِ لَم تُطبَق عَلى أهلِها ، أو يَأتوكَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَوَاللَّهِ لَئِن خَرَجَ مِنَ الكوفَةِ سالِماً لَنُريقَنَ۳أنفُسَنا في طَلَبِهِ ، فَانطَلِقِ الآنَ فَقَد سَلَّطتُكَ عَلى دورِ الكوفَةِ وسِكَكِها ، فَانصِبِ المَراصِدَ ، وجُدَّ الطَّلَبَ ، حَتّى تَأتِيَني بِهذَا الرَّجُلِ.۴
۴۱۷.الأمالي للشجري عن سعيد بن خالد : قالَ عُبَيدُ اللَّهِ عَلَى المِنبَرِ : يا أهلَ الكوفَةِ ! وَاللَّهِ لا أدَعُ فِي الكوفَةِ بِيتَ مَدَرٍ۵ إلّا هَدَمتُهُ ، ولا بَيتَ قَصَبٍ إلّا أحرَقتُهُ.۶
۴۱۸.البداية والنهاية : أمّا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، فَإِنَّهُ نَزَلَ مِنَ القَصرِ بِمَن مَعَهُ مِنَ الاُمَراءِ وَالأَشرافِ ، بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، فَصَلّى بِهِمُ العِشاءَ فِي المَسجِدِ الجامِعِ ، ثُمَّ خَطَبَهُم ، وطَلَبَ مِنهُم مُسلِمَ بنَ
1.جَسّ الخبر : بحث عنه وفحص (لسان العرب : ج ۶ ص ۳۸ «جسس») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۶ وفيه «حصين بن نمير» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۱ وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۴۰ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۳ والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء : ج ۱ ص ۱۹۰ .
3.هو يريق بنفسه ريوقاً : يجود بها عند الموت (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۴۰ «ريق») .
4.الفتوح : ج ۵ ص ۵۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۸ نحوه .
5.المَدَرُ : قطع الطين ، وبعضهم يقول : الطين العلك الذي لا يخالطه رمل (المصباح المنير : ص ۵۶۷ «مدر») .
6.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .