393
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

سَبعينَ رَجُلاً حَتّى‏ أطافوا بِالدّارِ ، فَحَمَلَ مُسلِمٌ عَلَيهِم وهُوَ يَقولُ :




هُوَ المَوتُ فَاصنَع وَيكَ ما أنتَ صانِعُ‏فَأَنتَ بِكَأسِ المَوتِ لا شَكَّ جارِعُ‏
فَصَبرٌ لِأَمرِ اللَّهِ جَلَّ جَلالُهُ‏فَحُكمُ قَضاءِ اللَّهِ فِي الخَلقِ ذايعُ‏
فَقَتَلَ مِنهُم واحِداً وأربَعينَ رَجُلاً ، فَأَنفَذَ ابنُ زِيادٍ اللّائِمَةَ إلَى ابنِ الأَشعَثِ، فَقالَ: أيُّهَا الأَميرُ ! إنَّكَ بَعَثتَني إلى‏ أسَدٍ ضِرغامٍ ، وسَيفٍ حُسامٍ ، في كَفِّ بَطَلٍ هُمامٍ ، مِن آلِ خَيرِ الأَنامِ .۱

۴۳۲.البداية والنهاية : دَخَلوا عَلَيهِ [أي عَلى‏ مُسلِمٍ‏] فَقامَ إلَيهِم بِالسَّيفِ ، فَأَخرَجَهُم مِنَ الدّارِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، واُصيبَت شَفَتُهُ العُليا وَالسُّفلى ، ثُمَّ جَعَلوا يَرمونَهُ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في أطنابِ القَصَبِ ، فَضاقَ بِهِم ذَرعاً ، فَخَرَجَ إلَيهِم بِسَيفِهِ فَقاتَلَهُم .۲

۴۳۳.الأخبار الطوال : قالَ [ابنُ زِيادٍ] لِعُبَيدِ بنِ حُرَيثٍ : اِبعَث مِئَةَ رَجُلٍ مِن قُرَيشٍ‏۳ ، وكَرِهَ أن يَبعَثَ إلَيهِ غَيرَ قُرَيشٍ‏۴ خَوفاً مِنَ العَصَبِيَّةِ أن تَقَعَ ، فَأَقبَلوا حَتّى‏ أتَوا الدّارَ الَّتي فيها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ فَفَتَحوها ، فَقاتَلَهُم ، فَرُمِيَ فَكُسِرَ فوهُ واُخِذَ ، فَاُتِيَ بِبَغلَةٍ فَرَكِبَها ، وصاروا بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ.۵

۴۳۴.العقد الفريد عن أبي عبيد القاسم بن سلام : اُرسِلَ إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَخَرَجَ إلَيهِم بِسَيفِهِ ، فَما زالَ يُقاتِلُهُم حَتّى‏ أثخَنوهُ بِالجِراحِ ، فَأَسَروهُ.۶

4 / 28

أسرُ مسلِمٍ بَعدَ أن اُثخِنَ بِالجِراحِ‏

۴۳۵.الملهوف : ولَمّا قَتَلَ مُسلِمٌ مِنهُم جَماعَةً ، نادى‏ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ : يا مُسلِمُ ! لَكَ الأَمانُ . فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : وأيُّ أمانٍ لِلغَدَرَةِ الفَجَرَةِ ! ثُمَّ أقبَلَ يُقاتِلُهُم ويَرتَجِزُ بِأبياتِ حَمرانَ بنِ مالِكٍ الخَثعَمِيِّ

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۴ .

2.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۵ .

3.الظاهر أنّ الصواب : «قيس» ، كما في تاريخ الطبري وغيره (راجع : ص ۱۵۲ ح ۱۱۹۵) .

4.الظاهر أنّ الصواب : «قيس» هنا أيضاً .

5.الأخبار الطوال : ص ۲۴۰ .

6.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۵ ، المحاسن والمساوئ : ص ۶۰ عن أبي معشر ، الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۹ ، المحن : ص ۱۴۵ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۶۸ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
392

۴۲۹.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : أمَرَ ابنُ زِيادٍ خَليفَتَهُ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ المَخزوِميَّ أن يَبعَثَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ثَلاثَمِئَةِ رَجُلٍ مِن صَناديدِ أصحابِهِ ، فَرَكِبَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ حَتّى‏ وافَى الدّارَ الّتي فيها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَسَمِعَ مُسلِمٌ وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ وأصواتَ الرِّجالِ ، فَعَلِمَ أنَّهُ قَد اُتِيَ ، فَبادَرَ مُسرِعاً إلى‏ فَرَسِهِ ، فَأَسرَجَهُ وألجَمَهُ وصَبَّ عَلَيهِ دِرعَهُ ، وَاعتَجَرَ بِعِمامَتِهِ وتَقَلَّدَ سَيفَهُ ، وَالقَومُ يَرمونَ الدّارَ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في هوارِي القَصَبِ ، فَتَبَسَّمَ مُسلِمٌ ثُمَّ قالَ : يا نَفسِي ! اخرُجي إلَى المَوتِ الَّذي لَيسَ مِنهُ مَحيصٌ ولا مَحيدٌ .
ثُمَّ قالَ لِلمَرأَةِ : رَحِمَكِ اللَّهُ وجَزاكِ خَيراً ، اِعلَمي إنّي ابتُليتُ مِن قِبَلِ ابنِكِ ، فَافتَحِي البابَ ، فَفَتَحَتهُ ، وخَرَجَ مُسلِمٌ في وُجوهِ القَومِ كَالأَسَدِ المُغضَبِ ، فَجَعَلَ يُضارِبُهُم بِسَيفِهِ حَتّى‏ قَتَلَ جَماعَةً ، وبَلَغَ ذلِكَ ابنَ زِيادٍ ، فَأَرسَلَ إلى‏ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ : سُبحانَ اللَّهِ أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، بَعَثناكَ إلى‏ رَجُلٍ واحِدٍ لِتَأتِيَنا بِهِ ، فَثَلَمَ مِن أصحابِكَ ثُلمَةً عَظيمَةً!!
فَأَرسَلَ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ : أيُّهَا الأَميرُ ، أتَظُنُّ أنَّكَ بَعَثتَني إلى‏ بَقّالٍ مِن بَقاقيلِ الكوفَةِ ، أو جُرمُقانِيٍّ مِن جَرامِقَةِ الحيرَةِ ؟ أفَلا تَعلَمُ أيُّهَا الأَميرُ ، أنَّكَ بَعَثتَني إلى‏ أسَدٍ ضِرغامٍ‏۱ ، وبَطَلٍ هُمامٍ ؛ في كَفِّهِ سَيفٌ حُسامٌ‏۲ ، يَقطُرُ مِنهُ المَوتُ الزُّؤامُ‏۳!
فَأَرسَلَ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ : أن أعطِهِ الأَمانَ ؛ فَإِنَّكَ لَن تَقدِرَ عَلَيهِ إلّا بِالأَمانِ المُؤَكَّدِ بِالأَيمانِ .۴

۴۳۰.الملهوف : خَرَجَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ‏] وَحيداً في سِكَكِ الكوفَةِ ، حَتّى‏ وَقَفَ عَلى‏ بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها : طَوعَةُ ، فَطَلَبَ مِنها ماءً فَسَقَتهُ ، ثُمَّ استَجارَها فَأَجارَتهُ ، فَعَلِمَ بِهِ وَلَدُها فَوَشَى الخَبَرَ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَأَحضَرَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ وضَمَّ إلَيهِ جَماعَةً ، وأنفَذَهُ لإِحضارِ مُسلِمٍ ، فَلَمّا بَلَغوا دارَ المَرأَةِ ، وسَمِعَ مُسلِمٌ وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ ، لَبِسَ دِرعَهُ ، ورَكِبَ فَرَسَهُ ، وجَعَلَ يُحارِبُ أصحابَ عُبَيدِ اللَّهِ .۵

۴۳۱.المناقب لابن شهر آشوب : أنفَذَ عُبَيدُ اللَّهِ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ المَخزومِيَّ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ، في

1.الضِرْغام : وهو الضاري الشديد المقدام من الاُسود (النهاية : ج ۳ ص ۸۶ «ضرغم») .

2.الحُسامُ : السيف القاطع (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۹۹ «حسم») .

3.موت زؤام : أي موت كريه ، أو عاجل ، أو سريع مُجهِزْ (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۳۱۲ «زأم») .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۸ ، الفتوح : ج ۵ ص ۵۳ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۴ .

5.الملهوف : ص ۱۱۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1927009
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به