يَومَ القرنِ ، حَيثُ يَقولُ :
أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاوإن رَأَيتُ المَوتَ شَيئاً نُكرا
أكرَهُ أن اُخدَعَ أو اُغَرّاأو أخلِطَ البارِدَ سُخناً مُرّا
كُلُّ امرِئٍ يَوماً يُلاقي شَرّاأضرِبُكُم ولا أخافُ ضُرّا
فَقالوا لَهُ : إنَّكَ لا تُخدَعُ ولا تُغَرُّ ، فَلَم يَلتَفِت إلى ذلِكَ ، وتَكاثَروا عَلَيهِ بَعدَ أن اُثخِنَ بِالجِراح ، فَطَعَنَهُ رَجُلٌ مِن خَلفِهِ ، فَخَرَّ إلَى الأَرضِ ، فَاُخِذَ أسيراً.۱
۴۳۶.المناقب لابن شهر آشوب : قالَ [ابنُ الأَشعَثِ] : وَيحَكَ ابنَ عَقيلٍ ! لَكَ الأَمانُ . وهُوَ يَقولُ : لا حاجَةَ لي في أمانِ الفَجَرَةِ ! وهُوَ يَرتَجِزُ :
أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاوإنَ رَأَيتُ المَوتَ شَيئاً نُكرا
أكرَهُ أن اُخدَعَ أو اُغَرّاكُلُّ امرِئٍ يَوماً يُلاقي شَرّا
أضرِبُكُم ولا أخافُ ضُرّاضَربَ غُلامٍ قَطُّ لَم يَفِرّا
فَضَرَبوهُ بِالسِّهامِ وَالأَحجارِ حَتّى عَيِيَ وَاستَنَدَ حائِطاً ، فَقالَ : ما لَكُم تَرموني بِالأَحجارِ كَما تُرمَى الكُفّارُ ، وأنَا مِن أهلِ بَيتِ الأَنبِياءِ الأَبرارِ ؟ ! ألا تَرعَونَ حَقَّ رَسولِ اللَّهِ في ذُرِّيَّتِهِ ؟!
فَقالَ ابنُ الأَشعَثِ : لا تَقتُل نَفسَكَ ، وأنتَ في ذِمَّتي ، قالَ : اُؤسَرُ وبي طاقَةٌ ؟! لا وَاللَّهِ ، لا يَكونُ ذلِكَ أبَداً . وحَمَلَ عَلَيهِ فَهَرَبَ مِنهُ ، فَقالَ مُسلِمٌ : اللَّهُمَّ إنَّ العَطَشَ قَد بَلَغَ مِنّي .
فَحَمَلوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضَرَبَهُ بُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ عَلى شَفَتِهِ العُليا ، وضَرَبَهُ مُسلِمٌ في جَوفِهِ فَقَتَلَهُ ، وطُعِنَ مِن خَلفِهِ فَسَقَطَ مِن فَرَسِهِ فَاُسِرَ.۲
۴۳۷.الفتوح : أرسَلَ إلَيهِ [أي إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ] عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ أن أعطِهِ الأَمانَ ؛ فَإِنَّكَ لَن تَقدِرَ عَلَيهِ إلّا بِالأَمانِ . فَجَعَلَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ يَقولُ : وَيحَكَ يَابن عَقيلٍ ! لا تَقتُل نَفسَكَ ، لَكَ الأَمانُ ، ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ يَقولُ : لا حاجَةَ إلى أمانِ الغَدَرَةِ ، ثُمَّ جَعَلَ يُقاتِلُهُم وهُوَ يَقولُ :
أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاولَو وَجَدتُ المَوتَ كَأساً مُرّا