399
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وقفة عند روايات اعتقال مسلم بعد إعطائه الأمان‏

يمكن تقسيم الروايات الدالّة على اعتقال مسلم عليه السلام بعد إعطائه الأمان إلى ثلاث مجموعات :
1. الرواية التي نقلتها معظم المصادر التاريخية والتي تفيد بأنّ مسلماً رفض الأمان المعروض عليه بشدّة ، وقال ردّاً على محمّد بن الأشعث الذي طرح هذا الاقتراح :
وأيُّ أمانٍ لِلغَدَرَةِ الفَجَرَةِ .
ثمّ قال متمثّلاً بشعر حمران بن مالك الخثعمي مخاطباً الأعداء الحاضرين :
أقْسَمْتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاً .
ثمّ واصل القتال حتى اُصيب بالرمح من قفاه وسقط أرضاً واُسر .۱
2. الرواية التي تفيد بأنّه اعتُقل قبل الأمان بعد أن اُثخن بالجراح .۲
3. الرواية التي أيّدت بشكل مطلق قبول مسلم للأمان .۳
ومن خلال التأمّل في الروايات المذكورة يمكن أن نستنتج أنّ الرواية الثالثة غير صحيحة دون شكّ ؛ لأنّ كلّ إنسان يعلم أن إعطاء الأمان لقائد ثورة يهيّئ الأرضية لثورة أكبر ، وخصوصاً إذا كان إعطاء الأمان من جانب فاسق وفاجر مثل ابن زياد ، ليس سوى خدعة ، فكيف يمكن القبول بأنّ مسلماً لم يدرك هذا المعنى ، وأنّه قبل أمانه دون نقاش وسلّم نفسه؟!
ويبدو فيما يتعلّق بالرواية الثانية التي تفيد أنّ استسلام مسلم قد تمّ عندما عجز عن القتال بسبب كثرة الجراح ، هو الذي دفع الراوي إلى أن يتصوّر قبول الأمان .
وعلى هذا الأساس فإنّ الرواية الاُولى التي نقلتها المصادر الكثيرة ، والتي ينسجم نصّها مع شهامة أصحاب سيّد الشهداء وعزمهم الراسخ وجرأتهم وشجاعتهم ، هي أقرب إلى الواقع القاضي بأنّ مسلماً لم يقبل أبداً عرض الأمان ، وأنّه حارب حتّى آخر رمق من حياته ، وأنّه اُسر عندما فقد القدرة على الدفاع عن نفسه .

1.راجع : ص ۳۹۳ - ۳۹۶ ح ۴۳۵ - ۴۳۸ .

2.راجع : ص ۳۹۷ ح ۴۳۹ .

3.راجع : ص ۳۹۸ ح ۴۴۰ و ۴۴۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
398

۴۴۰.مروج الذهب : لَمّا رَأَوا ذلِكَ مِنهُ [أي شِدَّةَ قِتالِ مُسلِمٍ وبَسالَتَهُ‏] ، تَقَدَّمَ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ ، فَقالَ لَهُ : فَإِنَّكَ لا تُكذَبُ ولا تُغَرُّ ، وأعطاهُ الأَمانَ ، فَأَمكَنَهُم مِن نَفسِهِ ، وحَمَلوهُ عَلى‏ بَغلَةٍ وأتَوا بِهِ ابنَ زِيادٍ ، وقَد سَلَبَهُ ابنُ الأَشعَثِ حينَ أعطاهُ الأَمانَ سَيفَهُ وسِلاحَهُ.۱

۴۴۱.تاريخ الطبري عن عمّار الدّهني عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :فَأَعطاهُ عَبدُ الرَّحمنِ الأَمانَ ، فَأَمكَنَ مِن يَدِهِ.۲

1.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۸ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۶ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۲ ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۸ نحوه وفيها «محمّد بن الأشعث» بدل «عبد الرحمن» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۵ ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۱ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۶ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وفيهما «محمّد بن الأشعث» بدل «عبد الرحمن» وراجع : الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ وأنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۹ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970892
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به