الإِذنَ ، مِنهُم : عُمارَةُ بنُ عُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، وعَمرُو بنُ حُرَيثٍ ، ومُسلِمُ بنُ عَمرٍو ، وكَثيرُ بنُ شِهابٍ.۱
۴۵۴.تاريخ الطبري عن سعيد بن مدرك بن عمارة : اُدخِلَ مُسلِمٌ عَلَى ابنِ زِيادٍ فَلَم يُسَلِّم عَلَيهِ بِالإِمرَةِ ، فَقالَ لَهُ الحَرَسِيُّ : ألا تُسَلِّم عَلَى الأَميرِ ؟ فَقالَ لَهُ : إن كانَ يُريدُ قَتلي ، فَما سلامي عَلَيهِ ؟ وإن كانَ لا يُريدُ قَتلي ، فَلَعَمري لَيَكثُرَنَّ سَلامي عَلَيهِ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : لَعَمري لَتُقتَلَنَّ . قالَ : كَذلِكَ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَدَعني اُوصِ إلى بَعضِ قَومي ، فَنَظَرَ إلى جُلَساءِ عُبَيدِ اللَّهِ ، وفيهِم عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَقالَ : يا عُمَرُ ، إنَّ بَيني وبَينَكَ قَرابَةً ، ولي إلَيكَ حاجَةٌ ، وقَد يَجِبُ لي عَلَيكَ نُجحَ حاجَتي وهُوَ سِرٌّ ، فَأَبى أن يُمَكِّنَهُ مِن ذِكرِها .
فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : لا تَمتَنِع أن تَنظُرَ في حاجَةِ ابنِ عَمِّكَ . فَقامَ مَعَهُ فَجَلَسَ حَيثُ يَنظَرُ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ عَلَيَّ بِالكوفَةِ دَيناً استَدَنتُهُ مُنذُ قَدِمتُ الكوفَةَ سَبعَمِئَةِ دِرهَمٍ فَاقضِها عَنّي ، وَانظُر جُثَّتي فَاستَوهِبها مِنِ ابنِ زِيادٍ فَوارِها ، وَابعَث إلى حُسَينٍ عليه السلام مَن يَرُدُّهُ ؛ فَإِنّي قَد كَتَبتُ إلَيهِ اُعلِمُهُ أنَّ النّاسَ مَعَهُ ، ولا أراهُ إلّا مُقبِلاً .
فَقالَ عُمَرُ لِابنِ زِيادٍ : أتَدري ما قالَ لي ؟ إنَّهُ ذَكَرَ كَذا وكَذا ، قالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : إنَّه لا يَخونُكَ الأَمينُ ، ولكِن قَد يُؤتَمَنُ الخائِنُ ، أمّا مالُك فَهُوَ لَكَ ولَسنا نَمنَعُكَ أن تَصنَعَ فيه ما أحبَبتَ ، وأمّا حُسَينٌ فَإِنَّهُ إن لَم يُرِدنا لَم نُرِدهُ ، وإن أرادَنا لَم نَكُفَّ عَنهُ ، وأمّا جُثَّتُهُ فَإِنّا لَن نُشَفِّعَكَ فيها ، إنَّهُ لَيسَ بِأَهلٍ مِنّا لِذلِكَ ، قَد جاهَدَنا وخالَفَنا وجَهَدَ عَلى هلاكِنا . وزَعَموا أنَّهُ قالَ : أمّا جُثَّتُهُ فَإِنّا لا نُبالي إذا قَتَلناهُ ما صُنِعَ بِها .
ثُمَّ إنَّ ابنَ زِيادٍ قالَ : إيهِ يَابنَ عَقيلٍ ، أتَيتَ النّاسَ وأمرُهُم جَميعٌ ، وكَلِمَتُهُم واحِدَةٌ ، لِتُشَتِّتَهُم وتُفَرِّقَ كَلِمَتَهُم ، وتَحمِلَ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ ؟ قالَ : كَلّا ، لَستُ أتَيتُ ، ولكِنَّ أهلَ المِصرِ زَعَموا أنَّ أباكَ قَتَلَ خِيارَهُم ، وسَفَكَ دِماءَهُم ، وعَمِلَ فيهِم أعمالَ كِسرى وقَيصرَ ، فَأَتَيناهُم لِنَأمُرَ بِالعَدلِ ، ونَدعُوَ إلى حُكمِ الكِتابِ .