التاريخيّة ، حيث نفذت المعلومات الضعيفة إلى كتابه ، ولذلك لا يمكن عدّ متفرّداته معتبرة رغم استناد أهل المنابر والمراثي إليه . وقد عدّ الشهيد القاضي الطباطبائي اشتباهاته كثيرة ، وأنّ معلوماته العارية عن السند لا يمكن الاعتماد عليها .۱ كما أنّ الشهيد المطهّري رغم تصريحه بتديّن المؤلّف ، اعتبر تاريخه بعيداً عن الاعتبار .۲
8 . عنوان الكلام
للملّا محمّد باقر الفشاركي (ت 1314 ه . ق) من فقهاء إصفهان في القرن الثالث عشر والرابع عشر . كان الفقه يمثّل اختصاصه الأصلي ، إلّا أنّه كان خطيباً وواعظاً أيضاً ، وكان يختم محاضراته بذكر مصائب سيّد الشهداء بشكل مختصر دون أن يقصد بيان تاريخ عاشوراء . ثمّ كتب قسماً من هذه المحاضرات التي كانت تدور حول شرح أدعية كلّ يوم من أيّام شهر رمضان المبارك ، وأضاف إليها عشريّتين تمثّلان ما كتبه حول مصائب الإمام الحسين عليه السلام وفي قالب عشر مجالس .
لم يكن هدف الفشاركي كتابة التاريخ ، بل إنّ هدفه ذكر المصيبة وإبكاء الناس ، ولذلك فإنّه لا يقدّم في الكثير من المواضع سنداً لأقواله ، بل إنّه ينقل بعض المواضيع مكتفياً بالظنّ والاحتمال ، مع تصريحه بعدم وجودها في الكتب المعتبرة والمشهورة .۳
ولم يحظ كتاب عنوان الكلام باعتماد الكتب البحثيّة والتاريخيّة عليه . نعم، قد ينقل عنه الخطباء أحياناً بسبب ذكره لبعض المواعظ الحديثيّة والقصصيّة . ويمكن اعتبار التأخّر الزماني للمؤلّف ، ونقص الإرجاع العلمي إلى الكتب والمصادر ، والروايات المنفردة الفاقدة للشواهد ،۴ أسباباً لعدم الاعتماد عليه . ۵
1.تحقيق در باره أوّل أربعين حضرت سيّد الشهداء عليه السلام «بالفارسية» : ص ۵۴ وهامش ص ۱۷۷ - ۱۷۸.
2.فلسفة التاريخ : ص ۱۴ .
3.راجع : عنوان الكلام : ص ۲۹۴ .
4.للاطّلاع على المتفرّدات الفاقدة للسند التاريخي في الكتاب راجع : عنوان الكلام : ص ۸۱ و ۲۶۸ (رثاء اُمّ علي الأصغر لطفلها الرضيع) و ص ۲۶۵ و ۳۲۶ (إخراج جسد علي الأصغر من القبر وقطع رأسه) ومواضيع اُخرى أيضاً في الصفحات ۱۹۴ ، ۲۸۰ ، ۲۸۲ ، ۳۲۰ و... .
5.راجع : الذريعة : ج ۱۵ ص ۲۶۸ الرقم ۱۷۴۰ و ص ۳۵۳ الرقم ۲۲۶۷ ، معجم المؤلّفين : ج ۹ ص ۹۱ ، أعيان الشيعة : ج۹ ص۳۳۲ .