۴۶۷.مروج الذهب : اُدخِلَ إلَى ابنِ زِيادٍ ، فَلَمَّا انقَضى كَلامُهُ ، ومُسلِمٌ يُغلِظُ لَهُ فِي الجَوابِ ، أمَرَ بِهِ فاُصعِدَ إلى أعلَى القَصرِ ، ثُمَّ دَعا الأَحمَرِيَّ - الَّذي ضَرَبَهُ مُسلِمٌ - فَقالَ : كُن أنتَ الَّذي تَضرِبُ عُنُقَهُ ، لِتَأخُذَ بِثَأرِكَ مِن ضَربَتِهِ ، فَأَصعَدوهُ إلى أعلَى القَصرِ ، فَضَرَبَ بُكَيرٌ الأَحمَرِيُّ عُنُقَهُ ، فَأَهوى رَأسُهُ إلَى الأَرضِ ، ثُمَّ أتبَعوا رَأسَهُ جَسَدَهُ ... .
ثُمَّ دَعَا ابنُ زِيادٍ بِبُكَيرِ بنِ حُمرانَ الَّذي ضَرَبَ عُنُقَ مُسلِمٍ ، فَقالَ : أقَتَلتَهُ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَما كانَ يَقولُ وأنتُم تَصعَدونَ بِهِ لِتَقتُلوهُ ؟ قالَ : كانَ يُكَبِّرُ ويُسَبِّحُ اللَّهَ ، ويُهَلِّلُ ويَستَغفِرُ اللَّهَ ، فَلَمّا أدنَيناهُ لِنَضرِبَ عُنُقَهُ ، قالَ : اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ غَرّونا وكَذَّبونا ، ثُمَّ خَذَلونا وقَتَلونا .
فَقُلتُ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أقادَني مِنكَ ، وضَرَبتُهُ ضَربَةً لَم تَعمَل شَيئاً ، فَقالَ لي [مُسلِمٌ] : أوَ ما يَكفيكَ ، وفي خَدشٍ مِنّي وَفاءٌ بِدَمِكَ أيُّهَا العَبدُ ؟!
قالَ ابنُ زِيادٍ : أوَ فَخراً عِندَ المَوتِ !
قالَ : وضَرَبتُهُ الثّانِيَةَ فَقَتَلتُهُ ، ثُمَّ أتبَعنا رَأسَهُ جَسَدَهُ.۱
۴۶۸.الثقات لابن حبّان : وأدخَلوهُ [أي مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ] عَلى عُبَيدِ اللَّهِ ، فَاُصعِدَ القَصرَ وهُوَ يَقرَأُ ويُسَبِّحُ ويُكَبِّرُ ويَقولُ : اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ غَرّونا ، وكَذَّبونا ، ثُمَّ خَذَلونا ، حَتّى دُفِعنا إلى ما دُفِعنا إلَيهِ .
ثُمَّ أمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بِضَربِ رَقَبَةِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَضَرَبَ رَقَبَةَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ بُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ عَلى طَرَفِ الجِدارِ ، فَسَقَطَت جُثَّتُهُ ، ثُمَّ أتَبَعَ رَأسَهَ جَسَدَهُ.۲
۴۶۹.الأخبار الطوال : أمَرَ ابنُ زِيادٍ بِمُسلِمٍ فَرُقِيَ بِهِ إلى ظَهرِ القَصرِ ، فَاُشرِفَ بِهِ عَلَى النّاسِ ، وهُم عَلى بابِ القَصرِ مِمّا يَلِي الرَّحَبَةَ۳ ، حَتّى إذا رَأَوهُ ضُرِبَت عُنُقُهُ هُناكَ ، فَسَقَطَ رَأسُهُ إلَى الرَّحَبَةِ ، ثُمَّ اُتبِعَ الرَّأسُ بِالجَسَدِ . وكانَ الَّذي تَوَلّى ضَربَ عُنُقِهِ أَحمَرُ بنُ بُكَيرٍ۴ .
1.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۹ .
2.الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ وراجع : تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۶ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۸ والإصابة : ج ۲ ص ۷۱ .
3.رَحَبَةُ المكان - كالمسجد والدار - بالتحريك وتُسكّن : ساحته ومتّسعه (تاج العروس : ج ۲ ص ۱۸ «رحب») .
4.الأخبار الطوال : ص ۲۴۱ .