425
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ : فَبَصُرَ بِهِ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ الحُصَينِ المُرادِيُّ بِخازِرَ۱ ، وهُوَ مَعَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ النّاسُ : هذا قاتِلُ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَقالَ ابنُ الحُصَينِ : قَتَلَنِي اللَّهُ إن لَم أقتُلهُ أو اُقتَل دونَهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ بِالرُّمحِ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ.۲

۴۸۲.تاريخ الطبري عن الحسين بن نصر : أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى‏ هانِئٍ فَأَتاهُ ، فَقالَ : ألَم اُوَقِّركَ ؟ ألَم اُكرِمكَ ؟ ألَم أفعَل بِكَ ؟ قالَ : بَلى‏ ، قالَ : فَما جَزاءُ ذلِكَ ؟ قالَ : جَزاؤُهُ أن أمنَعَكَ . قالَ : تَمنَعُني ؟! قالَ : فَأَخَذَ قَضيباً مَكانَهُ فَضَرَبَهُ بِهِ ، وأمَرَ فَكُتِفَ ثُمَّ ضُرِبَ عُنُقُهُ . فَبَلَغَ ذلِكَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَخَرَجَ.۳

۴۸۳.مروج الذهب : فَأَصعَدوهُ [أي مُسلِماً] إلى‏ أعلَى القَصرِ، فَضَرَبَ بُكَيرٌ الأَحمَرِيُّ عُنُقَهُ، فَأَهوى‏ رَأسَهُ إلَى الأَرضِ ، ثُمَّ أتبَعوا رَأسَهُ جَسَدَهُ ، ثُمَّ اُمِرَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَاُخرِجَ إلَى السّوقِ ، فَضُرِبَ عُنُقُهُ صَبراً ، وهُوَ يَصيحُ : يا آلَ مُرادٍ ، وهُوَ شَيخُها وزَعيمُها ، وهُوَ يَومَئِذٍ يَركَبُ في أربَعَةِ آلافِ دارِعٍ ، وثَمانِيَةِ آلافِ راجِلٍ ، وإذا أجابَتها أحلافُها۴ مِن كِندَةَ وغَيرِها ، كانَ في ثَلاثينَ ألفَ دارِعٍ ، فَلَم يَجِد زَعيمُهُم مِنهُم أحَداً فَشَلاً وخِذلاناً۵ .

۴۸۴.تاريخ اليعقوبي : فَقاتَلَ [مُسلِمٌ‏] عُبَيدَ اللَّهِ ، فَأَخَذوهُ ، فَقَتَلَهُ عُبَيدُ اللَّهِ ، وجَرَّ بِرِجلِهِ فِي السّوقِ ، وقَتَلَ هانِئَ بنَ عُروَةَ ، لِنُزولِ مُسلِمٍ مَنزِلَهُ ، وإعانَتِهِ إيّاهُ‏۶ .

۴۸۵.الفتوح : ثُمَّ أمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ أن يُخرَجَ فَيُلحَقَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَقالَ مُحَمَّدُ

1.خازِر : هو نهر بين إربل والموصل ، وهو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد اللَّه بن زياد وإبراهيم بن مالك الأشتر في أيّام المختار ، ويومئذٍ قُتل ابن زياد ، وذلك سنه ۶۶ ه (معجم البلدان : ج ۲ ص ۳۳۷) وراجع: الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۸ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۶۳ و ليس فيه ذيله من «قال : فبصر» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۸ وراجع: الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ وأنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۴۰ و الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۴ والملهوف : ص ۱۲۲ و إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۴ والمحبّر : ص ۴۸۰ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۱ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۴۳ والعقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۴ والمحاسن والمساوئ : ص ۶۰ والإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۹ والمحن : ص ۱۴۵ .

4.الحِلْفُ : المُعاقَدةُ والمُعاهدة على التعاضد والتساعد (لسان العرب : ج ۹ ص ۵۳ «حلف») .

5.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۹ .

6.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
424

۴۸۱.تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة : قامَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ فَكَلَّمَهُ في هانِئِ بنِ عُروَةَ ، وقالَ : إنَّكَ قَد عَرَفتَ مَنزِلَةَ هانِئِ بنِ عُروَةَ فِي المِصرِ ، وبَيتَهُ فِي العَشيرَةِ ، وقَد عَلِمَ قَومُهُ أنّي وصاحِبي سُقناهُ إلَيكَ ، فَأَنشُدُكَ اللَّهَ لَمّا وَهَبتَهُ لي ، فَإِنّي أكرَهُ عَداوَةَ قَومِهِ ؛ هُم أعَزُّ أهلِ المِصرِ ، وعُدَدُ أهلِ اليَمَنِ !
قالَ : فَوَعَدَهُ أن يَفعَلَ ، فَلَمّا كانَ مِن أمرِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ما كانَ ، بَدا لَهُ فيهِ ، وأبى‏ أن يَفِيَ لَهُ بِما قالَ .
قالَ : فَأَمَرَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ حينَ قُتِلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَقالَ : أخرِجوهُ إلَى السّوقِ‏۱فَاضرِبوا عُنُقَهُ ، قالَ : فَاُخرِجَ بِهانِئٍ حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ مَكانٍ مِنَ السّوقِ كانَ يُباعُ فيهِ الغَنَمُ ، وهُوَ مَكتوفٌ ، فَجَعَلَ يَقولُ : وامَذحِجاه ، ولا مَذحِجَ لِيَ اليَومَ ، وامَذحِجاه ، أينَ مِنّي مَذحِجٌ ؟
فَلَمّا رَأى‏ أنَّ أحَداً لا يَنصُرُهُ ، جَذَبَ يَدَهُ فَنَزَعَها مِنَ الكِتافِ‏۲ ، ثُمَّ قالَ : أما مِن عَصاً أو سِكّينٍ أو حَجَرٍ أو عَظمٍ يُجاحِشُ‏۳ بِهِ رَجُلٌ عَن نَفسِهِ .
قالَ : ووَثَبوا إلَيهِ فَشَدّوهُ وَثاقاً ، ثُمَّ قيلَ لَهُ : اُمدُد عُنُقَكَ ، فَقالَ : ما أنَا بِها مُجدٍ سَخِيٌّ ، وما أنَا بِمُعينِكُم عَلى‏ نَفسي .
قالَ : فَضَرَبَهُ مَولىً لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ - تُركِيٌّ يُقالُ لَهُ رَشيدٌ - بِالسَّيفِ فَلَم يَصنَع سَيفُهُ شَيئاً ، فَقالَ هانِئٌ : إلَى اللَّهِ المَعادُ ، اللَّهُمَّ إلى‏ رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ . ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى‏ فَقَتَلَهُ .

1.راجع : الخريطة رقم ۱ في آخر الكتاب .

2.الكِتاف : الحَبلُ تُشدُّ به (المصباح المنير : ص ۵۲۵ «كتف») .

3.اُجاحِشُ : أي اُحامي واُدافع (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۱ «جحش») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1986101
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به