427
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ضَرَبَ عُنُقَهُ فِي السّوقِ غُلامٌ لِعُبَيدِ اللَّهِ اسمُهُ رَشيدٌ.۱

۴۸۸.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر[ الباقر ] عليه السلام : أمَرَ [ابنُ زِيادٍ ]بِهانِئٍ ، فَسُحِبَ إلَى الكُناسَةِ فَصُلِبَ هُنالِكَ ، وقالَ شاعِرُهُم في ذلِكَ :


فَإِن كُنتِ لا تَدرينَ مَا المَوتُ فَانظُري‏إلى‏ هانِىً فِي السّوقِ وَابنِ عَقيلِ‏
أصابَهُما أمرُ الإِمامِ فَأَصبَحاأحاديثَ مَن يَسعى‏ بِكُلِّ سَبيلِ‏
أيَركَبُ أسماءُ۲الهَماليجَ‏۳آمِناًوَقَد طَلَبَتهُ مَذحِجٌ بِذُحولِ‏
۴ . ۵

۴۸۹.تاريخ الطبري عن عون بن أبي جُحيفة : قالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ الأَسَدِيُّ في قِتلَةِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ - ويُقالُ : قالَهُ الفَرَزدَقُ - :


فَإِن‏۶كُنتِ لا تَدرينَ مَا المَوتُ فَانظُري‏إلى‏ هانِئٍ فِي السّوقِ وَابنِ عَقيلِ‏
إلى‏ بَطَلٍ قَد هَشَّمَ السَّيفُ وَجهَهُ‏وآخَرَ يَهوي مِن طَمارِ۷قَتيلِ‏
أصابَهُما أمرُ الأَميرِ فَأَصبَحاأحاديثَ مَن يَسري بِكُلِّ سَبيلِ‏
تَرى‏ جَسَداً قَد غَيَّرَ المَوتُ لَونَهُ‏وَنَضحَ دَمٍ قَد سالَ كُلَّ مَسيلِ‏
فَتىً هُوَ أحيى‏ مِن فَتاةٍ حَيِيَّةٍوأقطَعُ مِن ذي شَفرَتَينِ‏۸صَقيلِ‏
أيَركَبُ أسماءُ الهَماليجَ آمِناًوقَد طَلَبَتهُ مَذحِجٌ بِذُحولِ‏

1.مثير الأحزان : ص ۳۷ ؛ البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۷ نحوه .

2.إشارة إلى‏ أسماء بن خارجة ؛ لأنّه هو الذي ساق هانئاً إلى قصر ابن زياد .

3.الهِمْلاجُ : من البراذين واحد الهماليج ، والهملجة والهملاج : حُسن سير الدابّة في سرعة (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۹۳ «هملج») .

4.الذَّحْلُ : الثأر (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۳۱ «ذحل») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۷ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۸ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ كلاهما نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۱ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۶ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وراجع : الإصابة : ج ۲ ص ۷۱ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ .

6.في المصدر : «إن» ، وما أثبتناه هو الصحيح وبه يستقيم الوزن ، وكما في المصادر الاُخرى‏ .

7.طَمارِ : المكان المرتفع (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۷۸ «طمر») .

8.الشَّفْرَة : السكّين العريضة ، والسيف (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۶۰ «شفر») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
426

بنُ الأَشعَثِ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ، إنَّكَ قَد عَرَفتَ شَرَفَهُ في عَشيرَتِهِ ، وقَد عَرَفَ قَومُهُ أنّي وأسماءَ بنَ خارِجَةَ جِئنا بِهِ إلَيكِ ، فَأنشُدُكَ اللَّهَ أيُّهَا الأَميرُ ، إلّا۱وَهَبتَهُ لي ، فَإِنّي أخافُ عَداوَةَ أهلِ بَيتِهِ ، وإنَّهُم ساداتُ أهلِ الكوفَةِ ، وأكثَرُهُم عَدَداً .
قالَ : فَزَبَرَهُ‏۲ ابنُ زِيادٍ ، ثُمَّ أمَرَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ فَاُخرِجَ إلَى السّوقِ إلى‏ مَوضِعٍ يُباعُ فيهِ الغَنَمُ ، وهُوَ مَكتوفٌ .
قالَ : وعَلِمَ أنَّهُ مَقتولٌ فَجَعَلَ يَقولُ : وامَذحِجاه ، واعَشيرَتاه ، ثُمَّ أخرَجَ يَدَهُ مِنَ الكِتافِ ، وقالَ : أما مِن شَي‏ءٍ فَأَدفَعُ بِهِ عَن نَفسي ؟! قالَ : فَصَكّوهُ‏۳ ثُمَّ أوثَقوهُ كِتافاً ، فَقالوا : اُمدُد عُنُقَكَ ، فَقالَ : لا وَاللَّهِ ، ما كُنتُ الَّذي اُعينُكُم عَلى‏ نَفسي !
فَتَقَدَّمَ إلَيهِ غُلامٌ لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ - يُقالُ لَهُ رَشيدٌ - فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ فَلَم يَصنَع شَيئاً . فَقالَ هانِئٌ : إلَى اللَّهِ المَعادُ ، اللَّهُمَّ إلى‏ رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ ، اللَّهُمَّ اجعَل هذَا اليَومَ كَفّارَةً لِذُنوبي ، فَإِنّي إنَّما تَعَصَّبتُ لاِبنِ بِنتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
فَتَقَدَّمَ رَشيدٌ وضَرَبَهُ ضَربَةً اُخرى‏ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ أمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ ، فَصُلِبا جَميعاً مُنَكَّسَينَ ، وعَزَمَ أن يُوَجِّهَ بِرَأسَيهِما إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ.۴

۴۸۶.الأمالي للشجري عن سعيد بن خالد : فَلَمّا اُتِيَ بِمُسلِمٍ - وقَد عَرَّسَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ بِاُمِّ أيّوبَ بِنتِ عُتبَةَ - قالَ : فَاُتِيَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ المُرادِيِّ ، فَلَمّا اُدخِلَ عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ قالَ : اِستَأثَرَ عَلَيَّ الأَميرُ بِالعُرسِ !
قالَ : وهَل أرَدتَ العُرسَ يا هانِئُ ؟ ورَماهُ بِمِحجَنٍ‏۵كانَ في يَدِهِ ، فَارتَجَّ فِي الحائِطِ ، وأمَرَ بِهِ إلَى السّوقِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ ، ثُمَّ أمَرَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ فَقالَ : اِيذَن لي بِالوَصِيَّةِ . . . .۶

۴۸۷.مثير الأحزان : أمَرَ [ابنُ زِيادٍ] بِهانِي بنِ عُروَةَ فَسُحِبَ إلَى الكُناسَةِ ، فَقُتِلَ وصُلِبَ هُناكَ ، وقيلَ :

1.في المصدر : «إنّما» ، والتصويب من مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .

2.تَزبُرُه : أي تنهرُه وتُغلظ له في القول والردّ (النهاية : ج ۲ ص ۲۹۳ «زبر») .

3.الصَّكُّ : الضرب الشديد بالشي‏ء العريض (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۵۶ «صكك») .

4.الفتوح : ج ۵ ص ۶۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۳ وفيه «غضبت» بدل «تعصّبت» .

5.المِحْجَنُ : عصا مُعَقّفَةُ الرأس كالصولجان (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۰۸ «حجن») .

6.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1971285
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به