439
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وجاء في الزيارة الرجبية۱ وزيارة الناحية :۲
السَّلامُ عَلى‏ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ .

۵۰۷.الإرشاد : لَمّا بَلَغَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ إقبالُ الحُسَينِ عليه السلام مِن مَكَّةَ إلَى الكوفَةِ ، بَعَثَ الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ صاحِبَ شُرَطِهِ حَتّى‏ نَزَلَ القادِسِيَّةِ ، ونَظَّمَ الخَيلَ بَينَ القادِسِيَّةِ إلى‏ خَفّانَ ، وما بَينَ القادِسِيَّةِ إلَى القُطقُطانَةِ .
وقالَ النّاسُ : هذَا الحُسَينُ عليه السلام يُريدُ العِراقَ . ولَمّا بَلَغَ الحُسَينُ عليه السلام الحاجِرَ۳ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ۴ ، بَعَثَ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ - ويُقالُ : بَل بَعَثَ أخاهُ مِنَ الرَّضاعَةِ عَبدَ اللَّهِ بنَ يَقطُرَ - إلى‏ أهلِ الكوفَةِ ، ولَم يَكُن عليه السلام عَلِمَ بِخَبَرِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِما ، وكَتَبَ مَعَهُ إلَيهِم :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى‏ إخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، سَلامٌ عَلَيكُم ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ . أمّا بَعدُ : فَإِنَّ كِتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ جاءَني يُخبِرُ فيهِ بِحُسنِ رَأيِكُم ، وَاجتِماعِ مَلَئِكُم عَلى‏ نَصرِنا وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَسَأَلتُ اللَّهَ أن يُحسِنَ لَنَا الصَّنيعَ ، وأن يُثيبَكُم عَلى‏ ذلِكَ أعظَمَ الأَجرِ ، وقَد شَخَصتُ إلَيكُم مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ ، لِثَمانٍ مَضَينَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، يَومَ التَّروِيَةِ ، فَإِذا قَدِمَ عَلَيكُم رَسولي فَانكَمِشوا في أمرِكُم وجِدّوا ، فَإِنّي قادِمٌ عَلَيكُم في أيّامي هذِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ .
وكانَ مُسلِمٌ كَتَبَ إلَيهِ قَبلَ أن يُقتَلَ بِسَبعٍ وعِشرينَ لَيلَةً ، وكَتَبَ إلَيهِ أهلُ الكوفَةِ : إنَّ لَكَ هاهُنا مِئَةَ ألفِ سَيفٍ ، فَلا تَتَأَخَّر .
فَأَقبَلَ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ إلَى الكوفَةِ بِكِتابِ الحُسَينِ عليه السلام ، حَتّى‏ إذَا انتَهى‏ إلَى القادِسِيَّةِ ، أخَذَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ فَأَنفَذَهُ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : اِصعَد فَسُبَّ الكَذّابَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ .
فَصَعِدَ قَيسٌ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَيرُ

1.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج‏۸ ص‏۱۵۹ (القسم الثالث عشر / الفصل الثاني عشر / زيارته في أوّل رجب) .

2.راجع: ص ۱۴۲۷ (القسم الثامن / الفصل السادس / الزيارة الثانية برواية الإقبال) .

3.الحاجِرُ : موضع قبل معدن النقرة (معجم البلدان : ج ۲ ص ۲۰۴) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

4.بَطنُ الرُّمَّة : وادٍ معروف بعالية نجد (معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۴۹) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
438

۵۰۶.البداية والنهاية : ومِمَّن قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام بِكَربَلاءَ ، أخوهُ مِنَ الرَّضاعَةِ عَبدُ اللَّهِ بنُ بُقطُرٍ ، وقَد قيلَ : إنَّهُ قُتِلَ قَبلَ ذلِكَ ، حَيثُ بَعَثَ مَعَهُ كِتاباً إلى‏ أهلِ الكوفَةِ ، فَحُمِلَ إلَى ابنِ زِيادٍ فَقَتَلَهُ .۱

راجع : ص 546 (الفصل السابع / خبر شهادة عبد اللَّه يقطر في زبالة) .

5 / 2

شَهادَةُ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِ‏

كان قيس بن مسهر۲ أحد أصحاب الإمام الحسين عليه السلام‏۳ ، وقد أدّى‏ دوراً كبيراً في نهضة الكوفة ، وحمل لمرّات عديدة الكتب من الكوفة إلى الإمام عليه السلام ، كما نقل كتب الإمام عليه السلام إلى أهل الكوفة . ومن جملة نشاطاته :
1. إيصال دعوة أهل الكوفة للإمام في مكّة مع أشخاصٍ آخرين .۴
2 . مرافقة مسلم عليه السلام في السفر إلى الكوفة وإيصال كتاب مسلم - وهو في طريقه للكوفة - إلى الإمام عليه السلام والذي يستوضح فيه‏۵ بشأن ما يجب عمله .
3 . إيصال كتاب مسلم من الكوفة إلى الإمام عليه السلام في مكّة .۶
4 . مرافقة الإمام في السفر إلى كربلاء ، وحمل كتاب الإمام عليه السلام إلى أهل الكوفة من موضع يدعى «الحاجر» . إلّا أنّه اعتُقل خلال هذه المهمّة على يد الحصين بن تميم (نمير) ، فمزّق الكتاب بمجرّد اعتقاله ؛ كي لا يقع بيد العدو . ثمّ قُذف من فوق دار الإمارة إلى الأرض بأمر ابن زياد ، فمضى‏ شهيداً رحمة اللَّه عليه .۷

1.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۹ .

2.جمهرة أنساب العرب : ص ۱۹۵ ، جمهرة النسب : ص ۱۷۳ ، الإصابة : ج ۶ ص ۲۳۳ .

3.رجال الطوسي : ص ۱۰۴ .

4.راجع : ص ۲۸۸ (الفصل الثالث / كتب أهل الكوفة إلى الإمام عليه السلام يدعونه فيها للقيام).

5.راجع : ص ۲۹۴ (الفصل الثالث / إشخاص الإمام عليه السلام مندوبه الخاصّ إلى الكوفة وكتابه إلى أهلها) و ص ۳۰۶ (الفصل الرابع / تقارير حول ما جرى في طريق الكوفة).

6.راجع : ص ۳۴۳ (الفصل الرابع / كتاب مسلم إلى الإمام عليه السلام يدعوه للقدوم إلى الكوفة) .

7.راجع : ص ۵۳۱ (الفصل السابع / كتاب الإمام عليه السلام إلى أهل الكوفة بالحاجر من بطن الرمّة وشهادة رسوله) .

تعداد بازدید : 1975768
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به