449
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

نظرة إلى أعمال مسلم في الكوفة

يمكن نقد وتقييم ما قام به مسلم في الكوفة بنوعين من وجهات النظر :
فمن خلال نظرة سطحية قد يتصوّر البعضُ أنّه لم يكن يتمتّع بالسياسة والتخطيط اللّازم لأداء المهمّة وإعداد أرضيةٍ لقدوم الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة ؛ ذلك لأنّه لم يستطع أن يوظّف الجوّ السياسي والاجتماعي للكوفة بالنحو المطلوب ، مع أنّه كان متناغماً بشكل كامل مع الثورة الحسينية .
فقد كان تحت تصرّفه ما لا يقل عن اثني عشر ألف مقاتل قبل وصول ابن زياد إلى الكوفة۱ ، وكان الجوّ السائد في الكوفة ملائماً بحيث اضطرّ ابن زياد إلى أن يدخلها بشكل سرّي ، ولو أنّ مسلماً كان قد أحسن تنظيم القوى المخلصة للنهضة قبل وصول ابن زياد ، لما سنحت لابن زياد الفرصة لتنظيم القوى المعارضة للثورة ، ولما كان بإمكانه محاربة أنصار الإمام ، الأمر الذي لو اُنجز لكان من الممكن تغيّر مصير ثورة أهل الكوفة بوصول الإمام إليهم ، ولما وقعت حادثة كربلاء الأليمة ، ولكنّه - أي مسلم - لم يستغلّ الجوّ السائد في الكوفة ، بل لم يقيّم مدى وفاء أهل الكوفة بشكل صحيح ، وكتب إلى الإمام الحسين عليه السلام :
فَعَجِّلِ الإِقبالَ حينَ يَأتيكَ كِتابي ؛ فَإِنَّ النّاسَ كُلَّهُم مَعَكَ ، لَيسَ لَهُم في آلِ مُعاوِيَةَ رَأيٌ ولا هَوىً .۲
وبذلك انطلق الإمام الحسين عليه السلام نحو الكوفة ، وحدثت واقعة كربلاء الدمويّة الأليمة !
وكما مرت الإشارة فإنّ هذا التقييم لِما قام به مسلم ، إنّما هو تقييم سطحي ، متشائم ولم يأخذ بنظر الاعتبار الملابسات التي أحاطت بمهمّته . ولكن مع الأخذ بنظر الاعتبار حقائق

1.راجع : ص ۳۱۲ (الفصل الرابع / قدوم مسلم إلى الكوفة وبيعة أهلها له) .

2.راجع : ص ۳۴۴ ح ۳۴۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
448

وذَكَرَ البَغَوِيُّ في تَرجَمَتِهِ : أنَّهُ وَلِيَ البَصرَةَ لاِبنِ الزُّبَيرِ ، وكانَت وَفاتُهُ بِعُمانَ سَنَةَ أربَعٍ وثَمانينَ ؛ قالَهُ ابنُ سَعدٍ ، وقالَ ابنُ حَبّانَ فِي «الثِّقاتِ» : ماتَ بِالأَبواءِ۱ ، قَتَلَتهُ السَّمومُ سَنَةَ تِسعٍ وسَبعينَ .
وقالَ غَيرُهُ : إنَّ الَّذي ماتَ بِالسَّمومِ إنَّما هُوَ وَلَدُهُ [عَبدُ اللَّهِ بنُ‏۲ عَبدِ اللَّهِ بنِ الحارِثِ .۳

1.الأبواء : قرية من أعمال الفُرع من المدينة ، بينها وبين الجحفة ثلاثة وعشرون ميلاً ، وفي الأبواء قبرُ آمنة بنت وهب اُمّ النبيّ صلى اللَّه عليه و آله (معجم البلدان : ج ۱ ص ۷۹) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.]ما بين المعقوفين أثبتناه من هامش المصدر .

3.الإصابة : ج ۵ ص ۹ و راجع: أنساب الأشراف : ج ۴ ص ۴۰۵ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970321
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به