45
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام‏۱ ، بعضَ الملاحظات في هذا المجال ، إلّا أنّنا ولأهمّية هذا الموضوع ومن أجل الإجابة عن التساؤلات المذكورة بصورة أجلى وأوضح ، سنتناول هنا أيضاً أسباب عدم اعتمادنا على المصادر المتأخّرة ، وعدم ذكرنا بعض الروايات المشهورة التي ترد على ألسنة الخطباء وقرّاء المراثي في وقتنا الحاضر، والخاصّة في واقعة عاشوراء .

1 . تقديم واقعة عاشوراء المسندة

يتمثّل السبب الأوّل في عدم الاعتماد على المصادر المتأخّرة في موسوعة الإمام الحسين عليه السلام ، في تقديم تاريخ معتبر وموثّق عن حياة ذلك الإمام وخاصّة واقعة عاشوراء، ولذلك فقد كان منهجنا في تأليف الموسوعة هو الاعتماد على أقدم المصادر ؛ ابتداءً من القرن الأوّل وحتّى السابع أو حتّى القرن التاسع الهجري أحياناً. وعلى هذا الأساس، فإنّنا لم نعتمد على الروايات التي جاءت في المصادر اللّاحقة ولا تمتدّ جذورها في المصادر الأصليّة والقديمة.
وبالطبع فإنّ ذلك لا يعني أنّ كلّ ما ورد في‏المصادر القديمة فهو معتبر، بل‏المراد هو أنّ مواضيع المصادر المتأخّرة التي لا تمتدّ جذورها في المصادر الأصليّة والقديمة ، لايمكن الاستناد إليها أساساً ، وأمّا مواضيع المصادر القديمة والقابلة للاعتماد فهي تتوقّف أيضاً على التقييمات اللّازمة ، كما فعلنا ذلك في الموسوعة ، حيث قمنا بنقد عدد ملحوظ من مواضيع هذه المصادر .

2 . عدم الحاجة لمتفرّدات المصادر المتأخّرة

إنّ تاريخ عاشوراء - كما سبقت الإشارة وكما تدلّ عليه نصوص موسوعة الإمام الحسين عليه السلام وهذا الكتاب - يتمتّع بالمصادر المعتبرة والقابلة للاعتماد أكثر من أيّ موضوع آخر ، ولا حاجة أساساً إلى روايات المصادر غير القابلة للاعتماد .

1.راجع : ص ۱۱۲ (آفات إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
44

جمع كتابه بعد تتبّع كثير ؛ ذلك لأنّ بعض مصادره معتبر وبعضها ضعيف ، ورغم أنّ المؤلّف عمد أحياناً إلى نقد بعض الروايات ، إلّا أنّ النقل من الكتب الضعيفة دون نقد للمواضيع ليس بقليل هو الآخر .
وعلى هذا الأساس فإنّ كتابَي نفس المهموم وبحار الأنوار يُعدّان أكثر اعتباراً ؛ لأن الكثير من رواياتهما مقبولة ومستندة إلى الكتب القديمة والمعتبرة .
وخلاصة الكلام : إنّ مجرّد وجود رواية تاريخية في الكتب المعاصرة وإن كانت مشهورة ، لا يبيح لنا اعتبارها سنداً تاريخيّاً يمكن الاعتماد عليه ، وأن ننسب ما ورد فيها إلى أهل البيت عليهم السلام ، بل يجب أن يُعْلَم مصدرها أيضاً ويقيّم ، فإذا كان مصدرها ضعيفاً أو لم يكن لها مصدر أساساً ، فسوف تخرج حينئذٍ عن دائرة الاعتماد . وهذه القاعدة تجري أيضاً في النقول الشفهيّة ؛ إذ إنّ الناقل وإن كان شخصاً عظيماً ، إلّا أنّ الفترة الزمنيّة الكبيرة التي تفصلنا عن عصر أهل البيت عليهم السلام ، إضافة إلى ما أثبتته التجربة من وقوع الأخطاء الكثيرة في النقول الشفهيّة ، يجعل الوثوق بمثل هذه النقول مخالفاً للسيرة العُقلائيّة .

رابعاً : متفرّدات المصادر المتأخّرة

تثير الدراسة التفصيليّة للروايات المتعلّقة بحادثة عاشوراء والتي جاءت في موسوعة الإمام الحسين عليه السلام ، التساؤلَ التالي في ذهن الباحث : لماذا لا نجد في الموسوعة بعض الأحداث المشهورة التي جاءت في المصادر المتأخّرة والتي يذكرها الكثير من منشدي المراثي على المنابر في بيان واقعة عاشوراء، في حين أنّ اختيار اسم «الموسوعة» للمجموعة المذكورة يقتضي أن تضمّ جميع روايات واقعة عاشوراء؟ فهل غابت هذه الروايات عن أنظار العاملين في إعداد موسوعة الإمام الحسين عليه السلام وتدوينها؟ أم أنّ متفرّدات المصادر المتأخّرة ليست معتبرة وإنّما هي روايات لا أساس لها بتاتاً؟ أم أنّ هناك سبباً آخر في هذا المجال؟

أسباب عدم اعتماد المصادر المتأخّرة

بيّنا خلال دراسة مصادر واقعة عاشوراء ، وكذا ما يأتي في بيان الآفات التي تعرض على

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922379
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به