47
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ثانياً : إنّ هذا النوع من الكتب يسند روايته أحياناً إلى المصادر المعتبرة، ولكن يتّضح من خلال الرجوع إلى المصادر المذكورة أنّ نقلهم كان خاطئاً .۱

تصنيف روايات المصادر المتأخّرة

يمكن تصنيف روايات المصادر المتأخّرة إلى ثلاث مجموعات :

الاُولى :

الروايات التي لا غبار على كونها خلافاً للواقع بل هو واضح وأكيد ، مثل بعض مواضيع كتب روضة الشهداء، وأسرار الشهادة ، والمنتخب للطريحي ، وسائر المصادر المتأخّرة الضعيفة التي تقدّمت الإشارة إليها في هذا الفصل ، وتتبّعنا جذورها في مبحث آفات إقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام .۲

الثانية :

الروايات التي لا يوجد إشكال في نصوصها ، إلّا أنّه لم يقدّم دليل على صحّتها ، ومضافاً إلى أنّنا لم نجدها في المصادر الأصليّة، فإنّها قد ذُكرت مقرونة بمواضيع يعدّ كذبها واضحاً، ولهذا فإنّ لنا شكوكاً أكيدة في صحّتها .

الثالثة :

الروايات الموجودة في المصادر التاريخيّة والحديثيّة الأصليّة .
إنّنا نرى أنّ المجموعة الثالثة هي المجموعة الوحيدة القابلة للنقل والاستناد من روايات المصادر المتأخّرة ، وإذا لم يوافق البعضُ على هذا الرأي، ولا يمكنهم أن يغضّوا النظر عن نقل

1.مثل قصّة هلال بن نافع في ليلة عاشوراء والتي ينسبها صاحب كتاب الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۲) إلى الشيخ المفيد (رحمه الله)؛ مع أنّها لم تُذكر في شي‏ء من كتب المفيد أو غيره من القدماء.

2.راجع : ص ۱۱۲ (آفات إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
46

3 . الاختلاف الواضح بين روايات المصادر القديمة والمصادر الجديدة

من الملاحظات الملفتة للانتباه أنّ روايات المصادر القديمة حتّى القرن التاسع حول واقعة عاشوراء، تختلف وتتميّز بشكل واضح عن روايات الكتب المؤلّفة في القرون المتأخّرة ، ومن جملة هذه الاختلافات :
أ - وردت في مصادر القرون الأخيرة، المئات - بل الآلاف - من الروايات الجديدة التي لا نجد لها أثراً في المصادر القديمة.
ب - إنّ الاُسلوب الذي اختارته المصادر الضعيفة في القرون الأخيرة لرواية واقعة عاشوراء، هو اُسلوب نسج القصص بدلاً من النقل التاريخي الموثّق،۱ ولذلك فقد تحوّلت الروايات القصيرة في المصادر الأصليّة إلى قصص طويلة ذات الكثير من التفاصيل في هذا النوع من الكتب .
ج - تجاوز الكثير من المصادر المذكورة الحدود المعقولة، حتّى بلغت حدّ تجاهل كرامة أهل بيت الرسالة، بهدف إثارة عواطف الناس ومشاعرهم .

إلفاتة نظر

قد يقال في الدفاع عن روايات مصادر القرون الأخيرة : إنّ عدم وجود هذه الروايات في المصادر الأصليّة الحاليّة، لا يدلّ على عدم كونها غير موثّقة، فمن الممكن أن يكون مؤلّفو هذه الكتب قد توفّرت لديهم مصادر كانت معتبرة عندهم، ولكنّها لم تصل إلينا!
وللإجابة على ذلك نقول:
أوّلاً: لم يدّعِ أحد من مؤلّفي الكتب الضعيفة المعروفة أنّه كان تحت اختياره كتب معتبرة لم تكن في متناول الآخرين ، وإنّما رواياتهم ليست مسندة عادة، بل أسندوا رواياتهم أحياناً إلى كتب ضعيفة أمثالها (مع أنّ هذا الاستناد في بعض الموارد غير صحيح أيضاً ۲).

1.راجع : ص ۳۰ (المصادر غير الصالحة للاعتماد) .

2.مثل مغادرة بعض أصحاب الحسين عليه السلام ساحة كربلاء في ليلة عاشوراء. المذكور في الدمعة الساكبة (ج ۴ ص ۲۷۱) نقلاً عن كتاب نور العين، مع أنّنا لم نعثر عليه في هذا الكتاب. ومثل احتضار الإمام عليه السلام عند توجّه عليّ الأكبر إلى ساحة القتال والذي نقله في معالي السبطين (ج ۱ ص ۲۵۴) عن الشيخ جعفر التستري، ولم نعثر عليه في شي‏ء من كتبه. ومثل كون السهم الذي أصاب عليّاً الأصغر ذا ثلاثة شعب، والذي نقله في تذكرة الشهداء (۲۱۸) عن المقتل المنسوب إلى أبي مخنف، ولم نجده فيه.

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922377
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به