463
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عُمَرَ وعَبدُ اللَّهِ بنُ عَيّاشِ بنِ أبي رَبيعَةَ۱بِالأَبواءِ۲ ، مُنصَرِفَينِ مِنَ العُمرَةِ ، فَقالَ لَهُمَا ابنُ عُمَرَ : اُذَكِّرُكُمَا اللَّهَ إلّا رَجَعتُما فَدَخَلتُما في صالِحِ ما يَدخُلُ فيهِ النّاسُ ، وتَنظُرا ، فَإِنِ اجتَمَعَ النّاسُ عَلَيهِ لَم تَشُذّا ، وإنِ افتُرِقَ عَلَيهِ كانَ الَّذي تُريدانِ .
وقالَ ابنُ عُمَرَ لِحُسَينٍ عليه السلام : لا تَخرُج ، فَإِنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله خَيَّرَهُ اللَّهُ بَينَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَاختارَ الآخِرَةَ ، وأنتَ بَضعَةٌ مِنهُ ، ولا تَنالُها - يَعنِي الدُّنيا - فَاعتَنَقَهُ وبَكى‏ ووَدَّعَهُ .
فَكانَ ابنُ عُمَرَ يَقولُ : غَلَبَنا حُسَينٌ عليه السلام عَلَى الخُروجِ ، ولَعَمري لَقَد رَأى‏ في أبيهِ وأخيهِ عِبرَةً ، ورَأى‏ مِنَ الفِتنَةِ وخِذلانِ النّاسِ لَهُم ما كانَ يَنبَغي لَهُ ألّا يَتَحَرَّكَ ما عاشَ ، وأن يَدخُلَ في صالِحِ ما دَخَلَ فيهِ النّاسُ ، فَإِنَّ الجَماعَةَ خَيرٌ .۳

۵۴۶.الملهوف : جاءَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ - في مَكَّةَ - فَأَشارَ إلَيهِ بِصُلحِ أهلِ الضَّلالِ ، وحَذَّرَهُ مِنَ القَتلِ وَالقِتالِ .

1.عبد اللَّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي ، أبو الحارث . كان أبوه قديم الإسلام ، فهاجر إلى الحبشة فولد عبداللَّه بها . أدرك ثمان سنين من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه و آله . قال في وصف الإمام أمير المومنين عليه السلام بقوله : «إنّ عليّاً كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الإسلام والصهر لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله ، والفقه في السنّة ، والنجدة في الحرب ، والجود بالماعون» . مات بمكّة يوم جاءهم نعي يزيد بن معاوية سنة (۶۴ ه) وهو ابن اثنين وستّين سنة ، ودفن بالحجون (راجع : الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۲۸ واُسد الغابة: ج ۳ ص ۳۵۶ و ج ۴ ص ۹۶ والإصابة : ج ۴ ص ۱۷۵ والثقات: ج ۳ ص ۲۱۸ وتاريخ دمشق : ج ۳۱ ص ۳۸۵ - ۳۹۲) .

2.راجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۴ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ وفيه «عبد اللَّه بن عبّاس بن أبي ربيعة» ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۸ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ وفيه «وعبد اللَّه بن عبّاس وابن أبي ربيعة» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
462

۵۴۲.المصنّف لابن أبي شيبة عن ابن عبّاس : جاءَني حُسَينٌ عليه السلام يَستَشيرُني فِي الخُروجِ إلى‏ ما هاهُنا - يَعنِي العِراقَ - فَقُلتُ : لَولا أن يَزرَؤوا۱ بي وبِكَ لَشَبِثتُ يَدَيَّ في شَعرِكَ ! إلى‏ أينَ تَخرُجُ ؟ إلى‏ قَومٍ قَتَلوا أباكَ وطَعَنوا أخاكَ ؟! فَكانَ الَّذي سَخا بِنَفسي عَنهُ أن قالَ لي : إنَّ هذَا الحَرَمَ يُستَحَلُّ بِرَجُلٍ ، ولَأَن اُقتَلَ في أرضِ كَذا وكَذا - غَيرَ أنَّهُ يُباعِدُهُ - أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أكونَ أنا هُوَ .۲

۵۴۳.المعجم الكبير عن ابن عبّاس : اِستَأذَنَني حُسَينٌ عليه السلام فِي الخُروجِ فَقُلتُ : لَولا أن يُزرى‏ ذلِكَ بي أو بِكَ ، لَشَبَكتُ بِيَدَيَّ في رَأسِكَ . قالَ : فَكانَ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ أن قالَ : لَأَن اُقتَلَ بِمَكانِ كَذا وكَذا ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن يُستَحَلَّ بي حَرَمُ اللَّهِ ورَسولِهِ . قالَ : فَذلِكَ الَّذي سَلا بِنَفسي عَنهُ .۳

۵۴۴.مطالب السؤول : اِجتَمَعَ بِهِ [أي بِالإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام‏] ذَوُو النُّصحِ لَهُ ، وَالتَّجرِبَةِ لِلاُمورِ، وأهلُ الدِّيانَةِ وَالمَعرِفَةِ ، كَعَبدِ اللَّهِ بنِ عَبّاسٍ وعَمرِو بنِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحَرثِ المَخزومِيِّ وغَيرِهِما . وَوَرَدَت عَلَيهِ كُتُبُ أهلِ لمَدينَةِ ، مِن عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ وسَعيدِ بنِ العاصِ وجَماعَةٍ كَثيرَةٍ ، كُلُّهُم يُشيرونَ عَلَيهِ ألّا يَتَوَجَّهَ إلَى العِراقِ وأن يُقيمَ بِمَكَّةَ ، هذا كُلُّهُ وَالقَضاءُ غالِبٌ عَلى‏ أمرِهِ ، وَالقَدَرُ آخِذٌ بِزِمامِهِ ، فَلَم يَكتَرِث بِما قيلَ لَهُ ، ولا بِما كُتِبَ إلَيهِ ، وتَجَهَّزَ وخَرَجَ مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ ، وهُوَ يَومُ التَّروِيَةِ .۴

راجع: ص 489 (الفصل السابع / حوار الإمام عليه السلام مع عبد اللَّه بن عبّاس).

6 / 13

عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ۵

۵۴۵.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :لَقِيَهُما [أيِ الحُسَينَ عليه السلام وعَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ ]عَبدُ اللَّهِ بنُ

1.زَرَى عليه : عابه وعاتبه (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۵۶ «زري») .

2.المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۶۳۲ ح ۲۵۶ ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۶۷۲ ح ۳۷۷۱۶ .

3.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۹ ح ۲۸۵۹ ، ذخائر العقبى : ص ۲۵۷ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۲ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۰ و ۲۰۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۹ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۳ ؛ المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۲۶۰ وفي الستّة الأخيرة «استشارني» بدل «استأذنني» نحوه .

4.مطالب السؤول : ص ۷۴ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۵ نحوه ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۵ .

5.عبداللَّه بن عمر بن الخطّاب ، أبو عبد الرحمن ، ولد قبل الهجرة وأسلم مع أبيه في مكّة ، ثمّ هاجر إلى المدينة . لم يشارك في حربي بدر واُحد لصغر سنّه ، وشارك في حرب الأحزاب وما بعدها من الحروب . رويت عنه أحاديث كثيرة في كتب أهل السنّة . خالف عمرُ في جعله أحد أعضاء الشورى مستدلّاً بعدم أهليّته للخلافة ، بل عدم قدرته على طلاق زوجته! وقد ورد في بعض‏النقول أنّه صار من أعضاءالشورى مشروطاً بأن لا يكون له من الأمر شي‏ء . ابتعد عن السياسة بعد خلافة عثمان ، وبايع معاوية ويزيد . لم يصحب الإمام عليّاً عليه السلام في حروبه ، ولم يكن من المعادين له . توفّي سنة(۷۴ه) وهو ابن أربع وثمانين سنة (راجع : الطبقات الكبرى: ج‏۴ ص‏۱۴۲ - ۱۸۸ والاستيعاب : ج ۳ ص ۸۰ واُسد الغابة: ج ۳ ص ۳۳۶ - ۳۴۱ وتاريخ بغداد : ج ۱ ص ۱۷۱ وتهذيب الكمال : ج ۱۵ ص ۳۳۲ - ۳۴۰ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۰۳ - ۲۳۹ وتاريخ دمشق : ج ۳۱ ص ۷۹ - ۹۸ و ۱۷۹ - ۲۰۴) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926906
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به