471
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

يَحفِرُ بِئرَهُ ، فَقالَ لَهُ : أينَ‏۱ ، فِداكَ أبي واُمّي ؟ قالَ : أرَدتُ مَكَّةَ ... وذَكَرَ لَهُ أنَّهُ كَتَبَ إلَيهِ شيعَتُهُ بِها .
فَقالَ لَهُ ابنُ مُطيعٍ : أي‏۲ فِداكَ أبي واُمّي ! مَتِّعنا بِنَفسِكَ ولا تَسِر إلَيهِم ، فَأَبى‏ حُسَينٌ عليه السلام .
فَقالَ لَهُ ابنُ مُطيعٍ : إنَّ بِئري هذِهِ قَد رَشَّحتُها۳ ، وهذا اليَومُ أوانٌ ما خَرَجَ إلَينا فِي الدَّلوِ شَي‏ءٌ مِن ماءٍ ، فَلَو دَعَوتَ اللَّهَ لَنا فيها بِالبَرَكَةِ .
قالَ : هاتِ مِن مائِها ، فَاُتِيَ مِن مائِها فِي الدَّلوِ ، فَشَرِبَ مِنهُ ، ثُمَّ مَضمَضَ ، ثُمَّ رَدَّهُ فِي البِئرِ ، فَأَعذَبَ وأمهى‏۴ .۵

۵۶۳.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام سَيراً إلَى الكوفَةِ ، فَانتَهى‏ إلى‏ ماءٍ مِن مِياهِ العَرَبِ ، فَإِذا عَلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ ، وهُوَ نازِلٌ هاهنا ، فَلَمّا رَأَى الحُسَينَ عليه السلام قامَ إلَيهِ ، فَقالَ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أقدَمَكَ ؟! وَاحتَمَلَهُ فَأَنزَلَهُ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كانَ مِن مَوتِ مُعاوِيَةَ ما قَد بَلَغَكَ ، فَكَتَبَ إلَيَّ أهلُ العِراقِ يَدعونَني إلى‏ أنفُسهِمِ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : اُذَكِّرُكَ اللَّهَ - يَابنَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - وحُرمَةَ الإِسلامِ أن تُنتَهَكَ ! أنشُدُكَ اللَّهَ في حُرمَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ! أنشُدُكَ اللَّهَ في حُرمَةِ العَرَبِ ! فَوَاللَّهِ لَئِن طَلَبتَ ما في أيدي بَني اُمَيَّةَ لَيَقتُلُنَّكَ ، ولَئِن قَتَلوكَ لا يَهابونَ بَعدَكَ أحَداً أبَداً ، وَاللَّهِ إنَّها لَحُرَمَةُ الإِسلامِ تُنتَهَكُ ، وحُرمَةُ قُرَيشٍ ، وحُرمَةُ العَرَبِ ، فَلا تَفعَل ، ولا تَأتِ الكوفَةَ ، ولا تَعرِض لِبَني اُمَيَّةَ .
قالَ : فَأَبى‏ إلّا أن يَمضِيَ ، قالَ : فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ كانَ بِالماءِ فَوقَ زَرودَ۶ .۷

1.في تاريخ الإسلام : «إلى أين» ، وهو الأنسب للسياق .

2.في المصدر : «إنّي» وهو تصحيف ظاهر ، وفي بعض المصادر : «أين» ، والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه .

3.ترشيح المقطوع من شجر التمر : القيام عليه وإصلاحه حتّى‏ تعود ثمرته تطلع (راجع: لسان العرب : ج ۲ ص ۴۵۰ «رشح») .

4.أمْهى‏ الشرابَ : أكثر ماءه ، وقد مَهُوَ هو مَهاوَةً (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۹۸ «مها») .

5.الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۱۴۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۸ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۲ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۵۹۲ عن ابن عون .

6.زَرُود : رمال بين الثعلبيّة والخزيميّة بطريق الحجّ من الكوفة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۳۹) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

7.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۸ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۶ نحوه وزاد فيه «قريب من الحاجز» بعد «إلى ماء» وفيه «أتى الثعلبيّة» بدل «فوق زرود» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
470

قالَ : فَوَدَّعَهُ الحُسَينُ عليه السلام ودَعا لَهُ بِخَيرٍ .۱

۵۵۹.العقد الفريد عن أبي عبيد القاسم بن سلّام : دَعَا الحُسَينُ عليه السلام بِرَواحِلِهِ ، فَرَكِبَها وتَوَجَّهَ نَحوَ مَكَّةَ عَلَى المَنهَجِ الأَكبَرِ ، ورَكِبَ ابنُ الزُّبَيرِ بِرذَوناً۲ لَهُ ، وأخَذَ طَريقَ العَرجِ‏۳حَتّى‏ قَدِمَ مَكَّةَ . ومَرَّ حُسَينٌ عليه السلام حَتّى‏ أتى‏ عَلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ مُطيعٍ وهُوَ عَلى‏ بِئرٍ لَهُ ، فَنَزَلَ عَلَيهِ ، فَقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لا سَقانَا اللَّهُ بَعدَكَ ماءً طَيِّباً ، أينَ تُريدُ ؟ قالَ : العِراقَ . قالَ : سُبحانَ اللَّهِ ! لِمَ ؟ قالَ : ماتَ مُعاوِيَةُ ، وجاءَني أكثَرُ مِن حِملٍ صُحُفٌ .
قالَ : لا تَفعَل أبا عَبدِ اللَّهِ ! فَوَاللَّهِ ما حَفِظوا أباكَ وكانَ خَيراً مِنكَ ، فَكَيفَ يَحفَظونَكَ ؟ ووَاللَّهِ لَئِن قُتِلتَ ، لا بَقِيَت حُرمَةٌ بَعدَكَ إلَّا استُحِلَّت ! فَخَرَجَ حُسَينٌ عليه السلام حَتّى‏ قَدِمَ مَكَّةَ .۴

۵۶۰.تهذيب الكمال : قالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : لا تَفعَل ، أي فِداكَ أبي واُمّي ! مَتِّعنا بِنَفسِكَ ، ولا تَسِر إلَى العِراقِ ، فَوَاللَّهِ لَئِن قَتَلَكَ هؤُلاءِ القَومُ ، لَيَتَّخِذُنّا خَوَلاً وعَبيداً .۵

۵۶۱.الطبقات الكبرى عن عبد اللَّه عن أبيه : مَرَّ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى ابنِ مُطيعٍ - وهُوَ بِبِئرِهِ قَد أنبَطَها۶- فَنَزَلَ حُسَينٌ عليه السلام عَن راحِلَتِهِ ، فَاحتَمَلَهُ ابنُ مُطيعٍ احتِمالاً حَتّى‏ وَضَعَهُ عَلى‏ سَريرِهِ ، ثُمَّ قالَ : بِأَبي واُمّي ! أمسِك عَلَينا نَفسَكَ ، فَوَاللَّهِ لَئِن قَتَلوكَ لَيَتَّخِذُنّا هؤُلاءِ القَومُ عَبيداً .۷

۵۶۲.الطبقات الكبرى عن أبي عون : لَمّا خَرَجَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ يُريدُ مَكَّةَ ، مَرَّ بِابنِ مُطيعٍ وهُوَ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۲۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۹ .

2.البراذين من الخيل : ما كان من غير نتاج العراب (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۵۱ «برذن»).

3.العَرْجُ : هي قرية جامعة في وادٍ من نواحي الطائف (معجم البلدان : ج ۴ ص ۹۸) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

4.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۳ ، المحن : ص ۱۴۲ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۶۳ . وهذا النقل فيه إشكال؛ وذلك لأنّه يذكر من جهة أنّ لقاء عبداللَّه بن مطيع بالإمام الحسين عليه السلام كان قبل دخول الإمام عليه السلام مكّة ، ومن جهة اُخرى يذكر رسائل وكتب أهل الكوفة، في حين أنّ كتب الكوفيّين بدعوة الإمام عليه السلام بلغته وهو في مكّة .

5.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۶ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۸ .

6.أنْبَطَ الحَفّارُ : بلغ الماء (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۶۲ «نبط») .

7.الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۱۴۵ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970915
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به