قالَ : فَوَدَّعَهُ الحُسَينُ عليه السلام ودَعا لَهُ بِخَيرٍ .۱
۵۵۹.العقد الفريد عن أبي عبيد القاسم بن سلّام : دَعَا الحُسَينُ عليه السلام بِرَواحِلِهِ ، فَرَكِبَها وتَوَجَّهَ نَحوَ مَكَّةَ عَلَى المَنهَجِ الأَكبَرِ ، ورَكِبَ ابنُ الزُّبَيرِ بِرذَوناً۲ لَهُ ، وأخَذَ طَريقَ العَرجِ۳حَتّى قَدِمَ مَكَّةَ . ومَرَّ حُسَينٌ عليه السلام حَتّى أتى عَلى عَبدِ اللَّهِ بنِ مُطيعٍ وهُوَ عَلى بِئرٍ لَهُ ، فَنَزَلَ عَلَيهِ ، فَقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لا سَقانَا اللَّهُ بَعدَكَ ماءً طَيِّباً ، أينَ تُريدُ ؟ قالَ : العِراقَ . قالَ : سُبحانَ اللَّهِ ! لِمَ ؟ قالَ : ماتَ مُعاوِيَةُ ، وجاءَني أكثَرُ مِن حِملٍ صُحُفٌ .
قالَ : لا تَفعَل أبا عَبدِ اللَّهِ ! فَوَاللَّهِ ما حَفِظوا أباكَ وكانَ خَيراً مِنكَ ، فَكَيفَ يَحفَظونَكَ ؟ ووَاللَّهِ لَئِن قُتِلتَ ، لا بَقِيَت حُرمَةٌ بَعدَكَ إلَّا استُحِلَّت ! فَخَرَجَ حُسَينٌ عليه السلام حَتّى قَدِمَ مَكَّةَ .۴
۵۶۰.تهذيب الكمال : قالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُطيعٍ : لا تَفعَل ، أي فِداكَ أبي واُمّي ! مَتِّعنا بِنَفسِكَ ، ولا تَسِر إلَى العِراقِ ، فَوَاللَّهِ لَئِن قَتَلَكَ هؤُلاءِ القَومُ ، لَيَتَّخِذُنّا خَوَلاً وعَبيداً .۵
۵۶۱.الطبقات الكبرى عن عبد اللَّه عن أبيه : مَرَّ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى ابنِ مُطيعٍ - وهُوَ بِبِئرِهِ قَد أنبَطَها۶- فَنَزَلَ حُسَينٌ عليه السلام عَن راحِلَتِهِ ، فَاحتَمَلَهُ ابنُ مُطيعٍ احتِمالاً حَتّى وَضَعَهُ عَلى سَريرِهِ ، ثُمَّ قالَ : بِأَبي واُمّي ! أمسِك عَلَينا نَفسَكَ ، فَوَاللَّهِ لَئِن قَتَلوكَ لَيَتَّخِذُنّا هؤُلاءِ القَومُ عَبيداً .۷
۵۶۲.الطبقات الكبرى عن أبي عون : لَمّا خَرَجَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ يُريدُ مَكَّةَ ، مَرَّ بِابنِ مُطيعٍ وهُوَ
1.الفتوح : ج ۵ ص ۲۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۹ .
2.البراذين من الخيل : ما كان من غير نتاج العراب (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۵۱ «برذن»).
3.العَرْجُ : هي قرية جامعة في وادٍ من نواحي الطائف (معجم البلدان : ج ۴ ص ۹۸) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .
4.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۳ ، المحن : ص ۱۴۲ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۶۳ . وهذا النقل فيه إشكال؛ وذلك لأنّه يذكر من جهة أنّ لقاء عبداللَّه بن مطيع بالإمام الحسين عليه السلام كان قبل دخول الإمام عليه السلام مكّة ، ومن جهة اُخرى يذكر رسائل وكتب أهل الكوفة، في حين أنّ كتب الكوفيّين بدعوة الإمام عليه السلام بلغته وهو في مكّة .
5.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۶ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۸ .
6.أنْبَطَ الحَفّارُ : بلغ الماء (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۶۲ «نبط») .
7.الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۱۴۵ .