475
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

اللَّهُ مِن أمرٍ فَهُوَ كائِنٌ ، أخَذتُ بِرَأيِكَ أم تَركتُهُ .
قالَ : فَانصَرَفَ عَنهُ عُمَرُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ وهُوَ يَقولُ :


رُبَّ مُستَنصَحٍ سَيُعصى‏ ويُؤذى‏وظَنينٍ‏۱بِالغَيبِ يُلفى‏ نَصيحا
۲

۵۷۰.المناقب لابن شهر آشوب : فَلَمّا عَزَمَ الحُسَينُ عليه السلام عَلَى الخُروجِ ، نَهاهُ عَمرُو۳بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيُّ .
فَقالَ : جَزاكَ اللَّهُ خَيراً يَابن عَمِّ ، مَهما يُقضَ يَكُن ، وأنتَ عِندي أحمَدُ مُشيرٍ ، وأنصَحُ ناصِحٍ .۴

6 / 16

عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ‏۵

۵۷۱.الملهوف عن محمّد بن عمر : سَمِعتُ أبي عُمَرَ بنَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ يُحَدِّثُ أخوالي آلَ عَقيلٍ ، قالَ : لَمَّا امتَنَعَ أخِيَ الحُسَينُ عليه السلام عَنِ البَيعَةِ لِيَزيدَ بِالمَدينَةِ ، دَخَلتُ عَلَيهِ فَوَجَدتُهُ خالِياً ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، حَدَّثَني أخوكَ أبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ عَن أبيهِ عليهما السلام ، ثُمَّ سَبَقَتنِي الدَّمعَةُ وعَلا شَهيقي ، فَضَمَّني إلَيهِ وقالَ : حَدَّثَكَ أنّي مَقتولٌ ؟ فَقُلتُ : حوشيتَ يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ . فَقالَ : سَأَلتُكَ بِحَقِّ أبيكَ ، بِقَتلي خَبَّرَكَ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، فَلَولا ناوَلتَ وبايَعتَ!
فَقالَ : حَدَّثَني أبي أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أخبَرَهُ بِقَتلِهِ وقَتلي ، وأنَّ تُربَتي تَكونُ بِقُربِ تُربَتِهِ ، فَتَظُنُّ أنَّكَ عَلِمتَ ما لَم أعلَمهُ ! وإنَّهُ لا اُعطى‏ الدُّنيا۶عَن نَفسي أبَداً ، ولَتَلقَيَنَّ فاطِمَةُ أباها شاكِيَةً ما لَقِيَت ذُرِّيَّتُها مِن اُمَّتِهِ ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ أحَدٌ آذاها في ذُرِّيَّتِها .۷

1.في الطبعة المعتمدة : «ونصيح» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۶۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۵ نحوه .

3.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح «عُمَر» كما في غيره من المصادر .

4.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۴ .

5.راجع: ص ۲۷۵ (الفصل‏الثاني / اقتراح عمر بن علي بن أبي‏طالب عليه السلام).

6.في بعض النسخ : «لا اُعطِي الدَّنِيَّةَ» .

7.الملهوف (طبعة أنوار الهدى) : ص ۱۹ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
474

قالَ : فَانصَرَفتُ مِن عِندِهِ فَدَخَلتُ عَلَى الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ ، فَسَأَلَني : هَل لَقيتَ حُسَيناً ؟ فَقُلتُ لَهُ : نَعَم .
قالَ : فَما قالَ لَكَ ؟ وما قُلتَ لَهُ ؟ قالَ : فَقُلتُ لَهُ : قُلتُ كَذا وكَذا ، وقالَ : كَذا وكَذا . فَقالَ : نَصَحتَهُ ورَبِّ المَروَةِ الشَّهباءِ۱ ، أما ورَبِّ البَنِيَّةِ ، إنَّ الرَّأيَ لَما رَأَيتَهُ ، قَبِلَهُ أو تَرَكَهُ ، ثُمَّ قالَ :


رُبَّ مُستَنصَحٍ يَغُشُّ وَيُردي‏۲وَظنينٍ بِالغَيبِ يُلفى‏۳نصيحاً .
۴

۵۶۸.أنساب الأشراف : ولَمّا كَتَبَ أهلُ الكوفَةِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بِما كَتَبوا بِهِ ، فَاستَخَفّوهُ لِلشُّخوصِ ، جاءَهُ عُمَرُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيُّ بِمَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ العِراقَ ، وأنَا مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن مَسيرِكَ ، لِأَنَّكَ تَأتي بَلَداً فيهِ عُمّالُهُ واُمَراؤُهُ ، ومَعَهُم بُيوتُ الأَموالِ ، وِإنّما النّاسُ عَبيدُ الدّينارِ وَالدِّرهَمِ ، فَلا آمَنُ عَلَيكَ أن يُقاتِلَكَ مَن وَعَدَكَ نَصرَهُ ، ومَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يُقاتِلُكَ مَعَهُ .
فَقالَ لَهُ : قَد نَصَحتَ ، ويَقضِي اللَّهُ .۵

۵۶۹.الفتوح : إنَّهُ [أيِ الحُسينَ عليه السلام‏] عَزَمَ عَلَى المَسيرِ إلَى العِراقِ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ عُمَرُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيُّ ، فَقالَ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، إنّي أتَيتُ إلَيكَ بِحاجَةٍ اُريدُ أن أذكُرَها لَكَ ، فَأَنَا غَيرُ غَاشٍّ لَكَ فيها ، فَهَل لَكَ أن تَسمَعَها ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : هاتِ ، فَوَاللَّه ما أنتَ عِندي بِمُسي‏ءِ الرَّأيِ ، فَقُل ما أحبَبتَ .
فَقالَ : قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ العِراقَ ، وإنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن ذلِكَ ؛ إنَّكَ تَرِدُ إلى‏ قَومٍ فيهِمُ الاُمَراءُ ، وَمَعهُم بُيوتُ الأَموالِ ، ولا آمَنُ عَلَيكَ أن يُقاتِلَكَ مَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِن أبيهِ واُمِّهِ ، مَيلاً إلَى الدُّنيا وَالدِّرهَمِ ، فَاتَّقِ اللَّهَ ولا تَخرُج مِن هذَا الحَرَمِ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللَّهُ خَيراً يَابن عَمِّ ! فَقَد عَلِمتُ أنَّكَ أمَرتَ بِنُصحٍ ، ومَهما يَقضِ

1.الشهباء : البيضاء (لسان العرب : ج ۱ ص ۵۰۸ «شهب») .

2.رَدِي رَدىً - من باب تَعِبَ - : هَلَكَ ، ويتعدّى‏ بالهمز (المصباح المنير : ص ۲۲۵ «ردى») .

3.ألفيت الشي‏ء : إذا وجدته وصادفته ولقيته (النهاية : ج ۴ ص ۲۶۲ «لفا») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۵ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۳ كلاهما نحوه وفيهما إلى «أنصح ناصح» .

5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۳ .

تعداد بازدید : 1975905
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به