أن سَوفَ يَترُكُكُم ما تَدَّعون بِهاقَتلى تَهاداكُمُ العُقبانُ وَالرَّخَمُ۱
يا قَومَنا لا تَشُبُّوا الحَربَ إذ سَكَنَتوَمسِّكوا بِحِبالِ۲السِّلمِ وَاعتَصِموا
قَد غَرَّتِ الحَربُ مَن قَد كانَ قَبلَكُمُمِنَ القُرونِ وقَد بادَت بِهَا الاُمَمُ
فَأَنصِفوا قَومَكُم لا تَهلِكوا بَذَخاًفَرُبَّ ذي بَذَخٍ زَلَّت بِهِ القَدَمُ
قالَ : فَكَتَبَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبّاسٍ : إنّي لَأَرجو ألّا يَكونَ خُروجُ الحُسَينِ عليه السلام لِأَمرٍ تَكرَهُهُ ، ولَستُ أدَعُ النَّصيحَةَ لَهُ في ما يَجمَعُ اللَّهُ بِهِ الاُلفَةَ ، ويُطفِئُ بِهِ النّائِرَةَ۳ . ۴
۵۸۶.تذكرة الخواصّ عن الواقدي : لَمّا نَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام مَكَّةَ ، كَتَبَ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ إلَى ابنِ عَبّاسٍ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ ابنَ عَمِّكَ حُسَيناً ، وعَدُوَّ اللَّهِ ابنَ الزُّبَيرِ التَوَيا بِبَيعَتي ، ولَحِقا بِمَكَّةَ مُرصِدَينِ لِلفِتنَةِ ، مُعَرِّضَينِ أنفُسَهُما لِلهَلَكَةِ ، فَأَمَّا ابنُ الزُّبَيرِ ، فَإِنَّهُ صَريعُ الفِناءِ وقَتيلُ السَّيفِ غَداً ، وأمَّا الحُسَينُ ، فَقَد أحبَبتُ الإِعذارَ إلَيكُم - أهلَ البَيتِ - مِمّا كانَ مِنهُ .
وقَد بَلَغَني أنَّ رِجالاً مِن شيعَتِهِ مِن أهلِ العِراقِ يُكاتِبونَهُ ويُكاتِبُهُم ، ويُمَنّونَهُ الخِلافَةَ ويُمَنّيهِمُ الإِمرَةَ ، وقَد تَعلَمونَ ما بَيني وبَينَكُم مِنَ الوُصلَةِ ، وعَظيمِ الحُرمَةِ ، ونَتايِجِ الأَرحامِ ، وقَد قَطَعَ ذلِكَ الحُسَينُ وبَتَّهُ .۵
وأنتَ زَعيمُ أهلِ بَيتِكَ ، وسَيِّدُ أهلِ بِلادِكَ ، فَالقَهُ فَاردُدهُ عَنِ السَّعيِ فِي الفُرقَةِ ، ورُدَّ هذِهِ الاُمَّةَ عَنِ الفِتنَةِ ، فَإِن قَبِلَ مِنكَ وأنابَ إلَيكَ ، فَلَهُ عِندِي الأَمانُ وَالكَرامَةُ الواسِعَةُ ، واُجري عَلَيهِ ما كانَ أبي يُجريهِ عَلى أخيهِ ، وإن طَلَبَ الزِّيادَةَ فَاضمَن لَهُ ما أراكَ اللَّهُ ، اُنفِذُ ضَمانَكَ وأقومُ لَهُ بِذلِكَ ، ولَهُ عَلَيَّ الأَيمانُ المُغَلَّظَةُ وَالمَواثيقُ المُؤَكَّدَةُ ، بِما تَطمَئِنُّ بِهِ نَفسُهُ ، ويَعتَمِدُ في كُلِّ الاُمورِ عَلَيهِ ، عَجِّل بِجَوابِ كِتابي ، وبِكُلِّ حاجَةٍ لَكَ إلَيَّ وقِبَلي ، وَالسَّلامُ .
1.الرَّخَمُ : طائر أبقع على شكل النسر خِلْقَة (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۲۷۹ «رخم») .
2.في المصدر : «بحال» ، وهو تصحيف ، والتصويب من المصادر الاُخرى .
3.النائِرةُ : الحقد والعداوة (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۴۷ «نير») .
4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۰ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۴ نحوه وليس فيه الأبيات ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۴ .
5.البَتُّ : القطع (الصحاح : ج ۱ ص ۲۴۲ «بتت») .