يُقاتِلَهُ إن قَدَرَ عَلَيهِ ، فَخَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام يَومَ التَّروِيَةِ .۱
۵۹۰.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الفرزدق : لَقيتُ حُسَيناً عليه السلام ، فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ ! لَو أقَمتَ حَتّى يَصدُرَ النّاسُ لَرَجَوتُ أن يَتَقَصَّفَ۲ أهلُ المَوسِمِ مَعَكَ ، فَقالَ : لَم آمَنهُم يا أبا فِراسٍ .۳
۵۹۱.الإرشاد : لَمّا أرادَ الحُسَينُ عليه السلام التَّوَجُّهَ إلَى العِراقِ ، طافَ بِالبَيتِ وسَعى بَينَ الصَّفا وَالمَروَةِ ، وأحَلَّ مِن إحرامِهِ وجَعَلَها عُمرَةً ؛ لِأَنَّهُ لَم يَتَمَكَّن مِن تَمامِ الحَجِّ ؛ مَخافَةَ أن يُقبَضَ عَلَيهِ بِمَكَّةَ فَيُنفَذَ إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَخَرَجَ عليه السلام مُبادِراً بِأَهلِهِ ووُلدِهِ ومَنِ انضَمَّ إلَيهِ مِن شيعَتِهِ ، ولَم يَكُن خَبَرُ مُسلِمٍ قَد بَلَغَهُ ؛ لِخُروجِهِ يَومَ خُروجِهِ عَلى ما ذَكَرناهُ .
فَرُوِيَ عَنِ الفَرَزدَقِ الشّاعِرِ أنَّهُ قالَ : حَجَجتُ بِاُمّي في سَنَةِ سِتّينَ ، فَبَينا أنَا أسوقُ بَعيرَها حينَ دَخَلتُ الحَرَمَ ، إذ لَقيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خارِجاً مِن مَكَّةَ ، مَعَهُ أسيافُهُ وتِراسُهُ .۴
فَقُلتُ : لِمَن هذا القِطارُ۵ ؟ فَقيلَ : لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَأَتَيتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، وقُلتُ لَهُ : أعطاكَ اللَّهُ سُؤلَكَ وأَمَلَكَ فيما تُحِبُّ ، بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أعجَلَكَ عَنِ الحَجِّ ؟
فَقالَ : لَو لَم أعجَل لَاُخِذتُ .۶
1.الملهوف (إعداد عبد الزهراء عثمان محمّد) : ص ۵۸ .
2.يَتَقَصَّفُ عليه الناس : أي يزدحمون (النهاية : ج ۴ ص ۷۳ «قصف») .
3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۵ ح ۴۳۸ .
4.التُّرس من السلاح : المتوقّى بها ، الجمع تِراس (تاج العروس : ج ۸ ص ۲۱۵ «ترس») .
5.القِطارُ : قِطارُ الإبل (الصحاح : ج ۲ ص ۷۹۶ «قطر») .
6.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۵ ، مثير الأحزان : ص ۳۸ و ص ۴۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۳ و ص ۳۶۵ .