ملاحظة تاريخية وفقهية حول خروج الإمام من مكة
وفيما يتعلّق بخروج الإمام من مكّة في العشرة الاُولى من ذي الحجّة ، هناك ملاحظة تاريخية واُخرى فقهيّة تسترعيان الاهتمام بهما :
1 . الملاحظة التاريخية
يبدو أنّ خروج الإمام الحسين عليه السلام في العشرة الاُولى من ذي الحجّة متّفق عليه بين المؤرّخين ، ولكنّ هناك اختلافاً بشأن التاريخ الدقيق لخروج الإمام عليه السلام ، فقد رويت أيّام مختلفة لخروجه ، وهي : اليوم الثالث۱ ، اليوم السابع۲ ، اليوم الثامن۳ واليوم التاسع۴ من شهر ذي الحجّة ، ولكنّ الأشهَر والأصحّ أنّ الإمام خرج من مكّة في يوم التروية ؛ أي الثامن من ذي الحجّة ، والرواية الصحيحة التي نقلها معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام۵تؤيّد هذا الرأي .
2 . الملاحظة الفقهية
اشتهر أنّ الإمام الحسين عليه السلام غيّر في يوم التروية حَجّه إلى العمرة وخرج من مكّة ، ويبدو أنّ المصدر الرئيس لهذه الشهرة هو ما ذكره بعض أرباب المقاتل وأصحاب السير ، ۶ ومن جملتهم العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه ، حيث قال في بيان سبب خروج الإمام من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة
1.راجع : ص ۵۰۷ ح ۶۳۰ و ۶۳۱ .
2.الكافي : ج۴ ص۵۳۵ ح۳ ، تذكرة الخواصّ : ص۲۴۰ وراجع: هذا الكتاب : ص۵۰۵ ح۶۲۴.
3.راجع : ص ۵۰۵ ح ۶۲۵ و ص ۵۰۷ ح ۶۳۰ .
4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۱ وراجع : هذا الكتاب : ص ۵۰۶ ح ۶۲۹ .
5.راجع : ص ۵۰۵ ح ۶۲۶ .
6.في الإرشاد : لمّا أراد الحسين عليه السلام التوجّه إلى العراق ، طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ، وأحلّ من إحرامه وجعلها عمرة ؛ لأنّه لم يتمكّن من تمام الحجّ (راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۶۷ و إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۵ و روضة الواعظين : ص ۱۹۶ و مثير الأحزان : ص ۳۸ و ص ۴۰) .