511
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

كلام حول حركة قافلة الإمام من مكّة إلى كربلاء

تفيد أصحّ الروايات بأنّ قافلة الإمام الحسين عليه السلام غادرت مكّة متّجهةً إلى الكوفة بعد إقامةٍ في مكّة دامت أربعة أشهر وخمسة أيّام، وذلك في يوم الثلاثاء الثامن من ذي الحجّة سنة (60 ه . ق)۱ ، إلّا أنّه اُجبر على النزول في كربلاء عندما بلغ أطراف الكوفة ، فمنعه عسكر ابن زياد .
الجدير بالذكر هو أنّ الإمام سار في بداية انطلاقه باتّجاه التنعيم الواقع في الشمال الغربي وعلى طريق المدينة ، بدلاً من انطلاقه باتّجاه الشمال الشرقي ومنزل الصفاح، الذي هو أوّل منزل في طريق مكّة إلى الكوفة، وبذلك فقد ازدادت المسافة بحوالي تسعة كيلومترات.
ومن المحتمل أن يكون سبب اتّخاذه لهذا الإجراء هو تضليل الجنود الذين كانوا يحولون دون تحرّكه باتّجاه الكوفة.
وقد تمّ تحديد خطّ حركة قافلة الإمام من مكّة إلى كربلاء في الخارطة الخاصّة التي تمّ إعدادها في آخر الكتاب‏۲. وأمّا المنازل التي اجتازتها هذه القافلة فهي حسب التسلسل كما يلي :
1 - مكّة 2 - التنعيم 3 - الصّفاح 4 - بستان ابن عامر 5 - ذات عرق 6 - غمرة 7 - المسلح 8 - الاُفيعية 9 - معدن بني سليم 10 - العمق 11 - السليلية 12 - الرّبذة 13 - مغيثة الماوان 14 - النقرة 15 - الحاجر 16 - سميراء 17 - توز 18 - فيد 19 - الأجفر 20 - الخزيميّة 21 - زرود 22 - الثعلبية 23 - البطان 24 - الشقوق 25 - زبالة 26 - القاع 27 - العقبة 28 - واقصة 29 - شراف 30 - ذو حسم 31 - البيضة 32 - عذيب الهجانات 33 - الرّهيمة 34 - قصر بني مقاتل 35 - الطفّ 36 - كربلاء .
واستناداً إلى الحسابات التي اُجريت، فقد اجتازت قافلة الإمام هذه المنازل بعد أن طوت مسافة بلغت حوالي (1447 كيلومتراً) في مدّة استغرقت خمسة وعشرين يوماً ، ودخلت كربلاء في اليوم الثاني من محرّم عام (61 ه . ق) .۳

1.راجع : ص ۵۰۸ (ملاحظة تاريخية وفقهية حول خروج الإمام عليه السلام من مكّة) .

2.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

3.راجع : ص ۵۸۵ (القسم الخامس / الفصل الأوّل / نزول الإمام عليه السلام بكربلاء) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
510

يقول الفقيه الكبير آية اللَّه السيّد محسن الحكيم في هذا المجال :
وأمّا ما في بعض كتب المقاتل من أنّه جعل عمرتَه عمرةً مفردة ممّا يظهر منه أنّها كانت عمرة تمتّع وعدل بها إلى الإفراد ، فليس ممّا يصحّ التعويل عليه في مقابل الأخبار المذكورة الّتي رواها أهل البيت عليهم السلام .۱
ومن البديهي أنّه لو كان هناك دليل يمكن الاعتماد عليه على أنّ الإمام كان قد أبدل حجّه إلى عمرة ، لَما أفتى الفقهاء بخلافه ، وعلى هذا - وكما سبقت الإشارة - فإنّنا لا نفتقد الدليل على هذا المعنى وحسب ، بل إنّ الدليل يُثبت خلاف ذلك .

1.مستمسك العروة الوثقى : ج ۱۱ ص ۱۹۲ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970037
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به