525
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الطَّوافِ ، وهُوَ مَعَ ابنِ شُبُرمَةَ ، قالَ : أخبَرَني أبي ، قالَ : خَرَجنا حُجّاجاً فَلَمّا كُنّا بِالصِّفاحِ ، إذا نَحنُ بِرَكبٍ عَلَيهِمُ اليَلامِقُ‏۱ومَعَهُمُ الدَّرَقُ‏۲ ، فَلَمّا دَنَوتُ مِنهُم إذا أنَا بِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقُلتُ : أي أبا عَبدِ اللَّهِ! قالَ : يا فَرَزدَقُ ما وَراءَكَ ؟ قالَ : أنتَ أحَبُّ النّاسِ ، وَالقَضاءُ فِي السَّماءِ ، وَالسُّيوفُ مَعَ بَني اُمَيَّةَ .
قالَ : ثُمَّ دَخَلنا مَكَّةَ ، فَلَمّا كُنّا بِمِنىً قُلتُ لَهُ : لَو أتَينا عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمروٍ فَسَأَلناهُ عَن حُسَينٍ وعَن مَخرَجِهِ . فَأَتَينا مَنزِلَهُ بِمِنىً ، فَإِذا نَحنُ بِصِبيَةٍ لَهُ سودٍ مُوَلَّدينَ يَلعَبونَ ، قُلنا : أينَ أبوكُم ؟ قالوا : فِي الفُسطاطِ يَتَوَضَّأُ .
فَلَم نَلبَث أن خَرَجَ عَلَينا مِن فُسطاطِهِ ، فَسَأَلناهُ عَن حُسَينٍ عليه السلام فَقالَ : أما إنَّهُ لا يَحيكُ فيهِ السِّلاحُ ، قالَ : فَقُلتُ لَهُ : تَقولُ هذا فيهِ ، وأنتَ الَّذي قاتَلتَهُ وأباهُ ! فَسَبَّني وسَبَبتُهُ .
ثُمَّ خَرَجنا حَتّى‏ أتَينا ماءً لَنا يُقالُ لَهُ «تعشار» ، فَجَعَلَ لا يَمُرُّ بِنا أحَدٌ إلّا سَأَلناهُ عَن حُسَينٍ عليه السلام ، حَتى‏ مَرَّ بِنا رَكبٌ فَنادَيناهُم : ما فَعَلَ حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ؟
قالوا : قُتِلَ . فَقُلتُ : فَعَلَ اللَّهُ بِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو وفَعَلَ .
قالَ سُفيانُ : ذَهَبَ الفَرَزدَقُ إلى‏ غَيرِ المَعنى‏ - أو قالَ : الوَجهِ - إنَّما قالَ : لا يَحيكُ فيهِ السِّلاحُ ولا يَضُرُّهُ القَتلُ مَعَ ما قَد سَبَقَ لَهُ .۳

۶۶۴.الإرشاد عن الفرزدق : حَجَجتُ بِاُمّي في سَنَةِ سِتّينَ ، فَبَينا أنَا أسوقُ بَعيرَها حينَ دَخَلتُ الحَرَمَ إذ لَقيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خارِجاً مِن مَكَّةَ ، مَعَهُ أسيافُهُ وتِراسُهُ .
فَقُلتُ : لِمَن هذَا القِطارُ ؟ فَقيلَ : لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَأَتَيتُهُ فَسَلَّمتُ عَلَيهِ وقُلتُ لَهُ : أعطاكَ اللَّهُ سُؤلَكَ ، وأمَّلَكَ فيما تُحِبُّ ، بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! ما أعجَلَكَ عَنِ الحَجِّ ؟
فَقالَ : لَو لَم أعجَل لَاُخِذتُ ، ثُمَّ قالَ لي : مَن أنتَ ؟ قُلتُ : اُمُرؤٌ مِنَ العَرَبِ ، فَلا وَاللَّهِ ما

1.اليَلْمَقْ : القباء - فارسي - (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۹۱ «يَلْمَق») .

2.الدَّرَقُ : ضرب من الترسة ، الواحدة دَرَقَة تتَّخذ من الجلد (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۹۵ «درق») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۲ الرقم ۴۳۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۲ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۲ كلاهما نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۶ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۸ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
524

قالَ : فَقُلتُ لَهُ : القُلوبُ مَعَكَ ، وَالسُّيوفُ مَع بَني اُمَيَّةَ ، وَالقَضاءُ بِيَدِ اللَّهِ .
قالَ : فَقالَ لي : صَدَقتَ . قالَ : فَسَأَلتُهُ عَن أشياءَ ، فَأَخبَرَني بِها مِن نُذورٍ ومَناسِكَ ... .
قالَ : ثُمَّ مَضَيتُ فَإِذا بِفُسطاطٍ مَضروبٍ فِي الحَرَمِ ، وهَيئَتُهُ حَسَنَةٌ ، فَأَتَيتُهُ فَإِذا هُوَ لِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فَسَأَلَني ، فَأَخبَرتُهُ بِلِقاءِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام .
فَقالَ لي : وَيلَكَ ! فَهَلَّا اتَّبَعتَهُ ، فَوَاللَّهِ لَيَملِكَنَّ ، ولا يَجوزُ السِّلاحُ فيهِ ولا في أصحابِهِ .
قالَ : فَهَمَمتُ وَاللَّهِ أن ألحَقَ بِهِ ، ووَقَعَ في قَلبي مَقالَتُهُ ، ثُمَّ ذَكَرتُ الأَنبِياءَ وقَتلَهُم ، فَصَدَّني ذلِكَ عَنِ اللَّحاقِ بِهِم ، فَقَدِمتُ عَلى‏ أهلي بِعُسفانَ‏۱ .
قالَ : فَوَاللَّهِ إنّي لَعِندَهُم إذ أقبَلَت عيرٌ قَدِ امتارَت‏۲مِنَ الكوفَةِ ، فَلَمّا سَمِعتُ بِهِم خَرَجتُ في آثارِهِم ، حَتّى‏ إذا أسمَعتُهُمُ الصَّوتَ ، وعَجِلتُ عَن إتيانِهِم صَرَختُ بِهِم : ألا ما فَعَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ؟ قالَ : فَرَدّوا عَلَيَّ : ألا قَد قُتِلَ ، قالَ : فَانصَرَفتُ وأنَا ألعَنُ عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمرِو بنِ العاصِ .
قالَ : وكانَ أهلُ ذلِكَ الزَّمانِ يَقولونَ ذلِكَ الأَمرَ ، ويَنتَظِرونَهُ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ .
قالَ : وكانَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَمرٍو يَقولُ : لا تَبلُغُ الشَّجَرَةُ ولَا النَّخلَةُ ولَا الصَّغيرُ حَتّى‏ يَظهَرَ هذَا الأَمرُ .
قالَ : فَقُلتُ لَهُ : فَما يَمنَعُكَ أن تَبيعَ الوَهطَ ؟ قالَ : فَقالَ لي : لَعنَةُ اللَّهِ عَلى‏ فُلانٍ - يَعني مُعاوِيَةَ - وعَلَيكَ .
قالَ : فَقُلتُ : لا ، بَل عَلَيكَ لَعنَةُ اللَّهِ ؛ قالَ : فَزادَني مِنَ اللَّعنِ ، ولَم يَكُن عِندَهُ مِن حَشَمِهِ أحَدٌ فَأَلقى‏ مِنهُم شَرّاً . قالَ : فَخَرَجتُ وهُوَ لا يَعرِفُني .
وَالوَهطُ : حائِطٌ لِعَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو بِالطّائِفِ ؛ قالَ : وكانَ مُعاوِيَةُ قَد ساوَمَ بِهِ عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمرٍو ، وأعطاهُ بِهِ مالاً كَثيراً ، فَأَبى‏ أن يَبيعَهُ بِشَي‏ءٍ .۳

۶۶۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن سفيان بن عيينة :حَدَّثَني لَبَطَةُ بنُ الفَرَزدَقِ وهُوَ فِي

1.عُسْفان : منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكّة ، وهي من مكّة على مرحلتين (معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۲۱) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.المِيرَة : جلب الطعام ، مارَ عِيالَهُ وَامتارَ لَهم (القاموس المحيط : ج‏۲ ص‏۱۳۷ «الميرة») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۶ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۷ نحوه وليس فيه ذيله من «قال : وكان أهل» .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1987271
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به