533
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وَاستَغفَرَ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام .
قالَ : فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ أن يُرمى‏ بِهِ مِن فَوقِ القَصرِ ، فَرُمِيَ بِهِ ، فَتَقَطَّعَ فَماتَ .۱

۶۷۴.الملهوف : كَتَبَ الحُسَينُ عليه السلام كِتاباً إلى‏ سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ، وَالمُسَيَّبِ بنِ نَجَبَةَ ، ورِفاعَةَ بنِ شَدّادٍ ، وجَماعَةٍ مِنَ الشّيعَةِ بِالكوفَةِ ، وبَعَثَ بِهِ مَعَ قَيسِ بِن مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ .
فَلَمّا قارَبَ دُخولَ الكوفَةِ اعتَرَضَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ صاحِبُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ لِيُفَتِّشَهُ ، فَأَخرَجَ الكِتابَ ومَزَّقَهُ ، فَحَمَلَهُ الحُصَينُ إلَى ابنِ زِيادٍ .
فَلَمّا مَثُلَ بَينَ يَدَيهِ قالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟
قالَ : أنَا رَجُلٌ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَابنِهِ عليهما السلام .
قالَ : فَلِماذا مَزَّقتَ الكِتابَ ؟ قالَ : لِئَلّا تَعلَمَ ما فيهِ .
قالَ : مِمَّنِ الكِتابُ وإلى‏ مَن ؟
قالَ : مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى‏ جَماعَةٍ مِن أهلِ الكوفَةِ ، لا أعرِفُ أسماءَهُم . فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ وقالَ : وَاللَّهِ لا تُفارِقُني حَتّى‏ تُخبِرَني بِأَسماءِ هؤُلاءِ القَومِ ، أو تَصعَدَ المِنبَرَ فَتَلعَنَ الحُسَينَ وأباهُ وأخاهُ ، وإلّا قَطَّعتُكَ إرباً إرباً .
فَقالَ قَيسٌ : أمَّا القَومُ فَلا اُخبِرُكَ بِأَسمائِهِم ، وأمّا لَعنُ الحُسَينِ وأبيهِ وأخيهِ فَأَفعَلُ .
فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، وصَلّى‏ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، وأكثَرَ مِنَ التَّرَحُّمِ عَلى‏ عَلِيٍّ ووُلدِهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِم ، ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ وأباهُ ، ولَعَنَ عُتاةَ بَني اُمَيَّةَ عَن آخِرِهِم .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! أنَا رَسولُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلَيكُم ، وقَد خَلَّفتُهُ بِمَوضِعِ كَذا وكَذا ، فَأَجيبوهُ .
فَاُخبِرَ ابنُ زِيادٍ بِذلِكَ ، فَأَمَرَ بِإِلقائِهِ مِن أعلَى القَصرِ ، فَاُلقِيَ مِن هُناكَ ، فَماتَ رحمة اللَّه عليه .

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۸ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۶۰ وليس فيه صدره إلى «بركاته» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۷ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۷۰ بزيادة «ويقال : بل بعث أخاه من الرضاعة عبد اللَّه بن يقطر» بعد «بعث قيس بن مسهر الصيداوي» ، مثير الأحزان : ص ۴۲ وفي الثلاثة الأخيرة «الحصين بن نمير» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۶۹ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۸ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۴۵ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ وروضة الواعظين : ص ۱۹۶ وإعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۶ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
532

وَالسَّلامُ .
ثُمَّ بَعَثَ بِالكِتابِ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ ، فَسارَ حَتّى‏ وافَى القادِسِيَّةَ۱ ، فَأَخَذَهُ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ ، وبَعَثَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ ، فَلَمّا اُدخِلَ عَلَيهِ أغلَظَ لِعُبَيدِ اللَّهِ ، فَأَمَرَ بِهِ أن يُطرَحَ مِن أعلى‏ سورِ القَصرِ إلَى الرُّحبَةِ ، فَطُرِحَ فَماتَ .۲

۶۷۳.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام أقبَلَ حَتّى‏ إذا بَلَغَ الحاجِرَ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ ، بَعَثَ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ إلى‏ أهلِ الكوفَةِ ، وكَتَبَ مَعَهُ إلَيهِم :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى‏ إخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، سَلامٌ عَلَيكُم ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ كِتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ جاءَني ، يُخبِرُني فيهِ بِحُسنِ رَأيِكُم ، وَاجتِماعِ مَلَئِكُم عَلى‏ نَصرِنا ، وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَسَأَلتُ اللَّهَ أن يُحسِنَ لَنَا الصُّنعَ ، وأن يُثيبَكُم عَلى‏ ذلِكَ أعظَمَ الأَجرِ ، وقَد شَخَصتُ إلَيكُم مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ ، لِثَمانٍ مَضَينَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، يَومَ التَّروِيَةِ ، فَإِذا قَدِمَ عَلَيكُم رَسولي فَأَكمِشوا أمرَكم وجِدّوا۳ ؛ فَإِنّي قادِمٌ عَلَيكُم في أيّامي هذِهِ إن شاءَ اللَّهُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .
وكانَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ قَد كانَ كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام قَبلَ أن يُقتَلَ لِسَبعٍ وعِشرينَ لَيلَةً : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الرّائِدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ ، إنَّ جَمعَ أهلِ الكوفَةِ مَعَكَ ، فَأقبِل حينَ تَقرَأُ كِتابي ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
قالَ : فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام بِالصِّبيانِ وَالنِّساءِ مَعَهُ ، لا يَلوي عَلى‏ شَي‏ءٍ ، وأقبَلَ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ إلَى الكوفَةِ بِكِتابِ الحُسَينِ عليه السلام ، حَتّى‏ إذَا انتَهى‏ إلَى القادِسِيَّةِ أخَذَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ‏۴ ، فَبَعَثَ بِهِ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : اِصعَد إلَى القَصرِ فَسُبَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ ؛ فَصَعِدَ ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ خَيرُ خَلقِ اللَّهِ ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، وأَنا رَسولُهُ إلَيكُم ، وقَد فارَقتُهُ بِالحاجِرِ ؛ فَأَجيبوهُ . ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ وأباهُ ،

1.ذكر في معجم البلدان (ج ۴ ص ۲۹۱) : إنّ القادسية مدينة بينها وبين الكوفة ۱۵ فرسخاً ، والظاهر أنّ الصحيح هو ۱۵ ميلاً (راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب) .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۴۵ .

3.أكمَشَ في السير والعمل : أسرع (تاج العروس : ج ۹ ص ۱۸۸ «كمش») .

4.كذا في المصدر ، وفي أكثر المصادر : «الحصين بن نمير» .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979544
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به