قالَت : فَأَمَرَ بِفُسطاطِهِ وثَقَلِهِ ومَتاعِهِ فَقُدِّمَ ، وحُمِلَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ لِامرَأَتِهِ : أنتِ طالِقٌ ، اِلحَقي بِأَهلِكِ ، فَإِنّي لا اُحِبُّ أن يُصيبَكِ مِن سَبَبي إلّا خَيرٌ .
ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : مَن أحَبَّ مِنكُم أن يَتبَعَني ، وإلّا فَإِنَّهُ آخِرُ العَهدِ ، إنّي سَاُحَدِّثُكُم حَديثاً :
غَزَونا بَلَنجَرَ۱ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَينا ، وأصَبنا غَنائِمَ ، فَقالَ لَنا سَلمانُ الباهِلِيُ۲ : أفَرِحتُم بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيكُم ، وأصَبتُم مِنَ الغَنائِمِ ؟! فَقُلنا : نَعَم ، فَقالَ لَنا : إذا أدرَكتُم شَبابَ آلِ مُحَمَّدٍ فَكونوا أشَدَّ فَرَحاً بِقِتالِكُم مَعَهُم مِنكُم بِما أصَبتُم مِنَ الغَنائِمِ ، فَأَمّا أنا ، فَإِنّي أستَودِعُكُمُ اللَّهَ ، قالَ : ثُمَّ وَاللَّهِ ما زالَ في أوَّلِ القَومِ حَتّى قُتِلَ .۳
۶۸۰.الكامل في التاريخ : كانَ زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ قَد حَجَّ ، وكانَ عُثمانِيّاً ، فَلَمّا عادَ جَمَعَهُمَا الطَّريقُ ، وكانَ يُسايِرُ الحُسَينَ عليه السلام مِن مَكَّةَ ، إلّا أنَّهُ لا يَنزِلُ مَعَهُ ، فَاستَدعاهُ يَوماً الحُسَينُ عليه السلام فَشَقَّ عَلَيهِ ذلِكَ ، ثُمَّ أجابَهُ عَلى كُرهٍ ، فَلَمّا عادَ مِن عِندِهِ نَقَلَ ثَقَلَهُ إلى ثَقَلِ الحُسَينِ عليه السلام .
ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : مَن أحَبَّ مِنكُم أن يَتبَعَني وإلّا فَإِنَّهُ آخِرُ العَهدِ ، وسَاُحَدِّثُكُم حَديثاً : غَزَونا بَلَنجَرَ ، فَفُتِحَ عَلَينا ، وأصَبنا غَنائِمَ فَفَرِحنا ، وكانَ مَعَنا سَلمانُ الفارِسِيُ۴ فَقالَ لَنا : إذا أدرَكتُم سَيِّدَ شَبابِ أهلِ مُحَمَّدٍ فَكونوا أشَدَّ فَرَحاً بِقِتالِكُم مَعَهُ ، بِما أصَبتُمُ اليَومَ مِنَ الغَنائِمِ ، فَأَمّا أنا فَأَستَودِعُكُمُ اللَّهَ !
1.بَلَنْجَر : مدينة ببلاد الخزر ... قالوا : فتحها عبد الرحمن بن ربيعة ، وقال البلاذري : سلمان بن ربيعة الباهلي (معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۸۹) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .
2.سلمان بن ربيعة الباهلي : كوفي ، شهد حرب القادسيّة ، وولّاه عمر بن الخطّاب قضاء المدائن ، وهو أوّل من قضى بالعراق ، ثمّ عزله عمر فخرج غازياً للترك ، قتل في ولاية سعيد بن العاص ببلنجر في خلافة عثمان (راجع : تاريخ بغداد : ج ۹ ص ۲۰۶ وتاريخ خليفة بن خيّاط : ص ۱۱۸ واُسد الغابة : ج ۲ ص ۵۰۸ وتاريخ دمشق : ج ۲۱ ص ۴۶۲) . وتجدر الإشارة إلى أنّه قد ورد في بعض المصادر - كالإرشاد وروضة الواعظين ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي والكامل في التاريخ - بدل «سلمان الباهلي» «سلمان الفارسي» وهو غير صحيح ؛ لأنّ سلمان قد توفّي في عهد عمر ، والحال أنّ القتال وفتح بلنجر كان في عهد عثمان .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۷۲ ، روضة الواعظين : ص ۹۷ ، مثير الأحزان : ص ۴۶ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۱ وراجع : مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۵ .
4.الصحيح: «سلمان الباهليّ» كما بيّناه .