539
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

7 / 21

أخبارُ نُزولِ الإِمامِ عليه السلام بِالثَّعلَبِيَّةِ ۱

۶۸۳.الكافي عن الحكم بن عتيبة : لَقِيَ رَجُلٌ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام بِالثَّعلَبِيَّةِ ، وهُوَ يُريدُ كَربَلاءَ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : مِن أيِّ البِلادِ أنتَ ؟ قالَ : مِن أهلِ الكوفَةِ .
قالَ : أما وَاللَّهِ يا أخا أهلِ الكوفَةِ ! لَو لَقيتُكَ بِالمَدينَةِ لَأَرَيتُكَ أثَرَ جَبرَئيلَ عليه السلام مِن دارِنا ، ونُزولِهِ بِالوَحيِ عَلى‏ جَدّي ، يا أخا أهلِ الكوفَةِ ، أفَمُستَقَى النّاسِ العِلمَ مِن عِندِنا ، فَعَلِموا وَجهِلنا ؟ ! هذا ما لا يَكونُ!۲

۶۸۴.الملهوف : باتَ [الحُسَينُ‏] عليه السلام فِي المَوضِعِ [أي الثَّعلَبِيَّةِ] ، فَلَمّا أصبَحَ ، فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ مِن أهلِ الكوفَةِ يُكَنّى‏ أبا هِرَّةَ الأَزدِيَ‏۳ ، فَلَمّا أتاهُ سَلَّمَ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، مَا الَّذي أخرَجَكَ مِن حَرَمِ اللَّهِ وحَرَمِ جَدِّكَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَيحَكَ يا أبا هِرَّةَ ! إنَّ بَني اُمَيَّةَ أخَذوا مالي فَصَبَرتُ ، وشَتَموا عِرضي فَصَبَرتُ ، وطَلَبوا دَمي فَهَرَبتُ ، وَايمُ اللَّهِ! لَتَقتُلُنِّي الفِئَةُ الباغِيَةُ ، ولَيُلبِسَنَّهُمُ اللَّهُ ذُلّاً شامِلاً ، وسَيفاً قاطِعاً ، ولَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيهِم مَن يُذِلُّهُم ، حَتّى‏ يَكونوا أذَلَّ مِن قَومِ سَبَأٍ ؛ إذ مَلَكَتهُمُ امرَأَةٌ مِنهُم ، فَحَكَمَت في أموالِهِم ودِمائِهِم حَتّى‏ أذَلَّتهُم .۴

۶۸۵.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين ]عليهم السلام :ثُمَّ سارَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] حَتّى‏ نَزَلَ الرُّهَيمَةَ۵ ، فَوَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ ،

1.الثعلبِيّة : من منازل طريق مكّة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخُزيميّة (معجم البلدان : ج‏۲ ص‏۷۸) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.الكافي : ج ۱ ص ۳۹۸ ح ۲ ، بصائر الدرجات : ص ۱۲ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۶ ح ۹ عن الحكم عن عيينة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۳ ح ۳۴ .

3.هو أبو هرّة الأزدي الكوفي، ذكره الشيخ الصدوق في أماليه بعنوان « أبو هرم»، ولم يذكره الرجاليّون (راجع: الأمالي للصدوق: ص ۲۱۸ح ۲۳۹ ومستدركات علم الرجال: ج ۸ ص ۴۷۴ الرقم ۱۷۳۸۸).

4.الملهوف : ص ۱۳۲ ، مثير الأحزان : ص ۴۶ وفيه «أبا هرّة الأسدي» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۷ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۷۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۶ وليس فيها «حتّى أذلّتهم» .

5.الرُّهَيْمةُ : ضيعة قرب الكوفة ، قال السكوني : هي عين بعد خَفِيّة إذا أردت الشام من الكوفة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۰۹) وراجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
538

ثُمَّ طَلَّقَ زَوجَتَهُ وقالَ لَها : اِلحَقي بِأَهلِكِ ، فَإِنّي لا اُحِبُّ أن يُصيبَكِ في سَبَبي إلّا خَيرٌ . ولَزِمَ الحُسَينَ عليه السلام حَتّى‏ قُتِلَ مَعَهُ .۱

۶۸۱.الملهوف : حَدَّثَ جَماعَةٌ مِن بَني فَزارَةَ وبَجيلَةَ قالوا : كُنّا مَعَ زُهَيرِ بنِ القَينِ لَمّا أقبَلنا مِن مَكَّةَ ، فَكُنّا نُسايِرُ الحُسَينَ عليه السلام ، وما شَي‏ءٌ أكرَهَ إلَينا مِن مُسايَرَتِهِ ، لِأَنَّ مَعَهُ نِسوانَهُ ، فَكانَ إذا أرادَ النُّزولَ اعتَزَلناهُ ، فَنَزَلنا ناحِيَةً .
فَلَمّا كانَ في بَعضِ الأَيّامِ نَزَلَ في مَكانٍ ، فَلَم نَجِد بُدّاً مِن أن نُنازِلَهُ فيهِ ، فَبَينَما نَحنُ نَتَغَدّى‏ بِطَعامٍ لَنا إذ أقبَلَ رَسولُ الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ سَلَّمَ عَلَينا .
ثُمَّ قالَ : يا زُهَيرُ بنُ القَينِ ، إنَّ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام بَعَثَني إلَيكَ لِتَأتِيَهُ . فَطَرَحَ كُلُّ إنسانٍ مِنّا ما في يَدِهِ ، حَتّى‏ كَأَنَّما عَلى‏ رُؤوسِنا الطَّيرُ .
فَقالَت لَهُ زَوجَتُهُ - وهِيَ دَيلَمُ بِنتُ عَمرٍو - : سُبحانَ اللَّهِ ! أَيبعَثُ إلَيكَ ابنُ رَسولِ اللَّهِ ثُمَّ لا تَأتيهِ ؟ ! فَلَو أتَيتَهُ فَسَمِعتَ مِن كَلامِهِ . فَمَضى‏ إلَيهِ زُهَيرٌ .
فَما لَبِثَ أن جاءَ مُستَبشِراً قَد أشرَقَ وَجهُهُ ، فَأَمَرَ بِفُسطاطِهِ فَقُوِّضَ ، وبِثَقَلِهِ ومَتاعِهِ فَحُوِّلَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَ لِامرَأَتِهِ : أنتِ طالِقٌ ؛ فَإِنّي لا اُحِبُّ أن يُصيبَكِ بِسَبَبي إلّا خَيرٌ ، وقَد عَزَمتُ عَلى‏ صُحبَةِ الحُسَينِ عليه السلام لِأَفدِيَهُ بِروحي ، وأقِيَهُ بِنَفسي . ثُمَّ أعطاها مالَها ، وسَلَّمَها إلى‏ بَعضِ بَني عَمِّها لِيوصِلَها إلى‏ أهلِها .
فَقامَت إلَيهِ ووَدَّعَتهُ وبَكَت ، وقالَت : خارَ اللَّهُ لَكَ ، أسأَلُكَ أن تَذكُرَني فِي القِيامَةِ عِندَ جَدِّ الحُسَينِ عليه السلام .
ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : مَن أحَبَّ مِنكُم أن يَصحَبَني ، وإلّا فَهُوَ آخِرُ العَهدِ مِنّي بِهِ .۲

۶۸۲.دلائل الإمامة عن عمارة بن زيد : حَدَّثَنا إبراهيمُ بنُ سَعدٍ ؛ أخبَرَني أنَّهُ كانَ مَعَ زُهَيرِ بنِ القَينِ حينَ صَحِبَ الحُسَينَ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ : يا زُهَيرُ ! اِعلَم أنَّ هاهُنا مَشهَدي ، ويَحمِلُ هذا مِن جَسَدي - يَعني رَأسَهُ - زَحرُ بنُ قَيسٍ ، فَيَدخُلُ بِهِ عَلى‏ يَزيدَ يَرجو نَوالَهُ ، فَلا يُعطيهِ شَيئاً .۳

راجع : ص 738 (القسم الخامس / الفصل الثالث / زهير بن القين) .

1.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۹ .

2.الملهوف : ص ۱۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۱ .

3.دلائل الإمامة : ص ۱۸۲ ح ۹۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970916
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به