545
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۶۹۵.الملهوف : سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ بَلَغَ زُبالَةَ ، فَأَتاهُ فيها خَبَرُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَعَرَفَ بِذلِكَ جَماعَةٌ مِمَّن تَبِعَهُ ، فَتَفَرَّقَ عَنهُ أهلُ الأَطماعِ وَالاِرتِيابِ ، وبَقِيَ مَعَهُ أهلُهُ وخِيارُ الأَصحابِ .
قالَ الرّاوي : وَارتَجَّ المَوضِعُ بِالبُكاءِ وَالعَويلِ لِقَتلِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، وسالَتِ الدُّموعُ عَلَيهِ كُلَّ مَسيلٍ .
ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليه السلام سارَ قاصِداً لِما دَعاهُ اللَّهُ إلَيهِ ، فَلَقِيَهُ الفَرَزدَقُ‏۱ فَسَلَّمَ عَلَيهِ وقالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، كَيفَ تَركَنُ إلى‏ أهلِ الكوفَةِ ، وهُمُ الَّذينَ قَتَلُوا ابنَ عَمِّكَ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ وشيعَتَهُ ؟
قالَ : فَاستَعبَرَ الحُسَينُ عليه السلام باكِياً ، ثُمَّ قالَ : رَحِمَ اللَّهُ مُسلِماً ! فَلَقَد صارَ إلى‏ رَوحِ اللَّهِ ورَيحانِهِ ، وتَحِيَّتِهِ ورِضوانِهِ ، أما إنَّهُ قَد قَضى‏ ما عَلَيهِ وبَقِيَ ما عَلَينا . ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :


فَإِن تَكُنِ الدُّنيا تُعَدُّ نَفيسَةًفَإِنَّ ثَوابَ اللَّهِ أعلى‏ وأنبَلُ‏
وإن تَكُنِ الأَبدانُ لِلمَوتِ اُنشِئَت‏فَقَتلُ امرِئٍ بِالسَّيفِ فِي اللَّهِ أفضَلُ‏
وإن تَكُنِ الأَرزاقُ قَسماً مُقَدَّراًفَقِلَّةُ حِرصِ المَرءِ فِي السَّعيِ أجمَلُ‏
وإن تَكُنِ الأَموالُ لِلتَّركِ جَمعُهافَما بالُ مَتروكٍ بِهِ المَرءُ يَبخَلُ .
۲

۶۹۶.مروج الذهب : فَلَمّا بَلَغَ الحُسَينُ عليه السلام القادِسِيَّةَ ، لَقِيَهُ الحُرُّ بنُ يَزيدَ التَّميمِيُّ ، فَقالَ لَهُ : أينَ تُريدُ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ؟ قالَ : اُريدُ هذَا المِصرَ ، فَعَرَّفَهُ بِقَتلِ مُسلِمٍ ، وما كانَ مِن خَبَرِهِ .۳

ملاحظة

تدلّ الروايات المتقدّمة بنا على أنّ أحداث الكوفة كانت قد بلغت الإمام في منزل زرود ، أو الثعلبيّة ، قبل وصول الرسول من الكوفة ، والذي كان - على مايبدو - مكلّفاً من جانب ابن

1.كما تقدّم في هذا الفصل تحت عنوان «لقاء الفرزدق في الصفاح» ، فإنّ الظاهر أنّ لقاء الفرزدق بالإمام الحسين عليه السلام لم يكن في هذا الموضع، وأنّ اللقاء كان لقاءً واحداً قريباً من مكّة في بدايات حركة الإمام من مكّة إلى الكوفة (راجع : ص ۵۲۲ «لقاء الفرزدق في الصفاح») .

2.الملهوف : ص ۱۳۴ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۳۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۴ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۳ ، مطالب السؤول : ص ۷۳ وفيها من «فلقيه الفرزدق» وراجع : مثير الأحزان : ص ۴۵ .

3.مروج الذهب : ج ۳ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۵ نحوه وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۹ وتهذيب الكمال : ج ۱ ص ۴۲۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
544

۶۹۱.أنساب الأشراف : لَقِيَ الحُسَينَ عليه السلام ومَن مَعَهُ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ : بَكرُ بنُ المُعنِقةِ بنِ رُودٍ ، فَأَخبَرَهُم بِمَقتَلِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئٍ ، وقالَ : رَأَيتُهُما يُجَرّانِ بِأَرجُلِهِما فِي السّوقِ ، فَطَلَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فِي الاِنصِرافِ ، فَوَثَبَ بَنو عَقيلٍ فَقالوا : وَاللَّهِ لا نَنصَرِفُ حَتّى‏ نُدرِكَ ثَأرَنا ، أو نَذوقَ ماذاقَ أخونا .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : ماخَيرٌ فِي العَيشِ بَعدَ هؤُلاءِ . فَعُلِمَ أنَّهُ قَد عَزَمَ رَأيَهُ عَلَى المَسيرِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ سُلَيمٍ وَالمَدَرِيُّ بنُ الشِّمعَلِ الأَسَدِيّانِ : خارَ اللَّهُ لَكَ ، فَقالَ : رَحِمَكُمَا اللَّهُ .۱

۶۹۲.الفتوح : بَلَغَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام بِأَنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ قَد قُتِلَ ، وذلِكَ أنَّهُ قَدِمَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : مِن أينَ أقبَلتَ ؟
فَقالَ : مِنَ الكوفَةِ ، وما خَرَجتُ مِنها حَتّى‏ نَظَرتُ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ وهانِئَ بنَ عُروَةَ المَذحِجِيَّ - رَحِمَهُمَا اللَّهُ - قَتيلَينِ مَصلوبَينِ مُنَكَّسَينِ في سوقِ القَصّابينَ ، وقَد وُجِّهَ بِرَأسَيهِما إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ .
قالَ : فَاستَعبَرَ الحُسَينُ عليه السلام باكِياً ، ثُمَّ قالَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» !۲

۶۹۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : وبَلَغَ الحُسَينَ عليه السلام قَتلُ مُسلِمٍ وهانِئٍ ... فَقالَت بَنو عَقيلٍ لِحُسَينٍ عليه السلام : لَيسَ هذا بِحينِ رُجوعٍ ، وحَرَّضوهُ عَلَى المُضِيِّ .
فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام لِأَصحابِهِ : قَد تَرَونَ ما يَأتينا ، وما أرَى القَومَ إلّا سَيَخذُلونَنا ؛ فَمَن أحَبَّ أن يَرجِعَ فَليَرجِع .
فَانصَرَفَ عَنهُ مَن صاروا إلَيهِ في طَريقِهِ ، وبَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ خَرَجوا مَعَهُ مِن مَكَّةَ ، ونُفَيرٍ قَليلٍ مِن صَحبِهِ فِي الطَّريقِ ، فَكانَت خَيلُهُمُ اثنَينِ وثَلاثينَ فَرَساً .۳

۶۹۴.تاريخ اليعقوبي : سارَ الحُسَينُ عليه السلام يُريدُ العِراقَ ، فَلَمّا بَلَغَ القُطقُطانَةَ۴أتاهُ الخَبَرُ بِقَتلِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ .۵

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۹ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۶۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۵ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۰ وليس فيه ذيله من «صاروا» .

4.القُطْقُطانَةُ : موضع قرب الكوفة من جهة البرّيّة بالطفّ (معجم البلدان : ج ۴ ص ۳۷۴) وراجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

5.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970071
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به