563
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ : إنَّهُ قَد نَزَلَ بِنا مِنَ الأَمرِ ما قَد تَرَونَ ، وإنَّ الدُّنيا قَد تَنَكَّرَت وتَغَيَّرَت ، وأدبَرَ مَعروفُها وَاستَمَرَّت جَذّاءَ۱ ، ولَم يَبقَ مِنها إلّا صُبابةٌ كَصُبابَةِ الإِناءِ ، وخَسيسُ عَيشٍ كَالمَرعى‏ الوَبيلِ ، ألا تَرَونَ إلَى الحَقِّ لا يُعمَلُ بِهِ ، وإلَى الباطِلِ لا يُتَناهى‏ عَنهُ ! لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ رَبِّهِ مُحِقّاً ، فَإِنّي لا أرى‏ المَوتَ إلّا سَعادَةً وَالحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَماً .
فَقامَ زُهَيرُ بنُ القَينِ ، فَقالَ : لَقَد سَمِعنا - هَدانا اللَّهُ بِكَ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ - مَقالَتَكَ ، ولَو كانَتِ الدُّنيا لَنا باقِيَةً، وكُنّا فيها مُخَلَّدينَ، لَآثَرَنا النُّهوضَ مَعَكَ عَلَى الإِقامَةِ فيها.
قالَ : ووَثَبَ هِلالُ بنُ نافِعٍ البَجَلِيُّ ، فَقالَ : وَاللَّهِ ما كَرِهنا لِقاءَ رَبِّنا ، وإنّا عَلى‏ نِيّاتِنا وبَصائِرِنا ، نُوالي مَن والاكَ ونُعادي مَن عاداكَ .
قالَ : وقامَ بُرَيرُ بنُ حُصَينٍ ، فَقالَ : وَاللَّهِ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، لَقَد مَنَّ اللَّهُ بِكَ عَلَينا أن نُقاتِلَ بَينَ يَدَيكَ ، فَتُقَطَّعُ فيكَ أعضاؤُنا ، ثُمَّ يَكونُ جَدُّكَ شَفيعَنا يَومَ القِيامَةِ .۲

۷۱۵.نثر الدرّ : لَمّا نَزَلَ بِهِ [أي بِالإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام ]عُمَرُ۳ بنُ سَعدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ ، وأيقَنَ أنَّهُم قاتِلوهُ ، قامَ في أصحابِهِ خَطيباً ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
إنَّهُ قَد نَزَلَ مِنَ الأَمرِ ما تَرَونَ ، وإنَّ الدُّنيا قَد تَغَيَّرَت وتَنَكَّرَت ، وأدبَرَ مَعروفُها وَاستَمَرَّت ، حَتّى‏ لَم يَبقَ مِنها إلّا صُبابَةٌ كَصُبابَةِ الإِناءِ ، وإلّا خَسيسُ عَيشٍ كَالكَلَأِ الوَبيلِ . ألا تَرَونَ الحَقَّ لا يُعمَلُ بِهِ ، وَالباطِلَ لا يُتَناهى‏ عَنهُ ! لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ اللَّهِ ، فَإِنّي لا أرى‏ المَوتَ إلّا سعادَةً ، وَالحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَماً .۴

۷۱۶.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام‏- في مَسيرِهِ إلى‏ كَربَلاءَ -:إنَّ هذِهِ الدُّنيا قَد تَغَيَّرَت وتَنَكَّرَت ، وأدبَرَ مَعروفُها ، فَلَم يَبقَ مِنها إلّا صُبابَةٌ كَصُبابَةِ الإِناءِ ، وخَسيسُ عَيشٍ كَالمَرعى‏ الوَبيلِ . ألا تَرَونَ أنّ الحَقَّ لا يُعمَلُ بِهِ ، وأنَّ الباطِلَ لا يُتَناهى‏ عَنهُ ! لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ اللَّهِ مُحِقّاً ؛ فَإِنّي

1.جَذَذْتُ الشي‏ء : كَسّرتُه وقطّعتُه (الصحاح : ج ۲ ص ۵۶۱ «جذذ») .

2.الملهوف : ص ۱۳۸ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۳ نحوه وليس فيه ذيله من «قال : ووثب» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۱ .

3.في المصدر : «عمرو» ، وهو تصحيف .

4.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۷ ، نزهة الناظر : ص ۸۷ ح ۲۶ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۰۲ ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۱ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۰ ح ۱۰۸۸ وليس فيه صدره إلى «قاتلوه» ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
562

وواسى‏ الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِ‏وفارَقَ مَثبوراً۱وخالَفَ مُجرِما
فَإِن مِتُّ لَم أندَم وإن عِشتُ لَم اُلَم‏كَفى‏ بِكَ ذُلّاً أن تَموتَ وتُرغَما .
۲

7 / 28

خُطبَةُ الإِمامِ عليه السلام في ذي حُسُمٍ ۳

۷۱۳.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار : قامَ حُسَينٌ عليه السلام بِذي حُسُمٍ ،۴فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ثُمَّ قالَ : إنَّهُ قَد نَزَلَ مِنَ الأَمرِ ما قَد تَرَونَ ، وإنَّ الدُّنيا قَد تَغَيَّرَت وتَنَكَّرَت ، وأدبَرَ مَعروفُها وَاستَمَرَّت جِدّاً ، فَلَم يَبقَ مِنها إلّا صُبابةٌ كَصُبابَةِ الإِناءِ ، وخَسيسُ عَيشٍ كَالمَرعى‏ الوَبيلِ.۵ ألا تَرَونَ أنَّ الحَقَّ لا يُعمَلُ بِهِ ، وأنَّ الباطِلَ لا يُتَناهى‏ عَنهُ ! لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ اللَّهِ مُحِقّاً ؛ فَإِنّي لا أرى‏ المَوتَ إلّا شَهادَةً ، ولا الحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَماً .۶
قالَ : فَقامَ زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ فَقالَ لِأَصحابِهِ : تَكَلَّمونَ أم أتَكَلَّمُ ؟ قالوا : لا ، بل تَكَلَّم ، فَحَمِدَ اللَّهَ فَأَثنى‏ عَلَيهِ ثُمَّ قالَ : قَد سَمِعنا - هَداكَ اللَّهُ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ - مَقالَتَكَ ، وَاللَّهِ لَو كانَتِ الدُّنيا لَنا باقِيَةً وكُنّا فيها مُخَلَّدينَ ، إلّا أنَّ فِراقَها في نَصرِكَ ومُواساتِكَ ، لَآثَرنَا الخُروجَ مَعَكَ عَلَى الإِقامَةِ فيها . قالَ : فَدَعا لَهُ الحُسَينُ عليه السلام ثُمَّ قالَ لَهُ خَيراً .۷

۷۱۴.الملهوف : فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام خَطيباً في أصحابِهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، وذَكَرَ جَدَّهُ فَصَلّى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ

1.الثُّبور : الهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۶ «ثبر») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ ح ۱ وراجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۳ .

3.هناك خلاف في تحديد مكان الخطبة، فقيل : ذي حسم (تاريخ الطبري) ، أو عذيب الهجانات (ظاهر الملهوف) ، أو في مسير كربلاء (تحف العقول) ، أو في كربلاء بعد ورود عمر بن سعد و اقتراب الحرب (المعجم الكبير) ، والمعتمد لدينا في عملنا هو تاريخ الطبري .

4.موضع بين شراف والبيضة (راجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب) .

5.الوَبيلُ من المرعى : الوَخيم (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۷۲۰ «وبل») .

6.بَرَماً : مصدر برِم به : سئمهُ وملّه (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۱ «برم») .

7.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۳ ؛ مثير الأحزان : ص ۴۴ عن عتبة بن أبي العبران وليس فيه ذيله من «قال : فقام زهير» .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970705
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به