57
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الفصل الثاني : أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السّلام‏۱

من المواضيع المهمّة في دراسة حادثة عاشوراء، معرفة أهداف الإمام الحسين عليه السلام في ثورته . وقد تعرّض علماء الشيعة إلى أهداف وقعة عاشوراء وتحليلها منذ القرن الخامس فصاعداً وبشكلٍ ضمنيّ . ولكنّنا نشهد شكلها الواسع في العصر الحديث ، وتزامناً مع الحركات الاجتماعيّة والدينيّة ، وقد قُدّمت آراء مختلفة خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة.
ويبدو أنّ من اللّازم أوّلاً قبل طرح وجهات النظر وتحليلها، تحديد الفرضيّات ومنهج البحث ، وعلى أساس ذلك يمكن الجمع بين الكثير من الأقوال ووجهات النظر المقدّمة على ما نظنّ ، فإنّ سبب الاختلاف بينها هو عدم وضوح الفرضيّات ومنهج البحث .
وعلى هذا الأساس، فسوف نقدّم مباحث هذا التحليل تحت العناوين الأربعة التالية:
أوّلاً : الفرضيّات في دراسة الأهداف واستخراجها .
ثانياً : منهج البحث في تحليل الأهداف واستخراجها .
ثالثاً : تقرير وجهات النظر حول الأهداف ونقدها .
رابعاً : الهدفيّة المتعدّدة الطبقات .

أوّلاً : الفرضيّات‏

لا شكّ في أنّنا لا نستطيع تحليل حادثة عاشوراء ونهضة الإمام الحسين عليه السلام خارج إطار العقائد الشيعيّة المسلّم بها والمستوحاة من القرآن والسنّة والتاريخ، وكذلك المسلّمات العقلية والعقلائية، وتتقوّم هذه الفرضيّات بالمعتقدات الدينيّة والمسلّمات العقليّة والعقلائية، وسنذكر أهمّها بشكل مقتضب :

1.اُعدّت هذه الدراسة من قبل سماحة الشيخ مهدي المهريزي .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
56

الشمس، فأظلّها الحسين عليه السلام عندما رآها على هذه الحالة... حتّى وقعت حادثة كربلاء وبقي جسم الإمام عليه السلام تحت الشمس... .۱
أو أنّ زينب اشترطت عند زواجها من عبد اللَّه بن جعفر، ألّا يمنعها من السفر مع الإمام الحسين عليه السلام ،۲ أو أنّ الإمام قال لها في الوداع الأخير: «لا تنسيني في نافلة الليل» ،۳ أو أنّ زينب أدّت صلاة الليل جالسة في الليلة الحادية عشرة أو في بعض المنازل‏۴ في طريق الشام ، أو أنّ عبد اللَّه بن جعفر لم يعرفها بعد عودتها إلى المدينة .۵ومئات الروايات الاُخرى من هذا القبيل.
وباختصار، فإنّ سبب عدم ذكر متفرّدات المصادر المتأخّرة في رواية واقعة عاشوراء وتاريخ حياة الإمام الحسين عليه السلام في تلك الموسوعة ، هو أنّها غير معتبرة وغير قابلة للاعتماد ، رغم أنّ البعض منها قد يكون صحيحاً في الواقع ، ولكن لا يوجد دليل أو على الأقلّ قرينة على صحّتها.
بناءً على ذلك ، يمكن نقل الروايات التي لا إشكال فيها عقلاً ونقلاً وذلك بإسنادها إلى مصادرها ، إلّا أنّه من الضروري الإشارة إلى ضعف المصدر كي لا يأخذها السامع أخذ المسلّمات . وبما أنّه لا يتيسّر للجميع مراعاة هذه الملاحظات من الناحية العمليّة، لذلك فنحن نؤكّد توصيتنا بالامتناع التامّ عن نقل الروايات المسندة إلى المصادر الضعيفة .

1.أنوار المجالس: ص ۴۰.

2.وفيات الأئمة: ص ۴۳۳ .

3.وفيات الأئمة ص ۴۴۱.

4.معالي السبطين : ج ۲ ص ۱۳۳، وفيات الأئمّة، ص ۴۴۱، شجرة طوبى: ج ۲ ص ۱۵۳.

5.لم نعثر في هذا المجال حتّى على مصدرٍ ضعيف لحدّ الآن .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970176
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به