الفصل الثاني : أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السّلام۱
من المواضيع المهمّة في دراسة حادثة عاشوراء، معرفة أهداف الإمام الحسين عليه السلام في ثورته . وقد تعرّض علماء الشيعة إلى أهداف وقعة عاشوراء وتحليلها منذ القرن الخامس فصاعداً وبشكلٍ ضمنيّ . ولكنّنا نشهد شكلها الواسع في العصر الحديث ، وتزامناً مع الحركات الاجتماعيّة والدينيّة ، وقد قُدّمت آراء مختلفة خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة.
ويبدو أنّ من اللّازم أوّلاً قبل طرح وجهات النظر وتحليلها، تحديد الفرضيّات ومنهج البحث ، وعلى أساس ذلك يمكن الجمع بين الكثير من الأقوال ووجهات النظر المقدّمة على ما نظنّ ، فإنّ سبب الاختلاف بينها هو عدم وضوح الفرضيّات ومنهج البحث .
وعلى هذا الأساس، فسوف نقدّم مباحث هذا التحليل تحت العناوين الأربعة التالية:
أوّلاً : الفرضيّات في دراسة الأهداف واستخراجها .
ثانياً : منهج البحث في تحليل الأهداف واستخراجها .
ثالثاً : تقرير وجهات النظر حول الأهداف ونقدها .
رابعاً : الهدفيّة المتعدّدة الطبقات .
أوّلاً : الفرضيّات
لا شكّ في أنّنا لا نستطيع تحليل حادثة عاشوراء ونهضة الإمام الحسين عليه السلام خارج إطار العقائد الشيعيّة المسلّم بها والمستوحاة من القرآن والسنّة والتاريخ، وكذلك المسلّمات العقلية والعقلائية، وتتقوّم هذه الفرضيّات بالمعتقدات الدينيّة والمسلّمات العقليّة والعقلائية، وسنذكر أهمّها بشكل مقتضب :