يا ناقَتي لا تَذعَري مِن زَجريوشَمِّري قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ
بِخَيرِ رُكبانٍ وخَيرِ سَفرِحَتّى تَحُلّي بِكَريمِ النَجرِ
أتى بِهِ اللَّهُ بِخَيرِ أمرِثَمَّتَ أبقاهُ بَقاءَ الدَّهرِ
فَدَنا الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : وَاللَّهِ إنّي لَأَنظُرُ فَما أرى مَعَكَ كَبيرَ أحَدٍ ، ولَو لَم يُقاتِلكَ غَيرُ هؤُلاءِ الَّذينَ أراهُم مُلازِمينَ لَكَ مَعَ الحُرِّ لَكانَ ذلِكَ بَلاءً ، فَكَيفَ وقَد رَأَيتُ - قَبلَ خُروجي مِنَ الكوفَةِ بِيَومٍ - ظَهرَ الكوفَةِ مَملوءاً رِجالاً ، فَسَأَلتُ عَنهُم فَقيلَ : عُرِضوا لِيُوَجَّهوا إلَى الحُسَينِ - أو قالَ : لِيُسَرَّحوا - فَنَشَدتُكَ اللَّهَ إن قَدَرتَ ألّا تَتَقَدَّمَ إلَيهِم شِبراً إلّا فَعَلتَ . وعَرَضَ عَلَيهِ أن يُنزِلَهُ أجَأً أو سَلمى۱أحَدَ جَبَلَي طَيِءٍ ، فَجَزّاهُ خَيراً ، ثُمَّ وَدَّعَهُ ومَضى إلى أهلِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ يُريدُهُ فَبَلَغَهُ مَقتَلُهُ ، فَانصَرَفَ .۲
۷۲۳.الفتوح : أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلى أصحابِهِ وقالَ : هَل فيكُم أحَدٌ يَخبُرُ۳الطَّريقَ عَلى غَيرِ الجادَّةِ ؟ فَقالَ الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ الطائِيُّ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ! أنَا أخبُرُ الطَّريقَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إذاً سِر بَينَ أيدينا ! قالَ : فَسارَ الطِّرِمّاحُ وَاتَّبَعَهُ الحُسَينُ عليه السلام هُوَ وأصحابُهُ ، وجَعَلَ الطِّرِمّاحُ يَقولُ :
يا ناقَتي لا تَجزَعي مِن زَجريوَامضي بِنا قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ
بِخَيرِ فِتيانٍ وخَيرِ سَفرِإلى رَسولِ اللَّهِ أهلِ الفَخرِ
اَلسّادةِ البيضِ الوُجوهِ الزُّهرِاَلطّاعنينَ بِالرِّماحِ السُّمرِ
اَلضّارِبينَ بِالسُّيوفِ البُترِحَتى تَحُلّي بِكَريمِ النَّجرِ
بِماجِدِ الجَدِّ رَحيبِ الصَّدرِأتى بِهِ اللَّهُ لِخَيرِ أمرِ
عَمَّرَهُ اللَّهُ بَقاءَ الدَّهرِيا مالِكَ النَّفعِ مَعاً وَالضُّرِّ
اُمدُد حُسَيناً سَيِّدي بِالنَّصرِعَلَى الطُّغاةِ مِن بَقايَا الكُفرِ