573
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عَلَيها - أحَدٌ قَطُّ إلّا سَبَقتُهُ ، فَخُذها فَهِيَ لَكَ .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : أمّا إذا رَغِبتَ بِنَفسِكَ عَنّا ، فَلا حاجَةَ لَنا إلى‏ فَرَسِكَ .۱

۷۲۶.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين ]عليهم السلام :سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ نَزَلَ القُطقُطانَةَ۲ ، فَنَظَرَ إلى‏ فُسطاطٍ مَضروبٍ ، فَقالَ : لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ : لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ : أيُّهَا الرَّجُلُ ، إنَّكَ مُذنِبٌ خاطِئٌ ، وإنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ آخِذُكَ بِما أنتَ صانِعٌ إن لَم تَتُب إلَى اللَّهِ تَبارَكَ وتَعالى‏ في ساعَتِكَ هذِهِ فَتَنصُرُني ، ويَكونُ جَدّي شَفيعَكَ بَينَ يَدَيِ اللَّهِ تَبارَكَ وتَعالى‏ .
فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَو نَصَرتُكَ لَكُنتُ أوَّلَ مَقتولٍ بَينَ يَدَيكَ ، ولكِن هذا فَرَسي خُذهُ إلَيكَ ، فَوَاللَّهِ ما رَكِبتُهُ قَطُّ وأنا أرومُ‏۳شَيئاً إلّا بَلَغتُهُ ، ولا أرادَني أحَدٌ إلّا نَجَوتُ عَلَيهِ ، فَدونَكَ فَخُذهُ .
فَأَعرَضَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام بِوَجهِهِ ، ثُمَّ قالَ : لا حاجَةَ لَنا فيكَ ولا في فَرَسِكَ ، «وَ مَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا »۴ ، ولكِن فِرَّ ، فَلا لَنا ولا عَلَينا ؛ فَإِنَّهُ مَن سَمِعَ واعِيَتَنا أهلَ البَيتِ ثُمَّ لَم يُجِبنا ، كَبَّهُ اللَّهُ عَلى‏ وَجهِهِ في نارِ جَهَنَّمَ .۵

۷۲۷.الفتوح : سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ نَزَلَ في قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، فَإِذا هُوَ بِفُسطاطٍ مَضروبٍ ، ورُمحٍ مَنصوبٍ ، وسَيفٍ مُعَلَّقٍ ، وفَرَسٍ واقِفٍ عَلى‏ مِذوَدِهِ .۶
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ : لِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ الحُرِّ الجُعفِيُّ ، قالَ : فَأَرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام بِرَجُلٍ مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ الحَجّاجُ بنُ مَسروقٍ الجُعفِيُّ .
فَأَقبَلَ حَتّى‏ دَخَلَ عَلَيهِ في فُسطاطِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ فَرَدَّ عَلَيهِ السَّلامَ ، ثُمَّ قالَ : ما وَراءَكَ ؟

1.الأخبار الطوال : ص ۲۵۰ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۴ وراجع : الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۱ .

2.إنّ محلّ لقاء الإمام الحسين عليه السلام مع عبيداللَّه بن الحرّ الجعفي هو قصر بني مقاتل على المشهور .

3.الرَّوم : الطلب (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۲۳ «روم») .

4.الكهف : ۵۱ .

5.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۹ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۵ ح ۱ .

6.المِذوَد - كَمِنبَر - : مُعتَلَف الدابّة (القاموس المحيط : ج‏۱ ص‏۲۹۳ «ذود») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
572

قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ ، عَن عامِرٍ الشَّعبِيِّ ، أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قالَ : لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ : لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ ، قالَ : اُدعوهُ لي ، وبَعَثَ إلَيهِ ، فَلَمّا أتاهُ الرَّسولُ ، قالَ : هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَدعوكَ .
فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ الحُرِّ : إنّا للَّهِ‏ِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ! وَاللَّهِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلّا كَراهَةَ أن يَدخُلَهَا الحُسَينُ عليه السلام وأنا بِها ، وَاللَّهِ ما اُريدُ أن أراهُ ولا يَراني ، فَأَتاهُ الرَّسولُ فَأَخبَرَهُ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام نَعلَيهِ فَانتَعَلَ ، ثُمَّ قامَ فَجاءَهُ حَتّى‏ دَخَلَ عَلَيهِ ، فَسَلَّمَ وجَلَسَ ، ثُمَّ دَعاهُ إلَى الخُروجِ مَعَهُ ، فَأَعاد إلَيهِ ابنُ الحُرِّ تِلكَ المَقالَةَ .
فَقالَ : فَإِن لا تَنصُرنا فَاتَّقِ اللَّهَ أن تَكونَ مِمَّن يُقاتِلُنا ، فَوَاللَّهِ لا يَسمَعُ وَاعِيَتَنا أحَدٌ ثُمَّ لا يَنصُرُنا إلّا هَلَكَ . قالَ : أمّا هذا فَلا يَكونُ أبَداً إن شاءَ اللَّهُ .
ثُمَّ قامَ الحُسَينُ عليه السلام مِن عِندِهِ حَتّى‏ دَخَلَ رَحلَهُ .۱

۷۲۵.الأخبار الطوال : ارتَحَلَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَوضِعِهِ ذلِكَ مُتَيامِناً۲عَن طَريقِ الكوفَةِ ، حَتّى‏ انتَهى‏ إلى‏ قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، فَنَزَلوا جَميعاً هُناكَ ، فَنَظَرَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ فُسطاطٍ مَضروبٍ ، فَسَأَلَ عَنهُ ، فَاُخبِرَ أنَّهُ لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ ، وكانَ مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، وفُرسانِهِم .
فَأَرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلَيهِ بَعضَ مَواليهِ يَأمُرُهُ بِالمَصيرِ إلَيهِ ، فَأَتاهُ الرَّسولُ ، فَقالَ : هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَسأَلُكَ أن تَصيرَ إلَيهِ .
فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : وَاللَّهِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلّا لِكَثرَةِ مَن رَأَيتُهُ خَرَجَ لِمُحارَبَتِهِ ، وخِذلانِ شيعَتِهِ ، فَعَلِمتُ أنَّهُ مَقتولٌ ولا أقدِرُ عَلى‏ نَصرِهِ ، فَلَستُ اُحِبُّ أن يَراني ولا أراهُ .
فَانتَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ مَشى‏ ودَخَلَ عَلَيهِ قُبَّتَهُ ، ودَعاهُ إلى‏ نُصرَتِهِ ، فَقالَ عُبَيدُ اللَّهِ : وَاللَّهِ إنّي لَأَعلَمُ أنَّ مَن شايَعَكَ كانَ السَّعيدَ فِي الآخِرَةِ ، ولكِن ما عَسى‏ أن اُغنِيَ عَنكَ ، ولَم اُخُلِّف لَكَ بِالكوفَةِ ناصِراً ؟! فَأنشُدُكَ اللَّهَ أن تَحمِلَني عَلى‏ هذِهِ الخُطَّةِ ؛ فَإِنَّ نَفسي لَم تَسمَع بَعدُ بِالمَوتِ ، ولكِن فَرَسي هذِهِ المُلحِقَةُ ، وَاللَّهِ ما طَلَبتُ عَلَيها شَيئاً قَطُّ إلّا لَحِقتُهُ ، ولا طَلَبَني - وأنَا

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ ، مثير الأحزان : ص ۴۸ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۹ .

2.الظاهر أنّ الصحيح «متياسراً» (راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2002320
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به