577
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

7 / 32

رُؤيَا الاِستِشهادِ

۷۳۰.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : لَمّا كانَ في آخِرِ اللَّيلِ ، أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِالاِستِقاءِ مِنَ الماءِ ، ثُمَّ أمَرَنا بِالرَّحيلِ ، فَفَعَلنا .
قالَ : فَلَمَّا ارتَحَلنا مِن قَصرِ بَني مُقاتِلٍ وسِرنا ساعَةً ، خَفَقَ الحُسَينُ عليه السلام بِرَأسِهِ خَفقَةً ، ثُمَّ انتَبَهَ وهُوَ يَقولُ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۱ وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ . قالَ : فَفَعَلَ ذلِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثاً .
قالَ : فَأَقبَلَ إلَيهِ ابنُهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ فَقالَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» وَالحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ ، يا أبَتِ ، جُعِلتُ فِداكَ ! مِمَّ حَمِدتَ اللَّهَ وَاستَرجَعتَ ؟
قالَ : يا بُنَيَّ ! إنّي خَفَقتُ بِرَأسي خَفقَةً۲ ، فَعَنَ‏۳ لي فارِسٌ عَلى‏ فَرَسٍ ، فَقالَ : القَومُ يَسيرونُ وَالمَنايا تَسري إلَيهِم ، فَعَلِمتُ أنَّها أنفُسُنا نُعِيَت إلَينا .
قالَ لَهُ : يا أبَتِ ، لا أراكَ اللَّهُ سوءاً ، ألَسنا عَلَى الحَقِّ ؟ قالَ : بَلى‏ وَالَّذي إلَيهِ مَرجِعُ العِبادِ ؛ قالَ : يا أبَتِ ، إذَن لا نُبالي ؛ نَموتُ مُحِقّينَ .
فَقالَ لَهُ : جَزاكَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ خَيرَ ما جَزى‏ وَلَداً عَن والِدِهِ .۴

۷۳۱.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين ]عليهم السلام :سارَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] حَتّى‏ نَزَلَ العُذَيبَ ، فَقالَ فيها قائِلَةَ۵ الظَّهيرَةِ ، ثُمَّ انتَبَهَ مِن نَومِهِ

1.البقرة : ۱۵۶ .

2.خَفَقَ برأسهِ خَفقَةً : إذا أخذَتهُ سِنَةٌ من النعاس فمال برأسه دون سائر جسده (المصباح المنير : ص ۱۷۶ «خفق») .

3.عنَّ الشي‏ءُ يعِنُّ : إذا ظهر أمامك واعترض (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۴۹ «عنّ») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۵ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۲ عن عتبة بن سمعان ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۲ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۸ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۰ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۹ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۴ والطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۴ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۸ ومثير الأحزان : ص ۴۷ .

5.القائلة : نصف النهار . قالَ قَيلاً وقائلةً وقَيلولةً : نامَ فيه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۴۲ «قيل») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
576

قالَ عُبَيدُ اللَّهِ : فَوَاللَّهِ لَهِبتُ كَلِمَتَهُ تِلكَ ، فَخَرَجتُ هارِباً مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، مَخافَةَ أن يُوَجِّهَني إلَيهِ ، فَلَم أزَل فِي الخَوفِ حَتَّى انقَضَى الأَمرُ .
فَنَدِمَ عُبَيدُ اللَّهِ عَلى‏ تَركِهِ نُصرَةَ حُسَينٍ عليه السلام ، فَقالَ :


يَقولُ أميرٌ غادِرٌ حَقَّ غادِرِألا كُنتَ قاتَلتَ الشَّهيدَ ابنَ فاطِمَه‏
ونَفسي عَلى‏ خِذلانِهِ وَاعتِزالِهِ‏وبَيعَةِ هذَا النّاكِثِ العَهدِ لائِمَه‏
فَيا نَدَماً ألّا أكونَ نَصَرتُهُ‏ألا كُلُّ نَفسٍ لا تُسَدَّدُ نادِمَه .
۱

7 / 31 - 2

اِستِنصارُهُ بعَمرِو بنِ قَيسٍ المَشرِقِيِ‏۲

۷۲۹.ثواب الأعمال عن عمرو بن قيس المشرقيّ : دَخَلتُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام أنا وابنُ عَمٍّ لي - وهُوَ في قَصرِ بَني مُقاتِلٍ - فَسَلَّمنا عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عَمّي : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، هذَا الَّذي أرى‏ خِضابٌ أو شَعرُكَ ؟ فَقالَ : خِضابٌ ، وَالشَّيبُ إلَينا بَني هاشِمٍ يَعجَلُ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلَينا فَقالَ : جِئتُما لِنُصرَتي ؟ فَقُلتُ : إنّي رَجُلٌ كَبيرُ السِّنِّ كَثيرُ الدَّينِ كَثيرُ العِيالِ ، وفي يَدي بَضائِعُ لِلنّاسِ ولا أدري ما يَكونُ ، وأكرَهُ أن اُضَيِّعَ أمانَتي ، وقالَ لَهُ ابنُ عَمّي مِثلَ ذلِكَ .
قالَ لَنا : فَانطَلِقا فَلا تَسمَعا لي واعِيَةً ، ولا تَرَيا لي سَواداً ، فَإِنَّهُ مَن سَمِعَ واعِيَتَنا أو رَأى‏ سَوادَنا فَلَم يُجِبنا ولَم يُغثِنا ، كانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ عزّ وجلّ أن يَكُبَّهُ عَلى‏ مَنخِرَيهِ فِي النّارِ .۳

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۵۱۳ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۷۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۱۰ كلاهما نحوه .

2.عمرو بن قيس المشرقي ، لم نعثر على معلومات كافية عنه ، ذكره البرقي والطوسي في أصحاب الحسن والحسين‏عليهما السلام . دعاه الحسين عليه السلام لنصرته فاعتذر إليه ببضائع كانت معه يريد إيصالها . اكتفى‏ العلّامة وابن داوود الحلّيان بذمّه وذكراه في القسم الثاني من كتابيهما، وذكرا كلاماً جرى‏ بينهما يشتمل على ما في المتن (راجع : ثواب الأعمال: ص ۳۰۹ ورجال الطوسي : ص ۹۵ و ص‏۱۰۲ ورجال البرقي: ص ۸ والتحرير الطاووسي : ص ۱۹۰ وخلاصة الأقوال: ص ۳۷۷) .

3.ثواب الأعمال : ص ۳۰۹ ح ۱ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۳۰ ح ۱۸۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۴ ح ۱۲ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970042
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به