باكِياً ، فَقالَ لَهُ ابنُهُ : ما يُبكيكَ يا أبَه ؟
فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنَّها ساعَةٌ لا تَكذِبُ الرُّؤيا فيها ، وإنَّهُ عَرَضَ لي في مَنامي عارِضٌ فَقالَ : تُسرِعونَ السَّيرَ ، وَالمَنايا تَسيرُ بِكُم إلَى الجَنَّةِ .۱
۷۳۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى نَزَلَ الثَّعلَبِيَّةَ ، وذلِكَ في وَقتِ الظَّهيرَةِ ، ونَزَلَ أصحابُهُ فَوَضَعَ رَأسَهُ فَأغفى ، ثُمَّ انتَبَهَ باكِياً مِن نَومِهِ .
فَقالَ لَهُ ابنُهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ : ما يُبكيكَ يا أبَه ؟ لا أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ !
فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ، هذِهِ ساعَةٌ لا تَكذِبُ فيهِ الرُّؤيا ، فَاُعلِمُكَ أنّي خَفَقتُ بِرَأسي خَفقَةً ، فَرَأَيتُ فارِساً عَلى فَرَسٍ وَقَفَ عَلَيَّ ، وقالَ : يا حُسَينُ ، إنَّكُم تُسرِعونَ وَالمَنايا تُسرِعُ بِكُم إلَى الجَنَّةِ . فَعَلِمتُ أنَّ أنفُسَنا نُعِيَت إلَينا .
فَقالَ لَهُ ابنُهُ عَلِيٌّ : يا أبَه ، أفَلَسنا عَلَى الحَقِّ ؟ قالَ : بَلى يا بُنَيَّ ، وَالَّذي إلَيهِ مَرجِعُ العِبادِ ، فَقالَ ابنُهُ عَلِيٌّ : إذَن لا نُبالي بِالمَوتِ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللَّهُ يا بُنَيَّ خَيرَ ماجَزى بِهِ وَلَداً عَن والِدِهِ .۲
7 / 33
كِتابُ ابنِ زِيادٍ إلَى الحُرِّ يَأمُرُهُ بِتَضييقِ الأَمرِ عَلَى الإِمامِ عليه السلام
۷۳۳.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : فَلَمّا أصبَحَ [الحُسَينُ عليه السلام ]نَزَلَ فَصَلَّى الغَداةَ ، ثُمَّ عَجَّلَ الرُّكوبَ ، فَأَخَذَ يَتَياسَرُ بِأَصحابِهِ يُريدُ أن يُفَرِّقَهُم ، فَيَأتيهِ الحُرُّ بنُ يَزيدَ فَيَرُدُّهُم فَيَرُدُّهُ ، فَجَعَلَ إذا رَدَّهُم إلَى الكوفَةِ رَدّاً شَديداً امتَنَعوا عَلَيهِ فَارتَفَعوا ، فَلَم يَزالوا يَتَسايَرونَ [الحُسَينُ عليه السلام وَالحُرُّ ]حَتَّى انتَهَوا إلى نينَوى ؛ المَكانِ الَّذي نَزَلَ بِهِ الحُسَينُ عليه السلام .
قالَ : فَإِذا راكِبٌ عَلى نَجيبٍ لَهُ ، وعَلَيهِ السِّلاحُ ، مُتَنَكِّبٌ قَوساً ، مُقبِلٌ مِنَ الكوفَةِ ، فَوَقَفوا جَميعاً يَنتَظِرونَهُ .