59
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ولو لم يكن الأمر كذلك فسوف يكون من الصعب تبرير ذهابه إلى مكّة وإحرامه ، وانتهاء ذلك إلى صلح الحديبيّة ، وكذا معركة اُحد ، والكثير من الأحداث الاُخرى .

4 . علم الإمام الحسين عليه السلام بشهادته‏

استناداً إلى الأحاديث الكثيرة التي وصلتنا بشكل متواتر في كتب التاريخ والحديث ، فقد كان الإمام الحسين عليه السلام على علم بشهادته قبل انطلاقه نحو مكّة وكربلاء۱ .

ثانياً : منهج البحث في تحليل الأهداف واستخراجها

من أجل دراسة وجهات النظر والوصول إلى الرأي المختار ، علينا أن نتناول أيضاً قواعد واُسلوب استخراج الأهداف في الظواهر الاجتماعيّة ، خاصّة عندما تكتسب الطابع التاريخيّ وتنضوي في الدائرة السلوكيّة للرجال العظام والمقدّسين ، بالإضافة إلى الفرضيّات التي تمثّل الاُصول الموضوعة والمسلّم بها لهذا البحث. وهذه الاُصول والقواعد تقودنا إلى أن نأخذ بنظر الاعتبار في البحث جميع الأبعاد والزوايا ، وأن نخرج من النظرة الاُحاديّة البعد . ونشير الآن إلى بعض المواضع من هذه الاُصول والقواعد:
1 . يمكن استخراج أهداف حركة الإمام الحسين عليه السلام عبر طريقين : أحدهما الاُسلوب الكلامي وتوظيف الأهداف العامّة للإمامة، والآخر الرجوع إلى أقوال الإمام الحسين عليه السلام وكتبه. والصحيح أن نستند إلى كلا المصدرين معاً ؛ لأنّ الاهتمام بأحد هذين المصدرين يؤدّي إلى الانزلاق والانحراف في التحليل.
2 . من الاُمور التي أدّت إلى الاختلاف في الرأي بشأن قضيّة الأهداف ، هو عدم الالتفات إلى الاختلاف بين المقصد والمقصود. فالذي يسافر إلى مدينة أو يزاول تجارة أو يزور مكاناً مقدّساً، فإنّ تلك المدينة هي مقصده ، ولكنّ قصده وهدفه هو التجارة أو الزيارة. ورغم أنّ حادثة عاشوراء انتهت بالشهادة ، إلّا أنّ الشهادة مقصد وليست مقصوداً وهدفاً.
وبناءً على ذلك، فإذا قيل : إنّ الإمام الحسين عليه السلام ما ثار للشهادة، بل ثار من أجل إقامة الحكم وإحياء سنّة النبيّ وإصلاح الاُمور، فإنّ هذا الكلام ليس فاقداً للأساس ؛ لأنّ الشهادة

1.راجع : ص ۱۸۵ (القسم الثالث : الإنباء بشهادة الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
58

1 . الأهداف العامّة للإمامة والخلافة الإلهيّة

يستند الشيعة في بحث إثبات الإمامة إلى النصوص المؤكّدة الواردة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بشأن ضرورة الإمامة ، مضافاً إلى اُمور يرونها من شؤون الإمامة ، ومنها :
أ - بيان معاني القرآن وسنّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله .
ب - السعي من أجل حفظ الدين وصيانته من الاضمحلال والانحراف .
ج - السعي من أجل تطبيق الدين وتحقّقه .
د - الاقتداء.
وقد وظّف الأئمّة عليهم السلام أقوالهم وأفعالهم وحياتهم ومماتهم وكرّسوها في طريق تحقيق هذه الأهداف .

2 . علم الأئمّة عليهم السلام بالغيب‏

من العقائد المؤكّدة والضروريّة لدى الشيعة هي علم الأئمّة بالغيب . نعم، هناك اختلافات طفيفة في وجهات النظر في مقدار ذلك العلم ومداه ، ولكنّ الشكوك لا تعتري أصله بأيّ شكل من الأشكال . وبالطبع فإنّ الشيعة يعتبرون هذا العلم بالغيب من باب إذن اللَّه ، وفي طول علمه سبحانه لكن في الرتبة الإنسانيّة . وتستند هذه العقيدة إلى الروايات الكثيرة التي نقلت في مصادر الحديث.

3. عدم حيلولة علم الغيب دون أداء الواجبات الظاهريّة

من القضايا التي أدّت إلى الانزلاق والمغالطة في هذا البحث ، هي عدم الالتفات إلى أنّ علم الغيب لا يحول دون أداء الواجبات الظاهريّة . وبعبارة اُخرى: أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله والأئمّة عليهم السلام كانوا يتمتّعون بعلم الغيب ، إلّا أنّهم لم يتّخذوه أساساً لأداء الواجبات ، فرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لم يفعل ذلك في قضاياه وأحكامه ، بل وحتّى عند توجّهه إلى ساحة الحرب والقتال، بل كان يقول :
إنَّما أقضي بَينَكُم بِالبَيِّناتِ وَالأَيمانِ ، وبَعضُكُم ألحَنُ بِحُجَّتِهِ مِن بَعضٍ ، فَأَيُّما رَجُلٍ قَطَعتُ لَهُ مِن مالِ أخيهِ شَيئاً فَإِنَّما قَطَعتُ لَهُ بِهِ قِطعَةً مِنَ النّارِ .۱

1.الكافي : ج ۷ ص ۴۱۴ ح ۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926956
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به