1 . الأهداف العامّة للإمامة والخلافة الإلهيّة
يستند الشيعة في بحث إثبات الإمامة إلى النصوص المؤكّدة الواردة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بشأن ضرورة الإمامة ، مضافاً إلى اُمور يرونها من شؤون الإمامة ، ومنها :
أ - بيان معاني القرآن وسنّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله .
ب - السعي من أجل حفظ الدين وصيانته من الاضمحلال والانحراف .
ج - السعي من أجل تطبيق الدين وتحقّقه .
د - الاقتداء.
وقد وظّف الأئمّة عليهم السلام أقوالهم وأفعالهم وحياتهم ومماتهم وكرّسوها في طريق تحقيق هذه الأهداف .
2 . علم الأئمّة عليهم السلام بالغيب
من العقائد المؤكّدة والضروريّة لدى الشيعة هي علم الأئمّة بالغيب . نعم، هناك اختلافات طفيفة في وجهات النظر في مقدار ذلك العلم ومداه ، ولكنّ الشكوك لا تعتري أصله بأيّ شكل من الأشكال . وبالطبع فإنّ الشيعة يعتبرون هذا العلم بالغيب من باب إذن اللَّه ، وفي طول علمه سبحانه لكن في الرتبة الإنسانيّة . وتستند هذه العقيدة إلى الروايات الكثيرة التي نقلت في مصادر الحديث.
3. عدم حيلولة علم الغيب دون أداء الواجبات الظاهريّة
من القضايا التي أدّت إلى الانزلاق والمغالطة في هذا البحث ، هي عدم الالتفات إلى أنّ علم الغيب لا يحول دون أداء الواجبات الظاهريّة . وبعبارة اُخرى: أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله والأئمّة عليهم السلام كانوا يتمتّعون بعلم الغيب ، إلّا أنّهم لم يتّخذوه أساساً لأداء الواجبات ، فرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لم يفعل ذلك في قضاياه وأحكامه ، بل وحتّى عند توجّهه إلى ساحة الحرب والقتال، بل كان يقول :
إنَّما أقضي بَينَكُم بِالبَيِّناتِ وَالأَيمانِ ، وبَعضُكُم ألحَنُ بِحُجَّتِهِ مِن بَعضٍ ، فَأَيُّما رَجُلٍ قَطَعتُ لَهُ مِن مالِ أخيهِ شَيئاً فَإِنَّما قَطَعتُ لَهُ بِهِ قِطعَةً مِنَ النّارِ .۱