591
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ووُلدُهُ وإخوَتُهُ وأهلُ بَيتِهِ - رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِم - بَينَ يَدَيهِ ، فَنَظَرَ إلَيهِم ساعَةً وبَكى‏ ، وقالَ : اللَّهُمَّ إنّا عِترَةُ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وقَد اُخرِجنا وطُرِدنا عَن حَرَمِ جَدِّنا ، وتَعَدَّت بَنو اُمَيَّةَ عَلَينا ، فَخُذ بِحَقِّنا ، وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ .
قالَ : ثُمَّ صاحَ الحُسَينُ عليه السلام في عَشيرَتِهِ ، ورَحَلَ مِن مَوضِعِهِ ذلِكَ ، حَتّى‏ نَزَلَ كَربَلاءَ في يَومِ الأَربِعاءِ ، أو يَومِ الخَميسِ ، وذلِكَ فِي الثّاني مِنَ المُحَرَّمِ ، سَنَةَ إحدى‏ وسِتّينَ ، ثُمَّ أقبَلَ إلى‏ أصحابِهِ ، فَقالَ لَهُم : أهذِهِ كَربَلاءُ ؟ فَقالوا : نَعَم .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِأَصحابِهِ : اِنزِلوا ، هذا مَوضِعُ كَربٍ وبَلاءٍ ، هاهُنا مُناخُ رِكابِنا ، ومَحَطُّ رِحالِنا ، وسَفكُ دِمائِنا .
قالَ : فَنَزَلَ القَومُ ، وحَطُّوا الأَثقالَ ناحِيَةً مِنَ الفُراتِ ، وضُرِبَت خَيمَةُ الحُسَينِ عليه السلام لِأَهلِهِ وبَنيهِ ، وضَرَبَ عَشيرَتُهُ خِيامَهُم مِن حَولِ خَيمَتِهِ .۱

۷۴۸.الأخبار الطوال : وسارَ الحُسَينُ عليه السلام مِن قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، ومَعَهُ الحُرُّ بنُ يَزيدَ ، كُلَّما أرادَ أن يَميلَ نَحوَ البادِيَةِ مَنَعَهُ ، حَتَّى انتَهى‏ إلَى المَكانِ الَّذي يُسَمّى‏ «كَربَلاءَ» ، فَمالَ قَليلاً مُتَيامِناً ، حَتَّى انتَهى‏ إلى‏ نِينَوى‏ ، فَإِذا هُوَ بِراكِبٍ عَلى‏ نَجيبٍ ، مُقبِلٍ مِنَ القَومِ ، فَوَقَفوا جَميعاً يَنتَظِرونَهُ ، فَلَمَّا انتَهى‏ إلَيهِم سَلَّمَ عَلَى الحُرِّ ، ولَم يُسَلِّم عَلَى الحُسَينِ عليه السلام .
ثُمَّ ناوَلَ الحُرَّ كِتاباً مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقَرَأَهُ ، فَإِذا فيهِ : أمّا بَعدُ ، فَجَعجِع بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ وأصحابِهِ بِالمَكانِ الَّذي يُوافيكَ كِتابي ، ولا تُحِلَّهُ إلّا بِالعَراءِ عَلى‏ غَيرِ خَمَرٍ۲ ولا ماءٍ ، وقَد أمَرتُ حامِلَ كِتابي هذا أن يُخبِرَني بِما كانَ مِنكَ في ذلِكَ ، وَالسَّلامُ .
فَقَرَأَ الحُرُّ الكِتابَ ، ثُمَّ ناوَلَهُ الحُسَينَ عليه السلام ، وقالَ : لا بُدَّ مِن إنفاذِ أمرِ الأَميرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَانزِل بِهذَا المَكانِ ، ولا تَجعَل لِلأَميرِ عَلَيَّ عِلَّةً .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : تَقَدَّم بِنا قَليلاً إلى‏ هذِهِ القَريَةِ الَّتي هِيَ مِنّا عَلى‏ غَلوَةٍ۳ ، وهِيَ الغاضِرِيَّةُ ،

1.الفتوح : ج ۵ ص ۸۳ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۶ بزيادة «فقال : الناس عبيد الدنيا ، والدِّين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلَّ الديّانون» بعد «أصحابه» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۳ .

2.الخَمَر - بالتحريك - : كلّ ما سترك من شجر أو بناء أو غيره (النهاية : ج ۲ ص ۷۷ «خمر») .

3.الغَلْوَةُ : مقدار رمية (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۴۸ «غلا») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
590

قالَت : فَبَسَطَ جَبرَئيلُ عليه السلام جَناحَهُ عَلى‏ أرضِ كَربَلا ، فَأَراهُ إيّاها .
فَلَمّا قيلَ لِلحُسَينِ عليه السلام هذِهِ أرضُ كَربَلاءَ ، شَمَّها وقالَ : هذِهِ - وَاللَّهِ - هِيَ الأَرضُ الَّتي أخبَرَ بِها جَبرائيلُ عليه السلام رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وإنَّني اُقتَلُ فيها .
وفي رِوايَةٍ : قَبَضَ مِنها قَبضَةً ، فَشَمَّها .۱

۷۴۴.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام :سارَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] حَتّى‏ نَزَلَ كَربَلاءَ ، فَقالَ : أيُّ مَوضِعٍ هذا ؟ فَقيلَ : هذا كَربَلاءُ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ .
فَقالَ : هذا - وَاللَّهِ - يَومُ كَربٍ وبَلاءٍ ، وهذَا المَوضِعُ الَّذي يُهَراقُ فيهِ دِماؤُنا ، ويُباحُ فيهِ حَريمُنا .۲

۷۴۵.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : سارَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] حَتّى‏ نَزَلَ بِكَربَلاءَ ، فَاضطَرَبَ فيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّ مَنزِلٍ نَحنُ بِهِ ؟ قالوا : بِكَربَلاءَ . فَقالَ : يَومُ كَربٍ وبَلاءٍ .۳

۷۴۶.الملهوف : ... ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليه السلام قامَ ورَكِبَ ، وصارَ كُلَّما أرادَ المَسيَر يَمنَعونَهُ تارَةً ، ويُسايِرونَهُ اُخرى‏ ، حَتّى‏ بَلَغَ كَربَلاءَ ، وكانَ ذلِكَ فِي اليَومِ الثّاني مِنَ المُحَرَّمِ ، فَلَمّا وَصَلَها قالَ : مَا اسمُ هذِهِ الأَرضِ ؟ فَقيلَ : كَربَلاءُ .
فَقالَ : اِنزِلوا ، هاهُنا - وَاللَّهِ - مَحَطُّ رِكابِنا ، وسَفكُ دِمائِنا۴ ، هاهُنا - وَاللَّهِ - مَخَطُّ قُبورِنا ، وهاهُنا - وَاللَّهِ - سَبيُ حَريمِنا ، بِهذا حَدَّثَني جَدّي .۵

۷۴۷.الفتوح- بَعدَ ذِكرِ وُصولِ أمرِ عُبَيدِ اللَّهِ بِالتَّضييقِ في وَراءِ عُذَيبِ الهِجاناتِ‏۶-:خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام

1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۰ .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۹ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۵ ح ۱ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۳ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۶ وليس فيها «فاضطرب فيه» .

4.في بعض نسخ المصدر : «ومسفك دمائنا» .

5.الملهوف : ص ۱۳۹ ، مثير الأحزان : ص ۴۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۱ وفيه «الثامن» بدل «الثاني» وراجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۴ .

6.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970701
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به