وسِتّينَ .۱
۷۴۹.المطالب العالية عن أبي يحيى عن رجل من بني ضبّة : شَهِدتُ عَلِيّاً عليه السلام حينَ نَزَلَ كَربَلاءَ ، فَانطَلَقَ ، فَقامَ ناحِيَةً ، فَأَومَأَ بِيَدِهِ ، فَقالَ : مُناخُ رِكابِهِم أمامَهُ ، ومَوضِعُ رِحالِهِم عَن يَسارِهِ ، فَضَرَبَ بِيَدَيهِ الأَرضَ ، فَأَخَذَ مِنَ الأَرضِ قَبضَةً ، فَشَمَّها فَقالَ : واحَبَّذَا الدِّماءُ يُسفَكُ فيهِ .
ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ عليه السلام فَنَزَلَ كَربَلاءَ . قالَ الضَّبِّيُّ : فَكُنتُ فِي الخَيلِ الَّتي بَعَثَهَا ابنُ زِيادٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ؛ فَلَمّا قَدِمتُ فَكَأَنَّما نَظَرتُ إلى مَقامِ عَلِيٍّ عليه السلام وإشارَتِهِ بِيَدِهِ ، فَقَلَبتُ فَرَسي ، ثُمَّ انصَرَفتُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، وقُلتُ لَهُ : إنَّ أباكَ كانَ أعلَمَ النّاسِ ، وإنّي شَهِدتُهُ في زَمَنِ كَذا وكَذا قالَ : كَذا وكَذا ، وإنَّكَ - وَاللَّهِ - لَمَقتولٌ السّاعَةَ .
قالَ : فَما تُريدُ أن تَصنَعَ أنتَ ؟ أتَلحَقُ بِنا ، أم تَلحَقُ بِأَهلِكَ ؟
قُلتُ : وَاللَّهِ ، إنَّ عَلَيَّ لَدَيناً ، وإنَّ لي لَعِيالاً ، وما أظُنُّ إلّا سَأَلحَقُ بِأَهلي .
قالَ : أمّا لا ، فَخُذ مِن هذَا المالِ حاجَتَكَ - وإذا مالٌ مَوضوعٌ بَينَ يَدَيهِ - قَبلَ أن يَحرُمَ عَلَيكَ ، ثُمَّ النَّجاءَ ، فَوَاللَّهِ ، لا يَسمَعُ الدّاعِيَةَ أحَدٌ ولا يَرَى البارِقَةَ۲ أحَدٌ ولا يُعينُنا ، إلّا كانَ مَلعوناً عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
قالَ : قُلتُ : وَاللَّهِ ، لا أجمَعُ اليَومَ أمرَينِ : آخُذُ مالَكَ ، وأخذُلُكَ . فَانصَرَفَ وتَرَكَهُ۳ .
راجع : ص 191 (القسم السادس / الفصل الثالث : إنباء النبي صلى اللَّه عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام)
و ص 218 (الفصل الثالث : إنباء أمير المؤمنين عليه السلام بشهادة الحسين عليه السلام) .
1 / 3
كِتابُ الإِمامِ عليه السلام إلى بَني هاشِمٍ
۷۵۰.كامل الزيارات عن ميسر بن عبد العزيز عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام إلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ [أيِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ] مِن كَربَلاءَ :