593
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وسِتّينَ .۱

۷۴۹.المطالب العالية عن أبي يحيى عن رجل من بني ضبّة : شَهِدتُ عَلِيّاً عليه السلام حينَ نَزَلَ كَربَلاءَ ، فَانطَلَقَ ، فَقامَ ناحِيَةً ، فَأَومَأَ بِيَدِهِ ، فَقالَ : مُناخُ رِكابِهِم أمامَهُ ، ومَوضِعُ رِحالِهِم عَن يَسارِهِ ، فَضَرَبَ بِيَدَيهِ الأَرضَ ، فَأَخَذَ مِنَ الأَرضِ قَبضَةً ، فَشَمَّها فَقالَ : واحَبَّذَا الدِّماءُ يُسفَكُ فيهِ .
ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ عليه السلام فَنَزَلَ كَربَلاءَ . قالَ الضَّبِّيُّ : فَكُنتُ فِي الخَيلِ الَّتي بَعَثَهَا ابنُ زِيادٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ؛ فَلَمّا قَدِمتُ فَكَأَنَّما نَظَرتُ إلى‏ مَقامِ عَلِيٍّ عليه السلام وإشارَتِهِ بِيَدِهِ ، فَقَلَبتُ فَرَسي ، ثُمَّ انصَرَفتُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، وقُلتُ لَهُ : إنَّ أباكَ كانَ أعلَمَ النّاسِ ، وإنّي شَهِدتُهُ في زَمَنِ كَذا وكَذا قالَ : كَذا وكَذا ، وإنَّكَ - وَاللَّهِ - لَمَقتولٌ السّاعَةَ .
قالَ : فَما تُريدُ أن تَصنَعَ أنتَ ؟ أتَلحَقُ بِنا ، أم تَلحَقُ بِأَهلِكَ ؟
قُلتُ : وَاللَّهِ ، إنَّ عَلَيَّ لَدَيناً ، وإنَّ لي لَعِيالاً ، وما أظُنُّ إلّا سَأَلحَقُ بِأَهلي .
قالَ : أمّا لا ، فَخُذ مِن هذَا المالِ حاجَتَكَ - وإذا مالٌ مَوضوعٌ بَينَ يَدَيهِ - قَبلَ أن يَحرُمَ عَلَيكَ ، ثُمَّ النَّجاءَ ، فَوَاللَّهِ ، لا يَسمَعُ الدّاعِيَةَ أحَدٌ ولا يَرَى البارِقَةَ۲ أحَدٌ ولا يُعينُنا ، إلّا كانَ مَلعوناً عَلى‏ لِسانِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
قالَ : قُلتُ : وَاللَّهِ ، لا أجمَعُ اليَومَ أمرَينِ : آخُذُ مالَكَ ، وأخذُلُكَ . فَانصَرَفَ وتَرَكَهُ‏۳ .

راجع : ص 191 (القسم السادس / الفصل الثالث : إنباء النبي صلى اللَّه عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام)
و ص 218 (الفصل الثالث : إنباء أمير المؤمنين عليه السلام بشهادة الحسين عليه السلام) .

1 / 3

كِتابُ الإِمامِ عليه السلام إلى‏ بَني هاشِمٍ‏

۷۵۰.كامل الزيارات عن ميسر بن عبد العزيز عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام إلى‏ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ [أيِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ] مِن كَربَلاءَ :

1.الأخبار الطوال : ص ۲۵۱ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۴ وفيه «السقية» بدل «السقبة» .

2.البارِقَةُ : مؤنّث البارق ، بريق السلاح (المعجم الوسيط : ج ۱ ص ۵۱ «برق») .

3.المطالب العالية : ج ۴ ص ۳۲۶ ح ۴۵۱۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
592

أو هذِهِ الاُخرَى الَّتي تُسَمَّى «السَّقَبَةَ» ، فَنَنزِل في إحداهُما .
قالَ الحُرُّ : إنَّ الأَميرَ كَتَبَ إلَيَّ أن اُحِلَّكَ عَلى‏ غَيرِ ماءٍ ، ولا بُدَّ مِنَ الاِنتِهاءِ إلى‏ أمرِهِ .
فَقالَ زُهَيرُ بنُ القَينِ لِلحُسَينِ عليه السلام : بِأَبي واُمّي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! وَاللَّهِ لَو لَم يَأتِنا غَيرُ هؤُلاءِ لَكانَ لَنا فيهِم كِفايَةٌ ، فَكَيفَ بِمَن سَيَأتينا مِن غَيرِهِم ؟ فَهَلُمَّ بِنا نُناجِز هؤُلاءِ ؛ فَإِنَّ قِتالَ هؤُلاءِ أيسَرُ عَلَينا مِن قِتالِ مَن يَأتينا مِن غَيرِهم .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِنّي أكرَهُ أن أبدَأَهُم بِقِتالٍ حَتّى‏ يَبدَأوا .
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : فَهاهُنا قَريَةٌ بِالقُربِ مِنّا عَلى‏ شَطِّ الفُراتِ ، وهِيَ في عاقُولٍ‏۱حَصينَةٍ ، الفُراتُ يُحدِقُ بِها إلّا مِن وَجهٍ واحِدٍ .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : ومَا اسمُ تِلكَ القَريَةِ ؟
قالَ : العَقرُ .۲
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : نَعوذُ بِاللَّهِ مِنَ العَقرِ .۳
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِلحُرِّ : سِر بِنا قَليلاً ، ثُمَّ نَنزِلُ .
فَسارَ مَعَهُ حَتّى‏ أتَوا كَربَلاءَ ، فَوَقَفَ الحُرُّ وأصحابُهُ أمامَ الحُسَينِ عليه السلام ، ومَنَعوهُم مِنَ المَسيرِ ، وقالَ : اِنزِل بِهذَا المَكانِ ، فَالفُراتُ مِنكَ قَريبٌ .
قالَ الحُسَينُ عليه السلام : ومَا اسمُ هذَا المَكانِ ؟ قالوا لَهُ : كَربَلاءُ .
قالَ : ذاتُ كَربٍ وبَلاءٍ ، ولَقَد مَرَّ أبي بِهذَا المَكانِ عِندَ مَسيرِهِ إلى‏ صِفّينَ ، وأنَا مَعَهُ ، فَوَقَفَ ، فَسَأَلَ عَنهُ ، فَاُخبِرَ بِاسمِهِ ، فَقالَ : «هاهُنا مَحَطُّ رِكابِهِم ، وهاهُنا مُهَراقُ دِمائِهِم» ، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ ، فَقالَ : «ثَقَلٌ لِآلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ يَنزِلونَ هاهُنا» .
ثُمَّ أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِأَثقالِهِ ، فَحُطَّت بِذلِكَ المَكانِ يَومَ الأَربِعاءِ ، غُرَّةَ المُحَرَّمِ مِن سَنَةِ إحدى‏

1.العاقول : الأرض لا يُهتدى لها لكثرة معاطفها ، والعاقول : نبت معروف له شوك ترعاه الإبل ف(تاج العروس : ج ۱۵ ص ۵۰۹ «عقل») .

2.العَقر : عدّة مواضع ، منها : عَقرُ بابل قُرب كربلاء من الكوفة (معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۳۶) وراجع : الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

3.العَقر : الجَرح ، وأيضاً : أثَرٌ كالحَزِّ في قوائم الفَرَس والإبل ، يقال : عَقَرَه - أي الفرس والإبلَ - بالسيف : قَطَعَ قوائِمَهُ (راجع : تاج العروس : ج ۷ ص ۲۴۶ و ۲۴۷ «عقر») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970361
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به