595
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وغَلَبوا عَلَيها ، فَكَتَبَ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ عَهدَهُ عَلَى الرَّيِّ ، وأمَرَهُ بِالخُروجِ ، فَخَرَجَ مُعَسكِراً بِالنّاسِ بِحَمّامِ أعيَنَ .
فَلَمّا كانَ مِن أمرِ الحُسَينِ عليه السلام ما كانَ ، وأقبَلَ إلَى الكوفَةِ ، دَعَا ابنُ زِيادٍ عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ : سِر إلَى الحُسَينِ ، فَإِذا فَرَغنا مِمّا بَينَنا وبَينَهُ سِرتَ إلى عَمَلِكَ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : إنَ رَأَيتَ - رَحِمَكَ اللَّهُ - أن تُعفِيَني فَافعَل ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللَّهِ : نَعَم ، عَلى‏ أن تَرُدَّ لَنا عَهدَنا ، قالَ : فَلَمّا قالَ لَهُ ذاكَ ، قالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : أمهِلنِي اليَومَ حَتّى‏ أنظُرَ ، قالَ : فَانصَرَفَ عُمَرُ يَستَشيرُ نُصَحاءَهُ ، فَلَم يَكُن يَستَشيرُ أحَداً إلّا نَهاهُ .
قالَ : وجاءَ حَمزَةُ بنُ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ، وهُوَ ابنُ اُختِهِ ، فَقالَ : أنشُدُكَ اللَّهَ - يا خالِ - أن تَسيرَ إلَى الحُسَينِ ، فَتَأثَمَ بِرَبِّكَ وتَقطَعَ رَحِمَكَ ! فَوَاللَّهِ ، لَأَن تَخرُجَ مِن دُنياكَ ومالِكَ وسُلطانِ الأَرضِ كُلِّها - لَو كانَ لَكَ - خَيرٌ لَكَ مِن أن تَلقَى اللَّهَ بِدَمِ الحُسَينِ !
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : فَإِنّي أفعَلُ إن شاءَ اللَّهُ .
قالَ هِشامٌ : حَدَّثَني عَوانَةُ بنُ الحَكَمِ ، عَن عَمّارِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ يَسارٍ الجُهَنِيِّ عَن أبيهِ ، قالَ : دَخَلتُ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ وقَد اُمِرَ بِالمَسيرِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ لي : إنَّ الأَميرَ أمَرَني بِالمَسيرِ إلَى الحُسَينِ ، فَأَبَيتُ ذلِكَ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : أصابَ اللَّهُ بِكَ ، أرشَدَكَ اللَّهُ ، أحِل فَلا تَفعَل ولا تَسِر إلَيهِ .
قالَ : فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ ، فَأَتاني آتٍ ، وقالَ : هذا عُمَرُ بنُ سَعدٍ يَندُبُ النّاسَ إلَى الحُسَينِ ، قالَ : فَأَتَيتُهُ فَإِذا هُوَ جالِسٌ ، فَلَمّا رَآني أعرَضَ بِوَجهِهِ ، فَعَرَفتُ أنَّهُ قَد عَزَمَ عَلَى المَسيرِ إلَيهِ ، فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ .
قالَ : فَأَقبَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلَى ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ : أصلَحَكَ اللَّهُ ، إنَّكَ وَلَّيتَني هذَا العَمَلَ ، وكَتَبتَ لِيَ العَهدَ ، وسَمِعَ بِهِ النّاسُ ، فَإِن رَأَيتَ أن تُنفِذَ لي ذلِكَ فَافعَل ، وَابعَث إلَى الحُسَينِ في هذَا الجَيشِ مِن أشرافِ الكوفَةِ مَن لَستُ بِأَغنى‏ ولا أجزَأَ عَنكَ في الحَربِ مِنهُ ، فَسَمّى‏ لَهُ اُناساً .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : لا تُعلِمني بِأَشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، ولَستُ أستَأمِرُكَ فيمَن اُريدُ أن أبعَثَ ! إن سِرتَ بِجُندِنا ، وإلّا فَابعَث إلَينا بِعَهدِنا .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
594

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ‏
مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى‏ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ومَن قِبَلَهُ مِن بَني هاشِمٍ :
أمّا بَعدُ ، فَكَأَنَّ الدُّنيا لَم تَكُن ، وكَأَنَّ الآخِرَةَ لَم تَزَل ، وَالسَّلامُ .۱

1 / 4

قِصَّةُ خُروجِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ لِقِتالِ الإِمامِ عليه السلام‏

1 / 4 - 1

إخبارُ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام بِاختِيارِ عُمَرَ النّارَ !

۷۵۱.تهذيب الكمال عن محمّد بن سيرين عن بعض أصحابه : قالَ عَلِيٌّ عليه السلام لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ : كَيفَ أنتَ إذا قُمتَ مَقاماً تُخَيَّرُ فيهِ بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، فَتَختارُ النّارَ ؟!۲

1 / 4 - 2

اِختِيارُ النّارِ

۷۵۲.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : كانَ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ قَد وَلّاهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ الرَّيَّ ، وعَهِدَ إلَيهِ عَهدَهُ ، فَقالَ : اِكفِني هذَا الرَّجُلَ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] . قالَ : أعفِني ، فَأَبى‏ أن يُعفِيَهُ ، قالَ : فَأَنظِرنِي اللَّيلَةَ ، فَأَخَّرَهُ ، فَنَظَرَ في أمرِهِ ، فَلَمّا أصبَحَ غَدا عَلَيهِ راضِياً بِما اُمِرَ بِهِ ، فَتَوَجَّهَ إلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ .۳

۷۵۳.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : كانَ سَبَبُ خُروجِ ابنِ سَعدٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام أنَّ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ بَعَثَهُ عَلى‏ أربَعَةِ آلافٍ مِن أهلِ الكوفَةِ يَسيرُ بِهِم إلى‏ دَستَبي‏۴ ، وكانَتِ الدَّيلَمُ قَد خَرَجوا إلَيها ،

1.كامل الزيارات : ص ۱۵۸ ح ۱۹۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۷ ح ۲۳ .

2.تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۳۵۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۸۳ ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۹ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۶۷۴ ح ۳۷۷۲۳ ؛ مثير الأحزان : ص ۵۰ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۹ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۷ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۲ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۶ عن الإمام زين العابدين عليه السلام .

4.دستبي : دَشتابي ؛ مُنبسَطُ قَزوين (دشتُ قزوين) ؛ أراضي سهلة وخصبة في جنوب قزوين وفيها آوَجُ وبوئين‏زهراء ومُدن اُخرى (بُلدان الخلافة الشرقية : ص‏۱۹۹) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970410
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به