607
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عَلِمتَ يا هذا ؟ ذَر هؤُلاءِ القَومَ وكُن مَعي ؛ فَإِنَّهُ أقرَبُ لَكَ مِنَ اللَّهِ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : أخافُ أن تُهدَمَ داري ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا أبنيها لَكَ .
فَقالَ عُمَرُ : أخافُ أن تُؤخَذَ ضَيعَتي ! فَقالَ : أنَا اُخلِفُ عَلَيكَ خَيراً مِنها مِن مالي بِالحِجازِ .
فَقالَ : لي عِيالٌ أخافُ عَلَيهِم ، فَقالَ : أنَا أضمِنُ سَلامَتَهُم .
قالَ : ثُمَّ سَكَتَ فَلَم يُجِبهُ عَن ذلِكَ ، فَانصَرَفَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام وهُوَ يَقولُ : ما لَكَ ذَبَحَكَ اللَّهُ عَلى‏ فِراشِكَ سَريعاً عاجِلاً ، ولا غَفَرَ لَكَ يَومَ حَشرِكَ ونَشرِكَ ! فَوَاللَّهِ ، إنّي لَأَرجو أن لا تَأكُلَ مِن بُرِّ العِراقِ إلّا يَسيراً .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، فِي الشَّعيرِ عِوَضٌ عَنِ البُرِّ ! ! ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ إلى‏ مُعَسكَرِهِ‏۱ .

۷۷۱.أنساب الأشراف : تَواقَفَ الحُسَينُ عليه السلام وعُمَرُ بنُ سَعدٍ خِلوَينِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اِختاروا مِنِّي الرُّجوعَ إلَى المَكانِ الَّذي أقبَلتُ مِنهُ ، أو أن أضَعَ يَدي في يَدِ يَزيدَ ، فَهُوَ ابنُ عَمّي لِيَرى‏ رَأيَهُ فِيَّ ، وإمّا أن تُسَيِّروني إلى‏ ثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ ، فَأَكونَ رَجُلاً مِن أهلِهِ ، لي ما لَهُ ، وعَلَيَّ ما عَلَيهِ .
ويُقالُ : إنَّهُ لَم يَسَلهُ إلّا أن يَشخَصَ إلَى المَدينَةِ فَقَط .۲

۷۷۲.تذكرة الخواصّ : قَد وَقَعَ في بَعضِ النُّسَخِ ، أنَّ الحُسَينَ عليه السلام قالَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ : دَعوني أمضي إلَى المَدينَةِ أو إلى‏ يَزيدَ ، فَأَضَعُ يَدي في يَدِهِ ، ولا يَصِحُّ ذلِكَ عَنهُ ، فَإِنَّ عُقبَةَ بنَ سِمعانَ قالَ : صَحِبتُ الحُسَينَ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ إلَى العِراقِ ، ولَم أزَل مَعَهُ إلى‏ أن قُتِلَ ، وَاللَّهِ ، ما سَمِعتُهُ قالَ ذلِكَ .۳

۷۷۳.المناقب لابن شهرآشوب : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قالَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ : إنَّ مِمّا يُقِرُّ لِعَيني أنَّكَ لا تَأكُلُ مِن بُرِّ العِراقِ بَعدي إلّا قَليلاً ، فَقالَ مُستَهزِئاً : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، فِي الشَّعيرِ خَلَفٌ !! فَكانَ كَما قالَ لَم يَصِل إلَى الرَّيِّ ، وقَتَلَهُ المُختارُ .۴

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۵ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ نحوه وبزيادة «من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله» بعد «يا هذا» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۸ .

2.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۰ .

3.تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۸ .

4.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰۰ ح ۱ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
606

وتَحَدَّثَ النّاسُ فيما بَينَهُما ظَنّاً يَظُنّونَهُ أنَّ حُسَيناً عليه السلام قالَ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ : اُخرُج مَعي إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ونَدَعُ العَسكَرَينِ . قالَ عُمَرُ : إذَن تُهدَمَ داري ، قالَ : أنَا أبنيها لَكَ ، قالَ : إذَن تُؤخَذَ ضِياعي ، قالَ : إذَن اُعطِيَكَ خَيراً مِنها مِن مالي بِالحِجازِ . قالَ : فَتَكَرَّهَ ذلِكَ عُمَرُ .
قالَ : فَتَحَدَّثَ النّاسُ بِذلِكَ ، وشاعَ فيهِم مِن غَيرِ أن يَكونوا سَمِعوا مِن ذلِكَ شَيئاً ولا عَلِموهُ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : وأمّا ما حَدَّثَنا بِهِ المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ وَالصَّقعَبُ بنُ زُهَيرٍ الأَزدِيُّ وغَيرُهُما مِنَ المُحَدِّثينَ ، فَهُوَ ما عَلَيهِ جَماعَةُ المُحَدِّثينَ ، قالوا : إنَّهُ قالَ : اِختاروا مِنّي خِصالاً ثَلاثاً : إمّا أن أرجِعَ إلَى المَكانِ الَّذي أقبَلتُ مِنهُ ، وإمّا أن أضَعَ يَدي في يَدِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَيَرى‏ فيما بَيني وبَينَهُ رَأيَهُ ، وإمّا أن تُسَيِّروني إلى‏ أيِّ ثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ شِئتُم ، فَأَكونَ رَجُلاً مِن أهلِهِ ، لي ما لَهُم ، وعَلَيَّ ما عَلَيهِم .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَأَمّا عَبدُ الرَّحمنِ بنُ جُندَبٍ فَحَدَّثَني عَن عُقبَةَ بنِ سِمعانَ قالَ : صَحِبتُ حُسَيناً ، فَخَرَجتُ مَعَهُ مِنَ المَدينَةِ إلى‏ مَكَّةَ ، ومِن مَكَّةَ إلَى العِراقِ ، ولَم اُفارِقهُ حَتّى‏ قُتِلَ ، ولَيسَ مِن مُخاطَبَتِهِ النّاسَ كَلِمَةٌ بِالمَدينَةِ ، ولا بِمَكَّةَ ، ولا فِي الطَّريقِ ، ولا بِالعِراقِ ، ولا في عَسكَرٍ إلى‏ يَومِ مَقتَلِهِ إلّا وقَد سَمِعتُها .
ألا وَاللَّهِ ، ما أعطاهُم ما يَتَذاكَرُ النّاسُ وما يَزعُمونَ ؛ مِن أن يَضَعَ يَدَهُ في يَدِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، ولا أن يُسَيِّروهُ إلى‏ ثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ ، ولكِنَّهُ قالَ : دَعوني فَلَأَذهَبُ في هذِهِ الأَرضِ العَريضَةِ حَتّى‏ نَنظُرَ ما يَصيرُ أمرُ النّاسِ .۱

۷۷۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : أرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلَى ابنِ سَعدٍ : إنّي اُريدُ أن اُكَلِّمَكَ فَالقَنِي اللَّيلَةَ بَينَ عَسكَري وعَسكَرِكَ ، فَخَرَجَ إلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في عِشرينَ فارِساً وَالحُسَينُ عليه السلام في مِثلِ ذلِكَ ، ولَمَّا التَقَيا أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ ، فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ أخوهُ العَبّاسُ عليه السلام ، وَابنُهُ عَلِيٌّ الأَكبَرُ ، وأمَرَ ابنُ سَعدٍ أصحابَهُ ، فَتَنَحَّوا عَنهُ ، وبَقِيَ مَعَهُ ابنُهُ حَفصٌ ، وغُلامٌ لَهُ يُقالُ لَهُ لاحِقٌ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِابنِ سَعدٍ : وَيحَكَ ! أما تَتَّقِي اللَّهَ الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ ؟ أتُقاتِلُني وأنَا ابنُ مَن

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۶ نحوه وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۵ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۲۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922519
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به