قَد قَبِلتُ .
قالَ : فَقامَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَقالَ : أتَقبَلُ هذا مِنهُ وقَد نَزَلَ بِأَرضِكَ إلى جَنبِكَ ؟ وَاللَّهِ ، لَئِن رَحَلَ مِن بَلَدِكَ ولَم يَضَع يَدَهُ في يَدِكَ لَيَكونَنَّ أولى بِالقُوَّةِ وَالعِزَّةِ ، ولَتَكونَنَّ أولى بِالضَّعفِ وَالعَجزِ ، فَلا تُعطِهِ هذِهِ المَنزِلَةَ ، فَإِنَّها مِنَ الوَهَنِ ، ولكِن لِيَنزِل عَلى حُكمِكَ هُوَ وأصحابُهُ ، فَإِن عاقَبتَ فَأَنت وَلِيُّ العُقوبَةِ ، وإن غَفَرتَ كانَ ذلِكَ لَكَ ، وَاللَّهِ ، لَقَد بَلَغَني أنَّ حُسَيناً وعُمَرَ بنَ سَعدٍ يَجلِسانِ بَينَ العَسكَرَينِ ، فَيَتَحَدَّثانِ عامَّةَ اللَّيلِ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : نِعمَ ما رَأَيتَ ! الرَّأيُ رَأيُكَ .۱
۷۷۶.المناقب لابن شهرآشوب : أقبَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في أربَعَةِ آلافٍ حَتّى نَزَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام ، وبَعَثَ مِن غَدِهِ قُرَّةَ بنَ قَيسٍ الحَنظَلِيَّ يَسأَلُهُ مَا الَّذي جاءَ بِهِ ؟ فَلَمّا بَلَّغَ رِسالَتَهُ قالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَتَبَ إلَيَّ أهلُ مِصرِكُم أن أقدَمَ ، فَأَمّا إذا كَرِهتُموني فَأَنَا أنصَرِفُ عَنكُم .
فَلَمّا سَمِعَ عُمَرُ جَوابَهُ كَتَبَ إلَى ابنِ زِيادٍ بِذلِكَ ، فَلَمّا رَأَى ابنُ زِيادٍ كِتابَهُ قالَ :
الآنَ إذ عَلِقَت مَخالِبُنا بِهِيَرجُو النَّجاةَ ولاتَ حينَ مَناصِ
وكَتَبَ إلى عُمَرَ : اِعرِض عَلَى الحُسَينِ أن يُبايِعَ يَزيدَ وجَميعُ أصحابِهِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ رَأَينا رَأيَنا ، وإن أبى فَائتِني بِهِ .۲
۷۷۷.الإرشاد عن حميد بن مسلم : لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام نُزولَ العَساكِرِ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِنينَوى ومَدَدَهُم لِقِتالِهِ أنفَذَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : إنّي اُريدُ أن ألقاكَ ، فَاجتَمَعا لَيلاً ، فَتَناجَيا طَويلاً ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلى مَكانِهِ ، وكَتَبَ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَد أطفَأَ النّائِرَةَ ، وجَمَعَ الكَلِمَةَ ، وأصلَحَ أمرَ الاُمَّةِ ، هذا حُسَينٌ قَد أعطاني أن يَرجِعَ إلَى المَكانِ الَّذي أتى مِنهُ ، أو أن يَسيرَ إلى ثَغرٍ مِنَ الثُّغورِ ، فَيَكونَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ ، لَهُ ما لَهُم ، وعَلَيهِ ما عَلَيهِم ، أو أن يَأتِيَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ ، فَيَضَعَ يَدَهُ في يَدِهِ ، فَيَرى فيما بَينَهُ وبَينَهُ رَأيَهُ ، وفي هذا لَكُم رِضىً ولِلاُمَّةِ صَلاحٌ .