61
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

د - الجانبان الظاهري والباطني (آية اللَّه الفاضل والسيّد الإشراقي).
وفيما يلي نلقي نظرة إجماليّة على هذه النظريّات :

1. نظريّة طلب الشهادة

قُدّمت حتّى الآن تفسيرات لنظريّة طلب الشهادة۱ ، وقد لا يكون هناك قائل ببعضها هذا اليوم ، إلّا أنّ الالتفات إليها بشكل إجمالي مفيد . وقد قدّمت أربعة تفاسير لطلب الإمام للشهادة ، ولكلّ منها قائل .

أ - الشهادة التكليفية

قُدّمت هذه النظريّة على أساس بعض الروايات ، وأشهرها روايتان:
إحداهما : رواية الإمام الصادق عليه السلام في الكافي ، والتي تفيد بأنّ على كلّ إمام مسؤوليّة :
فَلَمّا تُوُفِّيَ الحَسَنُ عليه السلام ومَضى‏ ، فَتَحَ الحُسَينُ عليه السلام الخاتَمَ الثّالِثَ ، فَوَجَدَ فيها أنْ قاتِل فَاقتُل وتُقتَل ، واخرُج بِأَقوامٍ لِلشَّهادَةِ لا شهادَةَ لَهُم إلاّ مَعَكَ .۲
والاُخرى : الرواية التي تروي لنا رؤيا الإمام الحسين عليه السلام عند مسيره من مكّة إلى الكوفة:
يا حُسينُ اخرُج ، فَإِنَّ اللَّهَ قَد شاءَ أن يَراكَ قَتيلاً .۳
ويرى البعض استناداً إلى هذه الروايات ، أنّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي تكليف شخصي وأمر خاصّ ، اُمر به عليه السلام حسب برنامج عُدّ مسبقاً. ويَعتبر هذا البعض أنّ ثورة الإمام الحسين كان لها مخطّط غيبيّ ، وأنّ يد الغيب هي التي كتبت تفاصيلها ونفذّها الإمام ، ولا يمكن من

1.ممّا يجدر ذكره أنّ العلّامة السيّد شرف الدين العاملي ذكر في كتاب المجالس الفاخرة (ص‏۹۴) خمسة وثلاثين دليلاً على نظرية طلب الشهادة. كما ذكر العلّامة محسن الأمين في المجلّد الأوّل من أعيان الشيعة ما يقرب من عشرين دليلاً تفيد بأنّ الإمام الحسين عليه السلام كان يظنّ الشهادة، بل كان موقناً بها في بعض المراحل ... كما ذكر آية اللَّه الاُستادي في كتاب بررسي قسمتي از كتاب شهيد جاويد «بالفارسية» ، والذي صدر بعد ذلك في كتاب سرگذشت كتاب شهيد جاويد «بالفارسية» ، عشرين دليلاً على هذا الموضوع. وقدّم آية اللَّه الصافي الگلبايگاني أيضاً في كتاب شهيد آگاه «بالفارسية» : ثلاثة وثلاثين دليلاً على نظرية طلب الشهادة.

2.راجع : الكافي : ج ۱ ص ۲۸۰ ح ۲ .

3.راجع : ص ۴۸۷ ح ۵۸۸ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
60

مقصد، والمقصود هو إحياء السنّة وإصلاح الاُمور .
3. يجب التمييز بين أهداف حقيقةٍ مّا والنتائج والآثار المترتّبة عليها. وقد استشهد الإمام الحسين عليه السلام من أجل تحقيق بعض الأهداف، وإذا تمتّع البشر من بعده بالكمالات المعنويّة والأجر الاُخروي من خلال إقامة العزاء والبكاء عليه، فإنّ من غير الصحيح أن نعتبر العزاء والبكاء والنتائج المترتّبة على ذلك، من أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام.
وبناءً على ذلك فإنّ اُولئك الذين اعتبروا الشفاعة للاُمّة ، أو الحصول على الأجر الاُخروي وغفران الذنوب، هما من أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام، إنّما هم واقعون في مغالطة.

ثالثاً : وجهات النظر حول هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام‏

هذا الموضوع خضع في العصر الحاضر للدراسة والبحث بشكل مباشر ، وكتبت مؤلّفات كثيرة في هذا المجال. وأمّا الآراء والأقوال التي قدّمت في هذا المجال فهي تعود في الحقيقة إلى أربع نظريّات :
الاُولى : نظريّة طلب الشهادة .
الثانية : نظريّة إقامة الدولة .
الثالثة : نظريّة المحافظة على النفس .
الرابعة : الجمع بين النظريتين الاُولى والثانية ؛ أي طلب الشهادة وإقامة الدولة .
أمّا مفاد الآراء الثلاثة الاُولى فهو واضح، وأمّا الرأي الرابع فقد قدّم على أساس المبادئ الكلاميّة للشيعة من علم الإمام بشهادته من جهة، وأقوال الإمام والشواهد التاريخيّة على الإطاحة بحكم يزيد وإقامة الدولة الإسلامية من جهة اُخرى . وقد أراد أصحاب هذا الرأي أن يجمعوا بين هاتين الحقيقتين ، فعبّرت عمليّة الجمع هذه عن نفسها في أربعة أشكال :
أ - جعل القصد (الهدف) على مراحل ؛ أي قصد إقامة الدولة (في البدء) ثمّ قصد الشهادة (الاُستاذ المطهري).
ب - القصد المباشر وغير المباشر (العلّامة العسكري) .
ج - إقامة الدولة مع العلم بالشهادة (آية اللَّه الاُستادي) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922424
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به