لَفَظَ عَصَبَهُ ، يَعني نَفسَهُ .۱
۷۸۱.الأخبار الطوال : وَرَدَ كِتابُ ابنِ زِيادٍ عَلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ أنِ امنَعِ الحُسَينَ وأصحابَهُ الماءَ ، فَلا يَذوقوا مِنهُ حُسوَةً۲ ، كَما فَعَلوا بِالتَّقِيِّ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
فَلَمّا وَرَدَ عَلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ذلِكَ أمَرَ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ أن يَسيرَ في خَمسِمِئَةِ راكِبٍ ، فَيُنيخَ عَلَى الشَّريعَةِ ، ويَحولوا بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، وذلِكَ قَبلَ مَقتَلِهِ بِثَلاثَةِ أيّامٍ ، فَمَكَثَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام عَطاشى .۳
۷۸۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : رَجَعَت تِلكَ الخَيلُ [أيِ الخَيلُ الَّتي أرسَلَهَا ابنُ سَعدٍ لِمَنعِ قَومٍ مِن بَني أَسدٍ ]حَتّى نَزَلَت عَلَى الفُراتِ ، وحالوا بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، فَأَضَرَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ عليه السلام وبِمَن مَعَهُ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام فَأساً وجاءَ إلى وَراءِ خَيمَةِ النِّساءِ ، فَخَطا عَلَى الأَرضِ تِسعَ عَشرَةَ خُطوَةً نَحوَ القِبلَةِ ، ثُمَّ احتَفَرَ هُنالِكَ ، فَنَبَعَت لَهُ هُناكَ عَينٌ مِنَ الماءِ العَذبِ ، فَشَرِبَ الحُسَينُ عليه السلام وشَرِبَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم ، ومَلَؤوا أسقِيَتَهُم ، ثُمَّ غارَتِ العَينُ ، فَلَم يُرَ لَها أثَرٌ .
وبَلَغَ ذلِكَ عُبَيدَ اللَّهِ ، فَكَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : بَلَغَني أنَّ الحُسَينَ يَحفِرُ الآبارَ ، ويُصيبُ الماءَ ، فَيَشرَبُ هُوَ وأصحابُهُ ، فَانظُر إذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي فَامنَعهُم مِن حَفرِ الآبارِ مَا استَطَعتَ ، وضَيِّق عَلَيهِم ، ولا تَدَعهُم أن يَذوقوا مِنَ الماءِ قَطرَةً ، وَافعَل بِهِم كَما فَعَلوا بِالزَّكِيِّ عُثمانَ وَالسَّلامُ .
فَضَيَّقَ عَلَيهِمُ ابنُ سَعدٍ غايَةَ التَّضييقِ .۴
۷۸۳.الفتوح- في ذِكرِ الإِمامِ عليه السلام حينَ مُنِعَ مِن الوُصولِ إلَى الماءِ -: فَاشتَدَّ العَطَشُ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، وكادوا أن يَموتوا عَطَشاً .۵
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۹ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .
2.الحُسْوَةُ : الجَرعة من الشراب بقدر ما يُحسى مرّة واحدة (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۷ «حسا») .
3.الأخبار الطوال : ص ۲۵۵ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۴ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۱ وفيه ذيله من «فكتب» .
5.الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ .