613
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

لَفَظَ عَصَبَهُ ، يَعني نَفسَهُ .۱

۷۸۱.الأخبار الطوال : وَرَدَ كِتابُ ابنِ زِيادٍ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ أنِ امنَعِ الحُسَينَ وأصحابَهُ الماءَ ، فَلا يَذوقوا مِنهُ حُسوَةً۲ ، كَما فَعَلوا بِالتَّقِيِّ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
فَلَمّا وَرَدَ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ذلِكَ أمَرَ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ أن يَسيرَ في خَمسِمِئَةِ راكِبٍ ، فَيُنيخَ عَلَى الشَّريعَةِ ، ويَحولوا بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، وذلِكَ قَبلَ مَقتَلِهِ بِثَلاثَةِ أيّامٍ ، فَمَكَثَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام عَطاشى‏ .۳

۷۸۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : رَجَعَت تِلكَ الخَيلُ [أيِ الخَيلُ الَّتي أرسَلَهَا ابنُ سَعدٍ لِمَنعِ قَومٍ مِن بَني أَسدٍ ]حَتّى‏ نَزَلَت عَلَى الفُراتِ ، وحالوا بَينَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، فَأَضَرَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ عليه السلام وبِمَن مَعَهُ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام فَأساً وجاءَ إلى وَراءِ خَيمَةِ النِّساءِ ، فَخَطا عَلَى الأَرضِ تِسعَ عَشرَةَ خُطوَةً نَحوَ القِبلَةِ ، ثُمَّ احتَفَرَ هُنالِكَ ، فَنَبَعَت لَهُ هُناكَ عَينٌ مِنَ الماءِ العَذبِ ، فَشَرِبَ الحُسَينُ عليه السلام وشَرِبَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم ، ومَلَؤوا أسقِيَتَهُم ، ثُمَّ غارَتِ العَينُ ، فَلَم يُرَ لَها أثَرٌ .
وبَلَغَ ذلِكَ عُبَيدَ اللَّهِ ، فَكَتَبَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ : بَلَغَني أنَّ الحُسَينَ يَحفِرُ الآبارَ ، ويُصيبُ الماءَ ، فَيَشرَبُ هُوَ وأصحابُهُ ، فَانظُر إذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي فَامنَعهُم مِن حَفرِ الآبارِ مَا استَطَعتَ ، وضَيِّق عَلَيهِم ، ولا تَدَعهُم أن يَذوقوا مِنَ الماءِ قَطرَةً ، وَافعَل بِهِم كَما فَعَلوا بِالزَّكِيِّ عُثمانَ وَالسَّلامُ .
فَضَيَّقَ عَلَيهِمُ ابنُ سَعدٍ غايَةَ التَّضييقِ .۴

۷۸۳.الفتوح- في ذِكرِ الإِمامِ عليه السلام حينَ مُنِعَ مِن الوُصولِ إلَى الماءِ -: فَاشتَدَّ العَطَشُ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، وكادوا أن يَموتوا عَطَشاً .۵

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۹ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .

2.الحُسْوَةُ : الجَرعة من الشراب بقدر ما يُحسى مرّة واحدة (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۷ «حسا») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۵۵ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۴ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۱ وفيه ذيله من «فكتب» .

5.الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
612

۷۷۹.أنساب الأشراف : قالَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ لِلحُسَينِ عليه السلام : إنَّ هاهُنا حَيّاً مِن بَني أسَدٍ أعراباً يَنزِلونَ النَّهرَينِ ، ولَيسَ بَينَنا وبَينَهُم إلّا رَوحَةٌ ، أفَتَأذَنُ لي في إتيانِهِم ودُعائِهِم ، لَعَلَّ اللَّهَ أن يَجُرَّ بِهِم إلَيكَ نَفعاً أو يَدفَعَ عَنكَ مَكروهاً ؟ فَأَذِنَ لَهُ في ذلِكَ فَأَتاهُم ، فَقالَ لَهُم :
إنّي أدعوكُم إلى‏ شَرَفِ الآخِرَةِ وفَضلِها وجَسيمِ ثَوابِها ، أنَا أدعوكُم إلى‏ نَصرِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكُم ، فَقَد أصبَحَ مَظلوماً ، دَعاهُ أهلُ الكوفَةِ لِيَنصُروهُ ، فَلَمّا أتاهُم خَذَلوهُ ، وعَدَوا عَلَيهِ لِيَقتُلوهُ ، فَخَرَجَ مَعَهُم مِنهُم سَبعونَ .
وأتى‏ عُمَرَ بنَ سَعدٍ رَجُلٌ مِمَّن هُناكَ يُقالُ لَهُ : جَبَلَةُ بنُ عَمرٍو ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُم ، فَوَجَّهَ أزرَقَ بنَ الحارِثِ الصَّيداوِيَّ في خَيلٍ ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَ الحُسَينِ ، ورَجَعَ ابنُ مُظَهِّرٍ إلَى الحُسَينِ ، فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ كَثيراً .۱

1 / 11

مَنعُ الماء عن الإِمامِ عليه السلام وأصحابِهِ فِي السّابِعِ مِنَ المُحَرَّمِ‏

۷۸۰.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم الأزدي : جاءَ مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ كِتابٌ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ :
أمّا بَعدُ ، فَحُل بَينَ الحُسَينِ وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، ولا يَذوقوا مِنهُ قَطرَةً ، كَما صُنِعَ بِالتَّقِيِّ الزَّكِيِّ المَظلومِ أميرِ المُؤمِنينَ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
قالَ : فَبَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ عَلى‏ خَمسِمِئَةِ فارِسٍ ، فَنَزَلوا عَلَى الشَّريعَةِ ، وحالوا بَينَ حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ أن يُسقَوا مِنهُ قَطرَةً ، وذلِكَ قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام بِثَلاثٍ .
قالَ : ونازَلَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ أبي حُصَينٍ الأَزدِيُ‏۲- وعِدادُهُ في بَجيلَةَ - فَقالَ : يا حُسَينُ ، ألا تَنظُرُ إلَى الماءِ كَأَنَّهُ كَبِدُ السَّماءِ ! وَاللَّهِ ، لا تَذوقُ مِنهُ قَطرَةً حَتّى‏ تَموتَ عَطَشاً !!
فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : اللَّهُمَّ اقتُلهُ عَطَشاً ، ولا تَغفِر لَهُ أبَداً .
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللَّهِ ، لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ حَتّى‏ بَغِرَ۳ ، ثُمَّ يَقي‏ءُ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَشرَبُ حَتّى‏ يَبغَرَ فَما يَروى‏ ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى‏

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۸ .

2.في أنساب الأشراف وتذكرة الخواصّ : «عبد اللَّه بن حصن الأزديّ» ، وفي الإرشاد وإعلام الورى : «عبد اللَّه بن الحصين الأزديّ» ، وفي روضة الواعظين : «عبد الرحمن بن الحصين الأزديّ» .

3.البَغَر والبَغْر : الشِّرب بلا ريّ . بَغِرَ بَغراً : إذا أكثر من الماء فلم يرو (لسان العرب : ج ۴ ص ۷۲ «بغر») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970218
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به