615
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

عَمرُو بنُ الحَجّاجِ وأصحابُهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِمُ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ونافِعُ بنُ هِلالٍ ، فَكَفّوهُم ، ثُمَّ انصَرَفوا إلى‏ رِحالِهِم ، فَقالوا : اِمضوا ، ووَقَفوا دونَهُم ، فَعَطَفَ عَلَيهِم عَمرُو بنُ الحَجّاجِ وأصحابُهُ ، وَاطَّرَدوا قَليلاً . ثُمَّ إنَّ رَجُلاً مِن صُداءَ طُعِنَ مِن أصحابِ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ ، طَعَنَهُ نافِعُ بنُ هِلالٍ ، فَظَنَّ أنَّها لَيسَت بِشَي‏ءٍ ، ثُمَّ إنَّهَا انتَقَضَت‏۱بَعدَ ذلِكَ ، فَماتَ مِنها ، وجاءَ أصحابُ حُسَينٍ عليه السلام بِالقِرَبِ ، فَأَدخَلوها عَلَيهِ .۲

۷۸۷.الإمامة والسياسة : نَزَلوا [أيِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ بِكَربَلاءَ] وبَينَهُم وبَينَ الماءِ رَبوَةٌ۳ ، فَأَرادَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ الماءَ ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَهُ . فَقالَ لَهُ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ : لا تَشرَبوا۴ مِنهُ حَتّى‏ تَشرَبوا مِنَ الحَميمِ !
فَقالَ عَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، نَحنُ عَلَى الحَقِّ ، فَنُقاتِلُ ؟ قالَ : نَعَم . فَرَكِبَ فَرَسَهُ ، وحَمَلَ بَعضَ أصحابِهِ عَلَى الخُيولِ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِم ، فَكَشَفَهُم عَنِ الماءِ ، حَتّى‏ شَرِبوا وسَقوا .۵

۷۸۸.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي- في قَضِيَّةِ مَنعِ الإِمامِ مِنَ الماءِ -: ودَعا [ابنُ سَعدٍ] بِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ : عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ، فَضَمَّ إلَيهِ خَيلاً كَثيرَةً ، وأمَرَهُ أن يَنزِلَ عَلَى الشَّريعَةِ الَّتي هِيَ حِذاءَ مُعَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَنَزَلَتِ الخَيلُ عَلَى شَريعَةِ الماءِ .
فَلَمَّا اشتَدَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ دَعا أخاهُ العَبّاسَ عليه السلام ، وضَمَّ إلَيهِ ثَلاثينَ فارِساً وعِشرينَ راجِلاً ، وبَعَثَ مَعَهُم عِشرينَ قِربَةً في جَوفِ اللَّيلِ حَتّى‏ دَنَوا مِنَ الفُراتِ ، فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ : مَن هذا ؟ فَقالَ لَهُ هِلالُ بنُ نافِعٍ الجَمَلِيُّ : أنَا ابنُ عَمٍّ لَكَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، جِئتُ حَتّى‏ أشرَبَ مِن هذَا الماءِ الَّذي مَنَعتُمونا عَنهُ ، فَقالَ لَهُ عَمرٌو : اِشرَب هَنيئاً مَريئاً .
فَقالَ نافِعٌ : وَيحَكَ كَيفَ تَأمُرُني أن أشرَبَ مِنَ الماءِ وَالحُسَينُ عليه السلام ومَن مَعَهُ يَموتونَ عَطَشا ؟! فَقالَ : صَدَقتَ قَد عَرَفتُ هذا ، ولكِن اُمِرنا بِأَمرٍ ولا بُدَّ لَنا أن نَنتَهِيَ إلى‏ ما اُمِرنا بِهِ .

1.انتقض الجُرحُ بعد بُرئه : فسد (المصباح المنير : ص ۶۲۲ «نقض») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۷۰ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۷ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۸ .

3.الرَبْوَةُ : ما ارتفع من الأرض (النهاية : ج ۲ ص ۱۹۲ «ربا») .

4.هكذا في المصدر ، والصحيح : تشربون .

5.الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۱ ، المحن : ص ۱۴۶ ، المحاسن والمساوئ : ص ۶۱ نحوه وفيه «شمر بن ذي الجوشن» بدل «شهر بن حوشب» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
614

۷۸۴.بستان الواعظين : رَأَيتُ في كِتابِ التَّعازي وَالعَزاءِ مِن وَضعِ أبي مُحَمَّدٍ عَبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدٍ البللورِيِّ : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام استَسقى‏ ماءً حينَ قُتِلَ ، فَمُنِعَ مِنهُ ، وقُتِلَ وهُوَ عَطشانُ ، وأتَى اللَّهَ حَتّى‏ سَقاهُ مِن شَرابِ الجَنَّةِ .۱

1 / 12

دَورُ العَبّاسِ في إيصالِ الماءِ إلى‏ عَسكَرِ الإِمامِ عليه السلام‏

۷۸۵.الأخبار الطوال : ولَمَّا اشتَدَّ بِالحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ العَطَشُ أمَرَ أخاهُ العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام وكانَت اُمُّهُ مِن بَني عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ - أن يَمضِيَ في ثَلاثينَ فارِساً وعِشرينَ راجِلاً ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ قِربَةٌ حَتّى‏ يَأتُوا الماءَ ، فَيُحارِبوا مَن حالَ بَينَهُم وبَينَهُ ، فَمَضَى العَبّاسُ عليه السلام نَحوَ الماءِ ، وأمامَهُم نافِعُ بنُ هِلالٍ حَتّى‏ دَنَوا مِنَ الشَّريعَةِ ، فَمَنَعَهُم عَمرُو بنُ الحَجّاجِ ، فَجالَدَهُمُ‏۲العَبّاسُ عليه السلام عَلَى الشَّريعَةِ بِمَن مَعَهُ حَتّى‏ أزالوهُم عَنها ، وَاقتَحَمَ رَجّالَةُ الحُسَينِ عليه السلام الماءَ ، فَمَلَؤوا قِرَبَهُم ، ووَقَفَ العَبّاسُ عليه السلام في أصحابِهِ يَذُبّونَ عَنهُم ، حَتّى‏ أوصَلُوا الماءَ إلى‏ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام .۳

۷۸۶.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : لَمَّا اشتَدَّ عَلَى الحُسَينِ وأصحابِهِ العَطَشُ ، دَعَا العَبّاسَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام أخاهُ ، فَبَعَثَهُ في ثَلاثينَ فارِساً وعِشرينَ راجِلاً ، وبَعَثَ مَعَهُم بِعِشرينَ قِربَةً ، فَجاؤوا حَتّى‏ دَنَوا مِنَ الماءِ لَيلاً ، وَاستَقدَمَ أمامَهُم بِاللِّواءِ نافِعُ بنُ هِلالٍ الجَمَلِيُّ .
فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ : مَنِ الرَّجُلُ ؟ فجئ‏۴ ، فَقالَ : ما جاءَ بِكَ ؟ قالَ : جِئنا نَشرَبُ مِن هذَا الماءِ الَّذي حَلَّأتُمونا۵عَنهُ ، قالَ : فَاشرَب هَنيئاً ، قالَ : لا وَاللَّهِ ، لا أشرَبُ مِنهُ قَطرَةً وحُسَينٌ عليه السلام عَطشانُ ومَن تَرى‏ مِن أصحابِهِ ! فَطَلَعوا عَلَيهِ ، فَقالَ : لا سَبيلَ إلى‏ سَقيِ هؤُلاءِ ، إنَّما وُضِعنا بِهذَا المَكانِ لِنَمنَعَهُمُ الماءَ .
فَلَمّا دَنا مِنهُ أصحابُهُ قالَ لِرِجالِهِ : اِملَؤوا قِرَبَكُم ، فَشَدَّ الرَّجّالَةُ فَمَلَؤوا قِرَبَهُم ، وثارَ إلَيهِم

1.بستان الواعظين : ص ۲۶۳ ح ۴۱۹ .

2.جالَدَهم : ضارَبَهم (لسان العرب : ج ۳ ص ۱۲۵ «جلد») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۵۵ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ وراجع : المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۶ .

4.كذا في المصدر ، وفيه سقط وتصحيف ، والصواب : «... من الرجل ؟ قال : نافع بن هلال ، فقال : ...» كما في بقيّة المصادر .

5.حلّأهُ عن الماء : طردهُ ومنعهُ (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۲ «حلأ») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970754
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به