عَمرُو بنُ الحَجّاجِ وأصحابُهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِمُ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ونافِعُ بنُ هِلالٍ ، فَكَفّوهُم ، ثُمَّ انصَرَفوا إلى رِحالِهِم ، فَقالوا : اِمضوا ، ووَقَفوا دونَهُم ، فَعَطَفَ عَلَيهِم عَمرُو بنُ الحَجّاجِ وأصحابُهُ ، وَاطَّرَدوا قَليلاً . ثُمَّ إنَّ رَجُلاً مِن صُداءَ طُعِنَ مِن أصحابِ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ ، طَعَنَهُ نافِعُ بنُ هِلالٍ ، فَظَنَّ أنَّها لَيسَت بِشَيءٍ ، ثُمَّ إنَّهَا انتَقَضَت۱بَعدَ ذلِكَ ، فَماتَ مِنها ، وجاءَ أصحابُ حُسَينٍ عليه السلام بِالقِرَبِ ، فَأَدخَلوها عَلَيهِ .۲
۷۸۷.الإمامة والسياسة : نَزَلوا [أيِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ بِكَربَلاءَ] وبَينَهُم وبَينَ الماءِ رَبوَةٌ۳ ، فَأَرادَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ الماءَ ، فَحالوا بَينَهُم وبَينَهُ . فَقالَ لَهُ شَهرُ بنُ حَوشَبٍ : لا تَشرَبوا۴ مِنهُ حَتّى تَشرَبوا مِنَ الحَميمِ !
فَقالَ عَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، نَحنُ عَلَى الحَقِّ ، فَنُقاتِلُ ؟ قالَ : نَعَم . فَرَكِبَ فَرَسَهُ ، وحَمَلَ بَعضَ أصحابِهِ عَلَى الخُيولِ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيهِم ، فَكَشَفَهُم عَنِ الماءِ ، حَتّى شَرِبوا وسَقوا .۵
۷۸۸.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي- في قَضِيَّةِ مَنعِ الإِمامِ مِنَ الماءِ -: ودَعا [ابنُ سَعدٍ] بِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ : عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ، فَضَمَّ إلَيهِ خَيلاً كَثيرَةً ، وأمَرَهُ أن يَنزِلَ عَلَى الشَّريعَةِ الَّتي هِيَ حِذاءَ مُعَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَنَزَلَتِ الخَيلُ عَلَى شَريعَةِ الماءِ .
فَلَمَّا اشتَدَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ دَعا أخاهُ العَبّاسَ عليه السلام ، وضَمَّ إلَيهِ ثَلاثينَ فارِساً وعِشرينَ راجِلاً ، وبَعَثَ مَعَهُم عِشرينَ قِربَةً في جَوفِ اللَّيلِ حَتّى دَنَوا مِنَ الفُراتِ ، فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ : مَن هذا ؟ فَقالَ لَهُ هِلالُ بنُ نافِعٍ الجَمَلِيُّ : أنَا ابنُ عَمٍّ لَكَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، جِئتُ حَتّى أشرَبَ مِن هذَا الماءِ الَّذي مَنَعتُمونا عَنهُ ، فَقالَ لَهُ عَمرٌو : اِشرَب هَنيئاً مَريئاً .
فَقالَ نافِعٌ : وَيحَكَ كَيفَ تَأمُرُني أن أشرَبَ مِنَ الماءِ وَالحُسَينُ عليه السلام ومَن مَعَهُ يَموتونَ عَطَشا ؟! فَقالَ : صَدَقتَ قَد عَرَفتُ هذا ، ولكِن اُمِرنا بِأَمرٍ ولا بُدَّ لَنا أن نَنتَهِيَ إلى ما اُمِرنا بِهِ .
1.انتقض الجُرحُ بعد بُرئه : فسد (المصباح المنير : ص ۶۲۲ «نقض») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۷۰ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۷ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۸ .
3.الرَبْوَةُ : ما ارتفع من الأرض (النهاية : ج ۲ ص ۱۹۲ «ربا») .
4.هكذا في المصدر ، والصحيح : تشربون .
5.الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۱ ، المحن : ص ۱۴۶ ، المحاسن والمساوئ : ص ۶۱ نحوه وفيه «شمر بن ذي الجوشن» بدل «شهر بن حوشب» .